السيمر / الثلاثاء 28 . 02 . 2017
غسان نعمان ماهر السامرائي
في حديثه قبل 3 أيام، دعا السيد حسين نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني إلى أن يقولوا للسعودية “كفى”.
أقول له:
يا سيد حسن، ((الذي خبث لا يخرج إلا نكدا)).
أولاً / معنى الآية
قال الطبري (تفسير الآية 58 من سورة الأعراف ((والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون ))):
“يقول تعالى ذكره : والبلد الطيبة تربته، العذبة مشاربه، يخرج نباته إذا أنزل الله الغيث وأرسل عليه الحياة، بإذنه، طيباً ثمره في حينه ووقته. والذي خبث فردءت تربته، وملحت مشاربه، لا يخرج نباته إلا نكداً.”
هذا التفسير الحرفي للآية.
أما المعنى الأوسع فهو ما جاء في حديث رواه البخاري أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال:
((مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً،
فكانت منها نقية قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير؛وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا؛وأصاب منها طائفة أخرى، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت؛فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به، فعلم وعلم، ومث من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به)).
ثانياً / مملكة الشر لا تخرج إلا نكدا
هل هناك فائدة من قولة “كفى” للمملكة الوهابية-السعودية؟
مملكة قامت على عمودين:
– بدعة منحرفة في الدين اسمها “الوهابية” تكفر جميع المخالفين دون استثناء
– أسرة لا يعرف لها أصل ولا منبت، قاد وقتل في أول معاركها – في دولتها الثالثة – الكابتن البريطاني شيكسبير، ثم استمرت تحت رعاية الخبيث السير برسي كوكس مسؤول مكتب الهند في المخابرات البريطانية، إلى أن احتلت نجد والحجاز وحائل وعسير ونجران وغيرها.
فماذا الذي يمكن أن يأتي منها غير الشر، بل والأنواع الأسوأ منه؟
فهل إذا قيل لها “كفى”، وأرادت أن تتوقف، هل يمكنها أن “تخرج إلا نكدا”؟
مستحيل، لأنها لا تستطيع مطلقاً، فالبناء والمحتوى كله خبيث.
ثالثاً / ماذا عن إجبارها على هذا؟
فإن قيل: ولكن يمكن أن يجبرها حماتها الحاليون على هذا؟
نسأل: من هم حماتها الحاليون؟
أليسوا الأمريكان؟
فهل يمكن للدولة الأمريكية التي قامت هي الأخرى على ذات الشر السعودي، وزيادة: استئصال شعب كامل هم الهنود الحمر، واستعباد شعب إفريقي جاءوا به قسراً من إفريقيا، ومات ضعف من وصل منهم إلى أمريكا في طريق البحر فألقوا بهم إلى الأسماك والحيتان،
هل يمكن لدولة شر أسوأ أن تجبر مملكة الشر على الاتجاه نحو الخير؟!
مستحيل.
رابعاً / فماذا عن الحلفاء الاستراتيجيين
فإن قيل: وحلفاؤها الاستراتيجيون، الصهاينة، ألا يستطيعون فعل شيء؟
نجيب: هذه ستكون نكتة سائر الدهور أن يكتفي الصهاينة أعداؤنا أعداء الله من الشرب من دمائنا وتدمير مقدراتنا؛
بل هم اليوم في أشد الحاجة إلى الحلف السعودي؛ فالأهداف واحدة + المخاطر التي تحيط بهم واحدة.
وعليه / لا فائدة لأن ((الذي خبث لا يخرج إلا نكداً))
من المستحيل على الخبيث أن يخرج طيباً؛
ومن يعترض نسأله:
ما هي الأعمال الطيبة لمملكة الشر الوهابية-السعودية منذ نشأتها؟
1- قامت على العمالة التامة لبريطانيا
2- سيطرت عن طريق المجازر في أهل الجزيرة العربية
3- إستمرت باستبدال الحامي البريطاني بالحامي الأمريكي عدو الشعوب كلها
4- أعطت الوعد بالحفاظ على إسرائيل وأوفت بالوعد … دخلت الحرب سنة 1948 ولم تقاتل (القتال الرئيس على مصر والعراق والأردن وسورية، ووقعوا الهدنة – وحده العراق لم يوقع الهدنة مع إسرائيل وبقي في حالة حرب إلى هذه اللحظة)، كانت العدو اللدود لمصر سنة 1967، قالوا أنها قطعت النفط سنة 1973 أي مدة اسبوعين أو ثلاثة ثم ليرتفع إلى 4 أضعاف تقريباً خلال شهرين فتصبح أكثر قوة في نشر بدعتها الوهابية فانقلب حتى هذا العمل القصير إلى كارثة على الأمة الإسلامية، كانت العامل الأساس في جر العرب إلى الصلح مع إسرائيل سراً في البدء ثم علناً منذ مبادرة فهد ولحد الآن، كانت محرضاً وداعماً للحرب بين العراق وإيران، كانت مشاركاً أساسياً في تدمير العراق بعد كارثة الكويت، كانت ولا تزال لاعباً أساسياً في إبقاء الخط الإسرائيلي في المعادلة اللبنانية حياً فاعلاً لتخريب أي اتفاق وطني على مقاومة العدو، كانت مساهماً أساسياً ولا تزال في تدمير سورية والعراق وليبية، لا تزال القامع الرئيس لشعب البحرين الأعزل، واليوم تدمر اليمن شعباً ومقدرات وترتكب المجازر والجرائم وقد جن جنونها بعد أن خاب أملها في شراء الجيوش فوقعت في شر أعمالها التي ستقود إلى النهاية القريبة التي توقعناها منذ أول يوم بإذن الله… كل هذا يصب في مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى.
5- قامت بالتدمير الممنهج لآثار الإسلام كلها بناء على بدعتهم الوهابية، وفي هذا أعظم خدمة لأعداء الدين، لأن الآثار معلم مهم جداً في إثبات التاريخ.
6- كانت ولا تزال، ومنذ أكثر من 3 عقود، اللاعب الأساس في التحريض الطائفي والتخريب بين المسلمين ومصدر المنظمات الهمجية المتوحشة كلها، فكراً وتمويلاً ودعماً بأشكال الدعم.
فلن ينفع معها كلمة “كفى” لأن الطيب لا يخرج منها فإن فاقد الشيء لا يعطيه،
أو ((الذي خبث لا يخرج إلا نكداً))،
ومثل هذا الأصل الخبيث والتأسيس الخبيث والمسيرة الخبيثة لن تأتي إلا بالخبيث النكد.