الرئيسية / مقالات / شهيد المحراب .. ( وطن ، وامة )

شهيد المحراب .. ( وطن ، وامة )

السيمر / الخميس 30 . 03 . 2017

احمد الحسني

نعم ياسيدي .. فمع اول نبض فيك بث دبيب الحياة ، كنت قد بدات ابجديات الايمان ، ترافقك امال واهداف بعمل دؤوب ، تجري في عروقك ، فترجمتها تراتيل في اول
سحر رباني اخصه الله لعبادة ومن ارتضى ، فسبكت فيك صدى صوت حسيني ، وكسوتك تلك الاطلالة الرحمانية ، كأنها مبرقعة بنور ملائكي توهبك خاتمة العمل الدؤوب ، وسمو الامل والهدف، فلاينالها الا ذو حظ عظيم ، فاجمعت امرك ، فهو يقين بثبات قد نهجته وورثته ، كما ورث سليمان داود ، واعددت عدتك ، فدماء طاهرة ، وارواح كريمة ، ومهج عزيزة ، كنت قد نذرتها لوطن الامامة ، وقد ايقنت سيدي ان الشهادة في معناها وطن لايمكن ان يستباح ، ونهج لايضمر ولايباح ، فيولد من جديد كل حين ، كما تولد الفتوى شجعانها وشهدائها ، وفي المقابل قد اجمع الروبيضة امرهم ، واعدوا عدتهم ، فامرهم خداع ، واخرتهم ضياع ، لاتلبث نفوسهم هونا امام بارقة السيف ، وعدتهم اعمال غادرة ، وامال فاجرة ، سفك الدماء مبتغاها ، وفجيعة الامة مرادها ومرامها ، فتلاشت حين ابصروا ان المجد يعانق الافذاذ ، فدار صراع النوايا والامال والاهداف ، فكابدت بعمل دؤوب لتعانق المجد ، فوهبك منالا يرتقي بك مدارج العز، والكمال ، وحسن الخاتمة ، واما الروبيضة فركنوا طموحهم وامانيهم على جدران احلامهم البائسة ، قد طاطات هاماتهم ، وأنساقوا خلف احلامهم المزيفة انسياق العبيد، يرومون المجد بلاعمل ، تقودهم شياطينهم الى حيث اوهام الحضارة ، وتسافل الرغبات ،كنت انت ياسيدي قد جعلتها تحت قدميك ، فلم تستجدي عطاء بخسا بثمن بخس ، فعملك الدؤوب سيدي تمثل بنوايا خالصة ، كانت سلاما يوحد الصفوف ، ويؤلف القلوب ، ويجمع النفوس ، فكنت وطن تبشر ابنائه بالبقاء والصمود والخلاص ، فاما الشهادة فهي ابجدياتك ايقنتها .
سيدي بالجسد المنثور، فيوقظ عالم تردى بالخيلاء ، ايها المحراب الذي حانت صلاته إيذانا بالشهادة ، فاحرامك رحيل نحو عالم الطهر، فارتقيت سلم المجد وأمسيت سحرا جميلا يلزمه طقوس ، تلك هي ذكراك مولاي وسيدي ، فكانت دمائكم فكرا حاضرا امسى نبضا يحرك الامة من بعد سكون ، اصالة اشعاع ، وطهارة ابداع ، ورث من الامامة نهجها ، وقيادة شرفها ساداتها، فيالعيناك فقد وسعت الوطن كله واحتظنته في خافقيك وبكيت لظلامته فشمرت عن ساعديك وحملته جرحا لتثار اليه ، فدونت اجمل صفحة في ذاكرته ، كنت انت ابتسامته المشرقة ، فصغر التاريخ امامك واذعن وهو يدون عبق يتصل بكربلاء ، ويروي ملحمة الخلود فيك ، فدمائك تمتد الى تلك التي في قارورة المصطفى ، سر الخلود فيها ، وطهر النفوس اسمائها ، بوركت لتبقى ماذنة توقظ الوجدان والضمير بنداء الشهادة ، فكنت هوية الوطن ، وصورمن المجد
والخلود مزجتها بالاباء ، فبدرك لايافل ، وشمسك لن تغيب ، فكل كلماتنا فيك سيدي جزء من خيوط الشمس .

اترك تعليقاً