السيمر / الأربعاء 05 . 04 . 2017
عبد الصاحب الناصر
لم يأتوا بترامب عبطا، و لم يطبل له اعلام روبرت مردوخ ” الصهيوني ” و مجموعات كثيرة غيرها لوجه الله . رغم بساطته و غبائه و نرجسيته الواضحة المخيفة، و الأهم انه كاذب مرضيا، انما هي مرحلة من مراحل الغطرسة التي انجبت الفوضى الخلاقة المستمرة، و التي تتجلي يوماً بعد آخر بتسارع عجيب و محفوف بالمخاطر و التصادم مع اكثر شعوب العالم ، و بضمنهم جزء كبير من الشعب الامريكي، الذي بات كالشعب العراقي مغلوب على أمره .
تسلسل و ترابط الاحداث كالتالي :-
1- انتخاب ترامب .
التصعيد العسكري و العنصري المتطرف
تعين رجال رؤوس الاموال في الإدارة الامريكية الجديدة
العداء غير المبرر للشعوب الأخرى
2- دعم التحالف الذي تقوده اسرائيل مع الدول العربية، و الذي اعلن عنه في امريكا يوم زيارة بنجامين نتنياهو للرئيس رونالد ترامب.
توظيف مطبلين بعثيين باسم المصالحة، و لعزل ايران عن العراق .من أمثال سعد البزاز و سمير عبيد و آلاف غيرهم.
3- زيارة وزير خارجية مملكة الشر السعودية المفاجئة و المتكررة للعراق لجره و عزله عن ايران و سوريا و اليمن و لبنان.
ثم لتصفية حزب الله ، العدو الوحيد و الحقيقي للاحتلال الصهيوني.
لتقليم اطراف و اجنحة الحشد الشعبي ،اعتذارات العبادي المتكررة
4- زيارة جارد كوشنر :الولد الذهبي الاسرائيلي للعراق بصحبة كبار القادة الامريكيان ، وهو زوج ابنة ترامب ” ايفانكا” النصف تشيكية التي اعتنقت اليهودية،
سيلتقي بالمتصهينين الاكراد في اربيل، كمرحلة متقدمة لاعلان الدولة الكردية التي ستستقطع من العراق و سوريه ، الا انها ستبقى في صراع محلي او داخلي قلقة كجنوب السودان ،
و سيتصاعد شراء العقارات في جنوب العراق كما في كردستان عن طريق هؤلاء
5- مؤتمر القمة في الاردن
مقابلات خميس الخنجر الاخيرة على قنوات عراقية و ثفاقه للتصالح، و لعقد التحالفات الجديدة.
يعرف كل الشعب الامريكي ان دونالد ترامب شخص مسخ كذاب و لا اخلاق له، خصوصا حينما يستملح و يتفاخر بمغازلة ابنته ايفانكا ” القاصرة آنذاك” على اكثر وسائل الاعلام ، و حتى عن ابنته ذو السنة الواحدة تيفاني من زوجته الثانية مارلا.
هي مرحلة خنق الشعوب التي تدور في مدارات نفسها بدون ارتباط بمعسكر معين و لحد هذه الخطة او المرحلة منذ مجيء اوباما . الافر وامريكي غير الانكلوسكسوني الذي رغم قناعته المتحررة فقد سلبوه كل ارادته. مثلا محاولة ترامب الغاء التامين الشامل الذي اعلنه الرئيس اوباما منذ سبع سنوات .
.اهم ومواصفات هذه الخطة او المرحلة هي لا حياء و لا خوف من الصفاقة و الابتذال ، و الكذب على المكشوف ، اي ترك الاخلاق العامة التي تغنى بها العالم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية .سقطت امريكا كدولة ديمقراطية قيادية بكل معنى ما كانوا يتحلون بها . اي الديمقراطية ! يوم اصبح الشعب الامريكي يوجه من قبل الاعلام الكبير المملوك من قبل رؤوس الاموال الكبيرة المتحالفة مع كارتيلات الصناعات العسكرية و الموجهة من قبل الصهيونية العالمية .يملك روبرت مردوخ الاسترالي الصهيوني قناة فوكس ، و قناة سكاي ، و مؤسسة نيوز للعلام التي تملك اكبر مجموعة نت ال بل بوردات الضخمة في كل انحاء العالم . مع مجموعة كبيرة من الجرائد العالمية واسعة الانتشار ، مع تعاونها مع قناة الشرقية و قناة الجزيرة و قناة العربية وغيرها، و بالاخص مع قناة روتانا للملياردير السعودي الوليد ابن طلال .
اليوم بات واضحاً تعاون السلفية الوهابية مع الصهيونية العالمية . و لم يعد يخفون هذا التحالف يوم اعلنه نتنياهو في امريكا .
نشرت اليوم صحيفة السياسة الخارجية (FP) مقالاً تحت عنوان عجيب وغريب تدعي ان ترامب بغل روسي هكذا :-
هل ترامب احمق مفيد لروسيا ام انه يتعرض لخطر تسويه لا يمكن اصلاحها؟
هذا هو السؤال الذي يحتاج الاجابة عليه، وما عداه هراء .
Is Trump Russia’s useful idiot, or has he been irreparably compromised? That’s the question that needs answering. Everything else is a distraction,
يوم تكتب كبرى صحف امريكا تتخوف و بهذه الصراحة من رئيس لم يمر على تنصيبه اكثر من سبعين يوما ، عليها ان تعترف هي ايضا ان اعلامهم المزيف و ديمقراطيتهم المسخ هي من تأثر و يتأثر بها كثير من السذج الاغبياء و السفهاء الناخبين اي المصوتون بدون اي معرفة او اطلاع او مراجعة ، الا الاخلاق العنصرية الهوجاء و احلام مزيفة . ترامب هذا و منذ ما قبل اعلانه الترشيح كان سفيهاً متغطرساً لا اخلاق عنده ولا اهتمام له غير خزن المال. و استمر بهذه الاخلاق في كل حملاته الانتخابية التي استمرت لسنة كاملة، فهو ليس اكتشاف جديد بل “هم ” من اراده بغض النظر عن صفاقته و اختلاساته و كذبه وتحايلاته في تجنب دفع الضرائب، و و الخ. شخص يتغطرس بانه ملياردير و يعترف بانه شاطر لانه تهرب من دفع ضريبة الدخل، اي انه اعلن افلاسه لاربعة مرات ، و الاكثر من ذلك انه الى هذا اليوم يستقطع من ضريبة ارباحه التالية خسائره السابقة الكاذبة .
من يوجه ترامب حقيقة ؟
ان دونالد ترامب لا يجيد القراءة بإستمرار و لمدة طويلة او مطالعة موضوع كبير، فهو لم يقرأ كتاباً واحدا في حياته ، ليس لأنه جاهل لغويا بل لأنه لا يجيد التركيز على القراءة . كل معلومات ترامب و منذ صعوده كشاب مغامر و زير نساء كانت بتوجيه من شخص اسمه اندرو بيرتبارت Andrew Breitbart
ولد بريتبارت في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، في 1 فبراير 1969 وكان الابن المتبنى من جيرالد وأرلين بريتبارت، صاحب مطعم، ثم مصرفي على التوالي، ونشأ في ضاحية برنتوود الغنية، لوس انجليس. تربى و تعلم يهوديا. تحولت والدته بالتبني إلى اليهودية عندما تزوجت من شخص صهيوني عنصري كما تبنت ابنة ترامب اليهودية السلفية المتطرفة . تعلم و تربى بريتبارت في المدرسة العبرية واصبح بار ميتزفه . bar mitzvah، اي الابن اليهودي البابلي الذي يصاحب الحاخام عند الصلوات . زور شهادة ميلاده لتشير إلى أن والده البيولوجي كان مطربا شعبيا من اصل يهودي بابلي.
لاندرو بيرتبارت وكالة انباء يمينية متطرف بشكل ملفت للنظر و لا تستحي من ذلك في اخبارها الكاذبة و الملفقة تسمى: (Breitbart News )، تنشر سمومها على كل الشعب الامريكي غير اليهودي. وهي من نشرت ان الرئيس اوباما غير امريكي و لم يولد في امريكا ، فتلقفها ترامب و تورط بها .
هؤلاء من يقودون ترامب و يوجهونه
هذه المرحلة ، التي اسميها “بداية للمرحلة الكبرى” يوم لا يعود للاخلاق مكانة و لا للنظام العالمي احترام، و لا للديمقراطية الحقيقة طعم او معنى .يوم يتعاون ليحكم العالم اقطاب ثلاث : الصناعات العسكرية الضخمة، الاعلام العالمي الموجه، و الصهيونية العالمية . و يمكن بكل بساطة ملاحظة تعاونهم منذ حرب السويس 1956.
اهم و اوسع الحركات و الاخطار على شعوب العالم ، هي سعة ( الفوضى الخلاقة ) و تشعباتها و عدم وضوح مصادرها و غباء سياسي بلدان كثيرة في العالم و انشغالهم بجمع و تهريب الاموال مع سهولة انتقالها للبلدان التي يستوطنونها و تستوطن معهم اموالهم، تليها خطورة الاخلاق الازدواجية لسياسي الغرب عموما . تشكل ” الوهابية السلفية ” معظم سكان المملكة السعودية و لا يتمكن حكام هذه المملكة من السيطرة على السلفية الوهابية ان ارادوا ؟. و تصدر هذه المملكة ما مقداره اثنا عشر الى اربعة عشر مليون برميل نفط يوميا، و لا يتمكن الغرب من فقدان هذا الكم الهائل من مصادر الطاقة لو استولى عليها السلفية الوهابية. فهم بين فكي كماشة عدم سيطرة الحكام السعوديين علي السلفية، و خطورة استلام السلفية لهكذا مصادر طاقة مهمة عالميا.
ملامح خطوط مرحلة ترامب
تجميع اكبر قدر ممكن من الحكام العرب وراء سياستها في منطقة الشرق الاوسط .
تطبيع العلاقات مع اسرائيل والقبول بفتات من الحرية للفلسطينيين المقيمين في الدولة اليهودية .
اشغال الدول التي ذو شأن تجاري و صناعي ، بمشاكل محليه ، طائفية و عنصرية.
اعتماد الدولار الامريكي العملة الوحيدة للتجارة العالمية ، يهبط و يرتفع متى يشاؤون .و يبقي “الباوند الاسترليني و اليورو و الفرنك السويسري عملات مساعدة للهجرة كاحتياطي خاص لاصحاب الدولار الامريكي لتلافي دفع الضرائب في بلدانهم .و يبقي”الين الياباني” و ال “ايوان الصيني” عملات محلية فقط .
2/2يتبع.
لندن في 05/04/2017