السيمر / الاثنين 13 . 03 . 2017
بانوراما الشرق الأوسط
ا يمكن لأحد أن يناقش في حجم التأثير الذي ترتّب على الدخول الروسي على خط الحرب الكونيه في سورية، وما أنجزه هذا القرار التاريخي الاستراتيجي خلال خمسة عشر شهراً من تغيير في موازيين الميدان ومعادلات الصراع وترجيح كفة الدولة السوريه في مواجهة ماينيف عن ستين دولة وضعت كل ثقلها وامكاناتها العسكرية والمالية والاعلامية لتدمير سورية وتفتيتها وكسر شوكتها التي لطالمت غُرست في عيون الصهاينة وداعميهم .
نعم هذه كلمة حق , دخول روسيا على خط الحرب السورية كان فعالا ومؤثراً على صعيد النتائج والانجازات مع الأخذ بعين الاعتبار أن روسيا كانت بدفاعها عن دمشق تدافع عن موسكو لابل عن الكرملين.
الارهاب الذي ضرب سوريه كان مرشحاً للتمدد الى دول الاتحاد الروسي “الاسلامية” عبر الخاصرة التركيه “الاردوغانية” الرخوه والمتآمرة والطامعة بإعادة انتاج الامبراطورية العثمانية على قاعدة إخوانية حاقدة وبالتالي فإن التدخل الروسي في سوريه كان بالدرجة الأولى دفاعاً عن الأمن القومي الروسي دون أن ننكر بالتأكيد حرص روسيا على سورية ووفائها لتحالفاتها الدولية ومعاهداتها, والتقاطها من خلال الحدث السوري للفرصة الذهبية لكسر الهيمنة والأحادية الأميركية التي حكمت العالم منذ انهيار الاتحاد السوفييتي .
ولكن أن يصرح السيد “سيرغي لافروف “وزير الخارجية الروسي ماحرفيته :
“لولا تدخلنا لسقط النظام في سورية خلال أسبوعين أو ثلاثة ”
فهذا تصريح أقل مايمكن ان يقال فيه وبعبارات ملطفة بأنه تصريح غير موفق وانفعالي لاينسجم مع ماعرف عن الدبلوماسية الروسية التي عادة تزن تصريحاتها بمنتهى الدقة والحرص ..
الدولة السورية لم ترد ولم تعلق رسمياً أو إعلامياً رغم كل الضجة والاستياء الذي نجم عن هذا التصريح “المتغطرس” المتعالي, لكنها ببساطة ردت في المكان المناسب.. ردت في الميدان ..
أبلغت الحليف الروسي بأن أي اتفاق وقف اطلاق نار مع أي جهة دون العودة للقيادة السورية والتنسيق معها وموافقتها هو بحكم غير الموجود وغير ملزم للجيش السوري وحليفه الأساسي والأكبر في الميدان وهو حزب الله .
الحليف الايراني العظيم دعم الموقف السوري وكثّف دعمه العسكري والعملياتي والمادي والبشري لسورية وجيشها ..
وصلت الرسالة السيادية السورية وتلقفها الصديق الروسي, فكّك “شيفرتها” وفهمها بدقة وفهم ماوراءها, وماهي إلا بضعة أيام حتى صرّح سيد الكرملين الرئيس “بوتين” بما يلي :
” ثمة آلاف الارهابيين من أصول شيشانية وقرغيزية وأوزبكية تقاتل في سوريه وهذا يتداخل وبشكل مباشر مع الأمن القومي الروسي ونحن على تنسيق دائم مع القيادة السوريه والجيش السوري والقوات الرديفه في عملياتنا ضد العدو المشترك الذي يهدد روسيا بالقدر ذاته الذي يهدد سوريه وهو الارهاب ونحن نعمل مع حلفائنا في سورية بعقلية الفريق الواحد ”
هذا تصريح يصرف باللغة الدبلوماسية على أنه أولاً سحب لتصريح “لافروف” من التداول وثانياً هو اعتذار غير مباشر من الدولة السورية .
ثم جاء الفيتو الروسي الصيني المزدوج مؤخراً تتويجاً لهذا التنسيق والتحالف المتكافىء المبني على المصالح المشتركة والثقة لاالتبعية والإملاء االمتعالي والمتغطرس.
أخيراً ومسك الختام مع سيد الكلام..
فقد ردّ سماحة السيد حسن نصرالله بدوره على تصريحات “لافروف” وبأسلوب وموقف غاية بالنبل والشهامة والوفاء غير الغريب عن المقاومة وسيدها ..
يقول سيد المقاومة في خطابه بذكرى القادة الشهداء :
“نعم.. للحلفاء دور كبير ومؤثر في الحرب التي تخوضها سورية في مواجهة الارهاب التكفيري وهذا ماحقق ويحقق الانتصاراتا لعظيمة في الميدان لكن الفضل الأول بعد الله سبحانه وتعالى في هذه الانتصارات هو لصمود الشعب السوري وصبره وتضحياته .. لصمود الجيش السوري وبطولته وشهدائه وجرحاه ..هولصمود وثبات القيادة السورية وشجاعتها “..
-انتهى كلام السيد-
هكذا يتكلم القادة والسادة..
هكذا يكون الوفاء والنبل..
هكذا يتكلّم الرجال الذين يعرفون قدر الرجال..
هذا هو السيّد ..
لبيك نصر الله..