السيمر / الاحد 05 . 03 . 2017
للمؤلف الدنمركي هنريك لوند
تقديم مكارم إبراهيم
1918 وصول اسرى الحرب العالمية الاولى للدنمارك
بين عام 19171918- واندلاع الحرب العالمية الاولى قامت منظمة الصليب الاحمر الدنمركية لاول مرة بناء معسكرات اللاجئين واسرى الحرب في جميع دول اوربا ففي فرنسا كان هناك 420 الف اسير حرب وفي روسيا تواجد 1,5 مليون اسير حرب وفي المانيا كان 1,7 مليون اسيروفي النمسا وهنغارية 2 مليون اسيروغالبيتهم كانوا مرضى وفي وضع مزري للغاية .ولهذا وجد الصليب الاحمر الدنمركي الضرورة الملحة لبناء معسكر لازاريت في مدينة فيبورغ لاستقبال الاسرى الالمان والنمساويين والهنغار والمعسكر الاخر في مدينةهيلسينيور لاستقبال الاسرى الروس. وكل معسكر يمكنه استعاب 1200 اسير ويتم فحصهم منذ البداية اذ يفضل عدم اصابتهم بامراض مستعصية معدية لايمكن علاجها بكل الاحوال كان االاسرى يعاملون بكل حب واحترام تقدم لهم الازهار وعلبة من السكاير والصابون ومعجون الاسنان والملابس عند استقبالهم في المعسكرات ويمارسون هوايات الصيد ومشاهدة المسارح الغنائية والكثير وكان الاسرى يعملون في معامل وورشات العمل اليدوية في المعسكرات وقد اسس الاسرى فرق موسيقية للعزف بعد ان حصلوا على ادوات موسيقية للعزف والتدريب عليها.
1918-1919 اسرى الحرب العالمية 100 الف جندي اجنبي
المعسكرات لم تفرغ من الاسرى الجنود بل تدفق اكثر من 40 الف جندي انكليزي الى الدنمرك مما ادى الى الحاجة لبناء المزيد من المعسكرات في انحاء الدنمرك وبالفعل افتتحت معسكرات للجنود في كل مدن الدنمارك شرقا وغربا شمالا وجنوبا وكان معسكر سانت هولم في مدينة ايلا غوذ الذي مازال حتى يومنا هذا 2017 يستقبل اللاجئين القادمين للدنمارك وفي كوبنهاكن افتتح غرفة الشاي في شارلوتون بورغ لكي يستمتع الجنود بكاس شاي وقطعة كعك وللقراءة والكتابة ايضا وتقريبا كان عدد الجنود الوافدين للدنمارك 100 الف جندي اجنبي ومع اقتراب 1920 عاد جميع الجنود الاجانب الى اوطانهم وفرغت المعسكرات من الاسرى.
1919..1925 وصول اطفال النمسا
مع نهاية الحرب العالمية الاولى وتفكك الامبراطورية النمساوية الهنغارية تركت مدينة فيينا عاصمة النمسا في وضع بائس للغاية حيث مات 53,000 شخص من الجوع والبرد و60% منهم كانوا اطفالا ولهذا قرر بعض المواطنون من الدنمارك جلب الاطفال من فيينا الى الدنمارك لانقاذ حياتهم كفترة نقاهة لمدة ثلاثة اشهر حيث 12الف عائلة دنمركية من مختلف الطبقات الاجتماعية استقبلت الاطفال وتم توزيع الاطفال على الجميع بحسب قدرة الاسر المادية والاجتماعية وخلال 4 سنوات وصل تقريبا 20,000 طفل من فيينا الى الدنمرك وحتى 1925 تحسن الوضع في فيينا وعاد الغالبية الى وطنهم لكن بقي في الدنمارك287 طفل اخذوا اقامة في الدنمارك ومن غادر منهم بقي على علاقة طيبة بالدنمارك خاصة مع الاهالي الذين قاموا بالرعاية والتربية لهم والاطفال واصلوا علاقة طيبة مع الاطفال الدنمركيين وفي عام 1927 غادر 100شخص دنمركي الى فيينا بالقطار لزيارة الاطفال الذين قاموا برعايتهم في الثلاث اشهر .
1933-1940 نفوذ هتلر سبب في تشريد وهجرة داخل اوربا:
بعد صعود هتلر وحتى اندلاع الحرب العالمية الثانية اكثر من نصف مليون شخص هرب من المانيا والغالبية كانوا يهود وطبعا البعض من المعارضة لسيا سة هتلرالنازية ومن الحزب الشيوعي او الاشتراكي رغم ان الحدود الدنمركية مع المانيا كانت مضغوطة جدا باللاجئين الهاربين من هتلر مع هذا لم تفتح الدنمارك ابوابها على مصراعيها لان الدنمارك كانت تعاني البطالة الكبيرة في ذلك الوقت ورغم الازمة الاقتصادية فيها مع هذا استقبلت 1,512 لاجئ واعطتهم لجوء سياسي واقامة في المسشفى القديم في مدينة اوذنسة واللاجئين السياسيون كانوا فقراء جدا وحصلوا على مساعدات مادية من قبل منظمات انسانية خاصة غير حكومية يهودية وكذلك شيوعية والمساعدة المادية كانت 12 كرونة دنمركية بالاسبوع مع وجبة غذاء ساخنة يوميا وقد استقبل الدنمارك مئات الالاف من اليهود جاؤا بشكل مؤقت للدنمارك للسفر الى فلسطين لاحقا والغالبية كانوا يعملون بالفلاحة والحقول وكانت المنظمات الانسانية اليهودية تقدم لهم المعونات المادية ومع احتلال المانيا للدنمارك في 9 ابريل نيسان 1940 هرب غالبية اللاجئين الالمان الى مملكة السويد والبعض الاخر تم اعتقاله من قبل جيش هتلر وارسالهم الى معسكرات هتلر وفي عام 1938 اخذت منظمتين نسائية دنمركية على عاتقها مهمة جلب وتامين الحماية والامن للاطفال الالمان اليهود في الدنمارك320 طفل يهودي وبعدها نقلهم الى فلسطين لان اليهود في المانيا كان ممنوع عليهم الذهاب للمدرسة وممنوع السباحة على الشواطئ كبقية الاطفال في المانيا وفي عام 1940 تم نقل الاطفال اليهود الى مدينة روتردام الهولندية ثم الى مرسيلية الاسبانية ومن هناك بحرا الى مدينة حيفا في فلسطين حيث كان حلمهم .
1937-1938لجوء 96 طفل اسباني هربا من الحرب الاهلية في اسبانيا
عام 1937 مع بداية الحرب الاهلية في اسبانيا انشات الدنمرك بيت الاطفال الاسباني لحضن اكثر من 300 طفل اسباني مشرد وكان رئيس الجمعية هو السيد جوهان كيلر بولو اما مدير جمع التبرعات المالية للجمعية كان السيدايغل جولويبولت وكان الاطفال القادمون في البواخر من اسبانيا ينشدون الاغاني فيفا دانيماركا تحيا الدنمارك التي قررت استقبالهم واول ماوصل الاطفال للمحطة الرئيسة في كوبنهاكن كان باستقبالهم 5000 مواطن دنمركي وتم وضعهم في المدينة الجامعية التي فرغت من اجلهم ولرعايتهم وكان الاهالي الدنماركيون يتحملون مسؤولية رعاية الاطفال الاسبان ودفع مبلغ 50 كرونة دنمركية عن كل طفل اسباني تغطي تكاليف الاكل والسكن والنزهات والنشاطات المدرسية وعام 1938 تم نقل الاطفال الى مدرسة للشباب ثم نقلوا الى معسكر في باريس حيث لم شملهم من جديد مع ابائهم ورغم ان الجمعية وصت بان تستقبل 300 طفل اسباني الا انه جاء للدنمارك فقط 96 طفل وقد اظهر الشعب الدنماركي تعاطف كبير مع الاطفال الاسبان الذين شهدوا الحرب الاهلية في اسبانيا وقد كان الاطفال يقدم لهم التعليم والانشطة الرياضية التي كان يهتم بها الارجنتيني عداء المارثون السيد خوان كارلوس زابالا الذي وصل للدنمارك عام 1936 حيث كان يدرب الاطفال على الركض وتمارين الرياضة.
ومدير جمعية الاطفال الاسبان كان يتناول طعام الفطور مع الاطفال على نفس المائدة ويشعرهم بانهم اسرة واحدة وكان الاطفال ياخذون للمسرح والسينما وحديقة الحيوان وللسباحة وقد ساهم الصليب الاحمر الدنمركي مع جمعية الشمال نوردن بحملة لجمع التبرعات من الملابس في كوبنهاكن للاطفال الاسبان
1940-1942 وصول اربعة الاف طفل من فنلندا الى الدنمارك:
مع اندلاع الحرب الشتوية بين الاتحاد السوفيتي وفنلندا في اغسطس 1939 تسببت الحرب في تهجير الاف المواطنين من فنلندامع تقدم الجيش الاحمر وكان هناك تعاطف كبير بين نضال الشعب الفنلدي وبين الشعب الدنمركي الذي ساهم بجمع التبرعات المالية الكبيرة للشعب الفلندي المقاوم ولحماية اطفال فنلدا بادرت الدنمارك باستقبال اول دفعة من اطفال فنلدا في اغسطس 1941 وقبل انتهاء الحرب العالمية الثانية كان عدد الاطفال القادمين للدنمارك من فنلندا 4000 طفل فنلندي وكان على اساس اقامتهم في الدنمرك لفترة مؤقتة قصيرة فطالت الاقامة الى 4 سنوات وحتى عام 1942 وصل اطفال مادون الستة سنوات وبعد ذلك جاء اطفال المدارس وتم توزيع الاطفال لدى العوائل الدنمركية وبعد تحرر الدنمارك من المانيا وانتهاء الحرب عام 1945 عاد الاطفال الى ابائهم في فنلدا وكانت حملات التبرعات على قدم وساق من اجل الاطفال لتامين الملابس والطعام والتعليم لهم والنشاطات الترفيهية بكل تاكيد.