الرئيسية / مقالات / جريمة ضد مجهول

جريمة ضد مجهول

السيمر / الجمعة 24 . 03 . 2017

ثامر الحجامي

فجع العراقيون والعالم الإسلامي, ظهيرة يوم الجمعة, ألأول من رجب, الموافق 29 من آب عام 2003, بخبر أول انفجار في العراق. عند مرقد الإمام علي ع, راح ضحيته السيد محمد باقر الحكيم, إضافة الى 86 شهيدا آخر و230 جريحا, أستشهد بعضهم بسبب إصابتهم البليغة .
ومازال الغموض الى الآن, يكتنف أحداث هذه الجريمة الشنيعة, التي استهدفت رأس قوة الشيعة في العراق, وحامل مشروعهم السياسي, والشخصية التي كانت توحد جميع الأطياف السياسية, والطوائف والقوميات العراقية, والحائط الذي تصطدم عنده كافة المشاريع المشبوهة,التي تستهدف العراق, فلم تكشف تفاصيل تلك الجريمة, أو يصرح بالجهات التي تقف خلف ذلك التفجير الإجرامي, الذي يعد واحدا من اكبر خمسة اعتداءات دموية, وقعت في الشرق الأوسط, وفتح الباب بعده, للكثير من التفجيرات والعمليات الإرهابية, في مختلف أنحاء العراق .
ولأن في حينه, كان غياب تام للدولة, التي كانت ترزخ تحت الاحتلال, المهيمن على إدارة شؤونها, وارض العراق كانت مسرحا, للعصابات الإجرامية والمخابرات الدولية, تصول فيه كيفما تشاء, جعل آثار الجريمة تمحى, دون معرفة الجاني, فاتجهت الاتهامات يمينا وشمالا, غير مبنية على دلائل أو إثباتات, وإنما تكهنات توجهت صوب القاعدة, وأزلام البعث الصدامي تارة, وصوب قوات الاحتلال, الذي أخفى معالم الجريمة, تارة أخرى .
ولمعرفة منفذي هذا الحادث الأليم, ذهبت التكهنات, الى البحث عن الغايات والأهداف من هذا الفعل الإجرامي, فبعضهم ذهب الى إن القصد منه, هو إضعاف الشيعة في العراق, وبعضهم قال انه محاولة لجر البلاد, الى حرب أهلية, وفعلا هذا ما حدث في العراق, بعد استشهاد الحكيم, فقد انشطرت المكونات الشيعة, التي كان يجمعها الحكيم تحت عباءته, وحدثت الفتنة الطائفية, بعد تفجيرات سامراء عام 2006, ولكن كل هذه الافتراضات, لم تكشف عن الجناة الحقيقيين وهوياتهم .
وما زلنا بعد مرور 14 عاما, تتكرر تلك التساؤلات, عن المنفذين لتلك الفجيعة, ومتى سوف تكشف خيوطها, وتعلن أسماء مرتكبيها, والى ذلك الحين, ستبقى جريمة استشهاد السيد الحكيم ومن معه, مدونة في سجل التاريخ ضد مجهول .

اترك تعليقاً