أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / من ذكريات يوم الشهيد بجامعة الشلف

من ذكريات يوم الشهيد بجامعة الشلف

السيمر / الاحد 19 . 02 . 2017

معمر حبار / الجزائر

كان ذلك اليوم هو 18 فيفري 1995 ، الخاص بتدشين المركز الجامعي لشلف وإطلاق إسم الشهيدة حسيبة بن بوعلي بمناسبة ذكر 18فيفري 1958.
إتصل بي أحمد شاهر وقد كان من المقربين لمدير المركز يومها الأستاذ البروفسور قادري باعتباره الوحيد الذي كان يحمل هذا اللقب العلمي.
أدخلني للمدير وكانت أول مرة أدخل لمكتبه، وقد كنت أتعمد أن لا أدخل على رؤساء الجامعة إلا بطلب منهم، بينما العمداء الذين تعاملت معهم طيلة سنوات عملي 1992- جوان 2016 تاريخ تقاعدي، كانت عدد مرات دخولي على مكاتبهم قليلة جدا يفرضها العمل واللقاء المباشر.
أثنى علي أحمد شاهر أمام المدير وبأني أحسن جيدا الإلقاء والأداء، وقد غمرني في بداية الأمر خجل منعني من الحركة والنطق، خاصة وأنه لم يمر على توظيفي سوى عامين
وضعت تحت تصرفي مجموعة من الكتب والمقالات التي تتحدث عن الشهيدة حسيبة بن بوعلي رحمة الله عليها، فقرأتها ولخصتها ثم وضعت تحت تصرفي أوراق تتحدث عن ماضي الشلف وجغرافيتها وإنجازات المركز الجامعي بالشلف قبل أن يتحول إلى جامعة الشلف، وبعد التصحيح والتعديل المستمر، أصرّ المدير وبقوة أن أكون أنا من يلقي الكلمة بعدما سمعني لأول مرة وأعجب أيّما إعجاب بالطريقة والصوت والأداء، وكان من المفروض أن يلقي هو الكلمة أمام الحضور، لكن حين قارن ورأى وسمع إمتنع المدير وقدّمني .
وجاء يوم التدشين 18 فيفري 1995، وحدثوني عن حضور وزير التعليم العالي يومها، ووزير المجاهدين يومها، ووالي الولاية يومها، وشخصيات وطنية ومحلية من مختلف التخصصات، لأني لا أعرف أحدا وكنت منهمكا في التحضير والاستعداد لأداء جيد.
وقفت في مدخل الباب الرئيس وبقرب من الكتاب الكبير الموضوع مدخل الرئيس يومها باعتباره رمزا وما زال لحد الآن شامخا، وأشهد وأقرّ وأنا الآن في تقاعد أنه من أحسن وأفضل الرموز التي تفتخر بها جامعة الشلف مقارنة بالرموز التي جاءت من بعد والتي لم تكن في مستوى تطلعات الجامعة من حيث ضعف الشكل وغموض الهدف.
شرعت في إلقاء الكلمة والجمع ينصت، حيث صمت رهيب يعلو الآذان والأسماع، رغم أن الكلمة ألقيت أمام مدخل الباب الرئيسي. وبمجرد ما أنهيت من إلقاء الكلمة ودون شعوي مني إذ بيد قوية غليظة تمتد لورقتي في غفلة مني وتخطفها، وحين سألت عن الشخص صاحب الفعل قيل لي إنه المكلف بمرافقة الوزير. وما يحزن حقا أن الورقة كتبت باليد لأن المحمول يومها لم يكن قد دخل عالم الشغل بالقوة التي نراها اليوم، وقد دونت معلومات قيمة لا أتذكرها الآن، وما كان لصاحب الفعل أن يفعل ذلك.
وبعد أن تفرق الجمع وراح كل لشأنه، إستقبلني المدير إستقبال الوزير، وراح يمدح طريقة الإلقاء ويثني على الأداء، وأعلمني أن الجمع كله أعجبوا أيما إعجاب بالطريقة والأداء، وطلب من أحمد شاهر وعلى الفور أن يمنحني منصب رئيس مصلحة يومها. وكانت بداية لأيام جديدة، يتحدث عنها صاحبها حين يسمح الظرف والذاكرة.
ورحم الله شهداء الجزائر جميعا، وعاشت الجزائر لأبنائها و بأبنائها.

اترك تعليقاً