السيمر موقع عراقي مستقل
السيمر / الاثنين 10 . 04 . 2017
عبد الصاحب الناصر
اهم و اوسع ملامح هذه المرحلة .
ملاحظة مهمة . لست بفتاح فال و لا ادعي المعرفة الكاملة، بل اقلها أعتمد في كل معلوماتي على المصادر الغربية نفسها و بالأخص الامريكية، و اجمع معها احداثاً تاريخية من مصادرها الاصلية فاحللها حسب المنطق. ثانيا ، ان سعة هذه المرحلة كما خطط لها غير واضحة تتوسع و تتنوع و تتغير حسب النتائج الجزئية المناطقية التي اعتمدت ، لذلك يصعب تشخيصها كليا(الان )، لانها “خطة تفاعلية” كما يقولون (interactive plan) .
انظر الى هذه المرحلة كمن ينظر الى خطي سكة حديد تمتد في الافق البعيد ، حيث تلتقي قضبان في نقطة واحدة عند الافق غير واضحة و تتموج مع السراب .
مازالت الولايات المتحدة الامريكية اغني و اقوى قوة عسكرية في العالم ، يصعب التغلب عليها خارجيا او قيادتها داخليا . امريكا بلد يدين بالديانة المسيحية عموما، ولا يسمح الدستور او المجتمع ان يتولى رئاسة الجمهورية شخص غير مسيحي .
كيف اذاً ستتمكن الصهيونية العالمية من ادارة هذا البلد مباشرة ؟؟!
معروفة جدا و مازالت تتفاعل مقولة الصهيوني الامريكي” هايمن روث” قالها سنة 1958 في كوبا يوم كان اقوي و اكبر شريك للدكتاتور باتيستا، “روث “الذي كان يتعاون و يستغل المافيا الايطالية في امريكا في كل قذارتهم للوصول الى اهدافه ، لكي يحكم امريكا و إن غير مباشرة .قال مرة متفاخرا: “سياتي وقت و هناك شخص يريد ان يكون رئيسا للجمهورية، و نملك المال لتحقيق هدفه “.
ترامب اقرب الى هذا الشخص المراد استعباطه و تسخيره .
الملامح الاساسية :
1- السيطرة الصهيونية .العدو الوحيد الذي يخيف اسرائيل هو حزب الله اللبناني، اما بقية ” القادة العرب ” ففاقدون بوصلة طريق تقدمهم، او اعتزازهم بأوطانهم، او غيرة على مصالح شعوبهم، او حتى الرغبة بالتقدم .
وقعت حادثتان متزامنتان و إن متباعدان كما يبدو حاليا . قصف سوريه لأسباب مفتعلة، و اعادة تجميد عضوية السيد كن لفنجستون في حزب العمال البريطاني، وهو الذي قضى جل حياته مناضلاً في هذا الحزب الذي تبنى الاشتراكية الديمقراطية
اطبق الاعلام الامريكي الخناق على ترامب منذ توليه المنصب بل قبل ذلك و وصفه باوسخ الاوصاف و حاربه الجمهوريون حتى في وهو ينادي بمطلب من اهم مطالبهم منذ سبع سنوات ” الغاء قانون التامين ” الذي سنه اوباما وهم اكثرية في مجلسي النواب و الشيوخ ، حتى تعلم الدرس رضخ ترامب لمطالبهم ( اي بقصف سورية ) و اذا بالاعلام يمجد ترامب و كانه البطل الاوحد الامريكي !.
ضرب سورية ليضعف مساندتها ” لحزب الله ” ثم لعزل ايران، و توريط روسيا كمساندة للقيادة السورية ، تم التحقيق ” دوليا ” بوجود مواد كياوية في منطقة في سورية، لكن هذه اللجنة لم توكد بعد من قام بهذا التفجير الكيماوي. استغلت الصهيونية هذا الخبر و امرت بان تقصف سورية ، جاء القصف بعد عودة رئيس الاركان الامريكي و بمعيته جارد كوشنر من العراق، ربما لجس النبض في بغداد !، و جارد هو زوج ابنة ترامب الصهيوني المتعصب، بينما اكدت منظمة انسانية سويدية (SWEDRHR ) ان التصوير مفتعل و غير حقيقي .
من الجهة الثانية ما يتهم به كن لفنجستون ) كعنصري ( انه قال ان الصهيونية العالمية تعاونت مع النازية لتهجير يهود بولونيا الى فلسطين في اواسط الثلاثينات ، لكن السيد لفنكستون الملقب بـ”كن الاحمر” عند اليمينيين من البريطانيين في حزب العمال ،اعتمد لفنكستون على دراسات قام بها علماء و مؤرخين يهود و اوربيين مشهود لهم بعلميتهم .فلماذا هذا التعميم في هذا الوقت بالذات . و كيف اصبحت الصهيونية تمثل يهود العالم (؟) و من ينتقدها يوصف بمعاداة السامية في وقت يوجد في حزب العمال اكثر من ثلاثون نائب يهودي بريطاني ؟.هنا نؤكد ان الاعلام مسيطر عليه من قبل الصهيونية .
2- السيطرة على الاعلام العالمي , تغير اتجاه الاعلام الامريكي و الاوربي مئة و ثمانون درجة بعد اوامر ترامب بقصف سورية ، تغير الاعلام لصالح ترمب و ظهر و كأنه حارس للانسانية ، بعد ان كانوا يتهمونه بشتى التهم من التخلف الى الزندقة و الكذب، وحتى لقبوه بالكاذب المريض، و ظهرت اقتباسا مصورة (clips) منقولة عن اقواله تعدد كذب هذا الرجل، بل و تصفه بالنرجسي الخطير .
3- السيطرة المباشرة و غير المباشرة على قيادات اكثير بلدان اوربا الشرقية بعد تفكك المعسكر الاشتراكي وانهيار الاتحاد السوفيتي، المحافظة على قادة في بلدان العالم الثالث امام مطالب شعوبهم و مساندتهم لخلق اجواء تناقضية بين القادة و الشعوب
-4 السيطرة على رؤوس الاموال عن طريق البنوك و شركات التأمين و شركات إعادة التامين بوسائل معروفه و موازية كالفساد بكل انواعه، و توسيع الرشوة و اشاعتها في كل ارجاء العالم . يتعاون كوشنر مستشار ترامب و زوج ابنه ايفانكا الصهيونيين مع اكبر بنك اسرائيلي لتمويل سيطرة هذه العالئلة على اكبر العقارات في نيويورك .
كما تمول البنوك كل استملاكات روبرت مردوخ للصحف العالمية و محطات التلفزة كما مولت الولد بن طلال في شرائه لبنك ستي الامريكي.
-5 اشاعه و قلب الموازين و العادات و الاخلاق و نشر و تعميم استعمال اقوال غير اخلاقية ، مأخوذة بلباس ديني و قومي وتراث انساني مثل ” “Holly cow, holly shit, mother fucker
تليها اعادة كتابة التاريخ و ترسيخه عالميا
– اشاعة التناقضات و اعادة بثها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
– بث الخلافات و تشجيع الحروب المحلية ،
– الانفصالات العرقية في العالم ، أسيا و اوربا مثلا ، توسيع و بث الخلافات الطائفية في اكثر البلدان خصوصا بلدان العالم الثالث .
يحتل جارد كشنر اعلى المناصب المهمة في مجموعة ترامب مع ايفانكا زوجته وهي ابنة ترامب .فمن جلبوا معهم الى دائرة الرئيس ترامب ،الدائرة المحيطة مباشرة
Stephen Bannon, التي شككت و نشرت ان الرئيس السابق براك اوباما Breitbart News مدير ولم يولد في امريكا اي انه رئيس غير شرعي .
صفقت اقرب الدول التي تسير تحت الخط الامريكي ، بريطانيا مثلا بوزير خارجيتها بوريس جونسن ، للضربة الصاروخية الامريكية لسورية بدون اي تحقيق عمن قام بهذه الضربة و حتى تناسوا ان هناك امم متحدة و مجلس الامن الدولي .
هذه حالة او نتيحة لعدم الاهتمام بالرأى العام العالمي، فالغا لقاء بريطاني روسي في موسكو بسبب مساندة روسيا للأسد ، هذه حالة لم تحدث في بريطانيا من قبل، حيث ضرب الرأى العام البريطاني وعرض الحدث بهذه السخافة .
كتبت صحيفة الغارديان اليوم هذه الجملة: (واجه وزير الخارجية الانتقاد فى الداخل والخارج اليوم الاحد لتأجيل الزيارة، مما دفع حلفاء وزير الخارجية الى القول ان المنتقدين وضعوا “استطلاعات الرأى والسياسة التى تفوق حربا اهلية”.
اذاً ) الفوضى الخلاقة ( هي سمة العصر، لأنها امضى واحسن الاساليب لتشويه الحقائق وتعميم الاكاذيب واشاعة الخوف بتعظيم الاخطار واعادة كتابة التاريخ .
وملاحظة اخرى مهمة و ذو بيان
هناك اعلانات كثيرة و منذ اكثر من عشر سنوات، تدعو الناس للعمل في بيوتهم و الحصول على واردات شهرية لا تقل عن الفي دولار .فما هي هذه الاعمال .؟ انها جمع عناونين الناس على الشبكة العنكبوتية ) النتية ( من الفيسبوك و التويتر و بلي و ياهو و يلب و اكثر وسائل التواصل الاجتماعي ، ثم ارسالها الى شركات الاعلانات الكبيرة التي تسوِّق من خلالها لمنتجين عالمين كبار ، twitter , play , yahoo, linked in, tripadvisor,Yelp,فتجمع تلك الشركات عناوين الناس، وتعيد ارسالها مع اعلانات مختلفة، منها الجيد و منها الضار، تقول ) النظرية التجارية ( الامريكية ،ان ارسال اعلانات الى عشرة آلاف شخص ستسفاد من بيع منتجاتها على الاقل بنسبة خمسة عشر بالمئة .
فاذا جمع اي شخص “الفي” عنوان يوميا سيصل المجموع الى 52 الف عنوان شهريا ، وسيحصل على وارد ما يقدر بـ 520 دولار أمريكي.
وهذه سرقة مباحة و تجاوزات غير شريفة على خصوصيات الناس و اسرارهم، حيث سيعاد استغلال هذه العناوين لاعلانات كثيرة، اخلاقية و غير اخلاقية، وكثير منها ما يفسد اخلاق شباب بلدان العالم الثالث المحروم جنسيا، مما يشاهده في قنوات التلفزة و الافلام الغربية . و من خلالها تمرير الفساد الاخلاقي ، هدف الصهيونية العالمية .
و هذا الاعلان عن هذه المجالات مرخص رسميا في البلدان الغربية عموما .
