السيمر / الاثنين 16 . 01 . 2017
عمار الحر
بأسم كل شعوب العالم المتحضّر والمتخلّف, بأسم كل الابرياء والمجرمين, بأسم النساء والاطفال والشيوخ والشباب, بأسم الحيوانات والنباتات, بأسم الحجر والشجر, بأسم كل هؤلاء الضحايا المفترضين, بسبب حرب عالمية ثالثة كانت ستكون شبه حتمية لو لم تكن سوريا, التي دفعت ثمن بقاء دول كبيرة وكثيرة على خارطة المدنية (الحياة) من حَجَرها وشَجرها وبَشرها نقول شكراً سوريا.
من قرأ التاريخ او يقرأه اليوم, عرف او سيعرف ان الشرارة التي أشعلت الاولى والثانية, لم تكن أكبر من أصغر شرارة أندلعت نيرانها في سوريا, والتي تسببت في تلك الحربين الكونيتين, معروفتا النتائج للباحثين في التأريخ او قارئيه.
فما كان مصير العالم لو لم تكن سوريا, بشعبها وأرضها, بحكومتها ومعارضتها, بعقلاءها وأغبياءها , بالمدافعين عنها اوبخونتها ؟
أقول شكرا سوريا الشعب المحروم من الكثير من حقوقه التي أصبحت أرض خصباء للمؤامرة الدولية, حيث جذور الصراع ( العادل في بدايته) بين الحكومة والمعارضة.
وشكراً سوريا العقلاء سوريا الناس الذين أختلفوا مع النظام, من أجل حقوق الشعب الأصيلة, لكن كان لهم نهج بنّاء مبني على حفظ البلد ومؤسساته, لم ولن يقبلوا بأن يكون ثمن الاصلاح او التغيير كل هذا الدمار .
وشكراً سوريا الأغبياء سوريا الذين يعارضون النظام, من أجل الشعب وحقوقه الضائعة, حتى لو تطلّب الأمر ابادة الشعب كلّه! وهؤلاء لم يستفيدوا من تجارب جيرانهم في ثوراتهم على الأنظمة, وبالتحديد تجربة الشعب العراقي الذي كان حلم المعارضة الشريفه فيه ( وليس حكام اليوم), بأن يقدّم النظام البعثي المجرم , نظام حروب العبث والمقابر الجماعية, عُشر ما قدّمه النظام السوري من تنازلات أجبرته عليها إرادة الشعب أو إرادة الأستكبار العالمي بحجة حماية حقوق الشعب السوري!
ثم شكراً سوريا المدافعين عنها, سوريا كل من حمل السلاح من السوريين للدفاع عن بلده وليس عن النظام ورئيسه, بعد ان لمس بالدليل الخارق المشرق كالشمس أن الحرب على البلد, من أجل تدميرها وليس من أجل حقوق شعبها المظلوم.
والشكر موصول الى سوريا الخونة, الذين باعوا الوطن بسبع سماواته وما فيها,
من أجل حفنة من الدولارات, أو من أجل أشباع غرائز حيوانية اتخذت من الطائفية الدينية والقومية والعرقية, غطاء لأخفاء وجهها الحقيقي والمفضوح الى درجة أكثر سطوعاً من أم الظُهر في قلب نهار تموز! وطبعاً هؤلاء يُقدّم لهم الشكر بأسم دول التخلّف والجاهلية والتصحّر العقلي والروحي, وبأسم دولة الصهاينة التي لم تكن تتوقّع, حتى في أشد مراحل تفألها وعدوانها بالحصول على مكتسبات في المنطقة مثل ماقدّمه لها اخر المشكورين.
وليس على سوريا اليوم أن تقول لأحد شكراً, بل حتى الذين يقاتلون جنباً الى جنب مع جيشها, ورغم كل الخسائر والتضحيات التي قدّموها لسوريا يجب عليهم ( وبناء على ماصرّحوا به انفسهم) ان يقولوا شكراً لسوريا.
فشكراً بأسم روسيا التي أعادتها سوريا الى الحضور القوي في العالم, وجعلتها صاحبة قرار في كل المحافل الدولية, وفي نفس الوقت منعت أنفجارات كانت قد تحصد الأرواح وتحرق الأموال في المدن الروسية, عن طريق ماكان يُعد لها من أرهابيين, سيعودون من سوريا بعد سقوط النظام, الذي تأمر عليه العالم كلّه من أجل حماية اسرائيل, وتصفية حسابات كل الدول مع بعضها وكل الاسباب الأخرى, إلّا حقوق الشعب السوري!
وشكراً بأسم ايران التي دافعت عن نفسها في سوريا, بأعتراف مسؤوليها وقادتها
لأنها وحزب الله ( الموصول الشكر كذلك بأسمه) هم أهم أسباب المؤامرة الدولية الكبرى على سوريا, بأعتبارهما حلفاء سوريا المطلوب رأسيهما أحياء أو أموات, من قبل الاستكبار الراعي والداعم والحليف والعبد في نفس الوقت لأسرائيل والصهاينة.
ولكن!! أنا لا أقول شكراً ولا أقول شماتةً, بل أقول من باب التذكير والموعظة, أن مارأيته في سوريا, بعد سقوط نظام صدام المجرم, من مقاومين عرب وأجانب بلحاهم الوهابية وثيابهم القصيرة وأحقادهم الكبيرة, وهم يصولون ويصلّون ويجولون في شوارع ومساجد سوريا, ويتدرّبون في معسكراتها ويتفجّرون ويفجّرون ويذبحون في مدن العراق, ليقاوموا المحتل بحصاد أرواح الابرياء من نساء وأطفال وشيوخ, ومن ثم تقام لهم المأتم في المدن السورية ويتفاخر ذويهم فرحاً بقتل ابناءهم للابرياء, يجعلني لا أقول شكراً بل أذكّر ان نفس المنظر رأيته في السنوات الأخيرة في تركيا ومدنها.
فهل سنرى غداً في تركيا نتيجة دعمها ( للمعارضة السورية) , مانراه اليوم من دمار في سوريا, نتيجة دعمها ( للمقاومة العراقية) كي نقول لتركيا من القلب شكراً؟!