السيمر / الأحد 23 . 04 . 2017
محمد ضياء عيسى العقابي
أقول بدل أن ينخفض مقياس الرعب لدى الشيخ شعلان وإذا به يرتفع!!…. كيف ذلك … ولماذا؟
نقلت الأخبار أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي السناتور (الشيخ) بوب كروكر رفع صوته أمام الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي (الزائر لواشنطن بدعوة رسمية من الرئيس ترامب) مشيداً بإبعاده فصائلَ الحشد الشعبي “المرتبطة” بإيران عن معركة تحرير الموصل!!!
هنا لعبت “النباهة السياسية” دورها. أعترف أنني كنت أقل نباهة من الشيخ شعلان الكريّم.
أنا قلتُ لنفسي “هذا الشيخ كروكر نايم ورجله بالشمس. إنه يتكلم عن إبعاد الحشد الشعبي في حين أن الحشد قد كُلف بأخطر مهمة عسكرية في معركة تحرير الموصل ألا وهي مسك المحور في تلعفر بما يضمن قطع الطريق على الدواعش من التسلل الى سوريا [لزيادة التدمير هناك ثم العودة منها لاحقاً لمواصلة التدمير في العراق حسب قانون إستمرارية اللعبة لثلاثين سنة كما صرح الرئيس أوباما – م.ض.ع.ع.] وذلك حسب تصريحات الخبير العسكري والأمني اللواء المتقاعد عبد الكريم خلف مستشار المركز العربي الأوربي لمكافحة الإرهاب.”
كما كان للحشد دور مباشر في عمليات تطهير أحياء الموصل الداخلية على أيدي القوات العراقية. فقد شرح هذه الحقيقة أبو مهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي لفضائية “الميادين” بتأريخ 22/4/2017 حيث قال: “إن محاصرة الموصل من قبل قوات الحشد الشعبي قد مكّن القوات العراقية من تطهير الأحياء الداخلية للموصل”.
وقلتُ لنفسي “إن إشادة الشيخ كروكر بالعبادي كانت إشادة بروتوكولية.”!!
أما الشيخ شعلان فقد كان أكثر نباهة مني حيث قرأ إشادة الشيخ كروكر قراءةً أخرى أعمق من قراءتي ربما لأنهما “شيخان” يفهم أحدهما الآخر، ويقولان ويقرآن “الممحي والمكتوب”!!!
نقلت فضائية “العهد” التابعة لـ”عصائب أهل الحق” بتأريخ 22/3/2017 عن الشيخ شعلان قوله الذي فهمتُه بالصيغة التالية “إن الكرد والعرب والتركمان والمسيحيين والأزيديين ودول العالم كلها مرعوبون من الحشد الشعبي بعد إنتهاء معركة الموصل.”!!
هنا أقول: إذا إرتعب العالم ومعه العراقيون من الحشد الشعبي فهل نلوم الشيخ شعلان إذا إرتفع مقياس رعبه بدل هبوطه؟
كان الشيخ شعلان قد أدلى بتخوفاته الأخيرة قبل سماعه تصريحات أردوغان الأخيرة لفضائية ألـ (سي.ان.ان.) بتأريخ 19/4/2017 التي وصف فيها الحشد الشعبي العراقي بألإرهابي. فما بالك لو سمعها الشيخ!!!
لا أعرف إن كان مقياس الرعب، حينئذ، يصبح قادراً على قياس رعب الشيخ بعد سماعه أردوغان دون أن ينفجر لأن رعب الشيخ كان سيبلغ مداه وخارج مقدرة المقياس!!
ولكن … ولكن… هل إرتعب العراقيون من الحشد الشعبي حقاً؟ هذا هو السؤال الفصل.
أقول بكل ثقة: كلا وألف كلا. المرتعبون من الحشد هم الكارهون له أصلاً ومن يومه الأول لا بل حتى أثناء مقاتلته قوات صدام الفاشي الطغموي في الأهوار والجبهات، لأنه أجهض مخططاتهم الشريرة وآمالهم الإجرامية فهو مصدر إشعاع لشد عزيمة جميع المقاتلين الطيبين في الجيش النظامي المبتلى بالمندسين حتى إذا كان هو، الحشد، بعيداً عن ساحة القتال لسبب أو آخر فالإشعاع ينطلق منه أينما كان؛ وهو يمتاز بما ينبغي أن تمتاز به الجيوش الحية ألا وهي العقيدة والمرونة والثقة العالية على مستوى التشكيلات والأفراد والسرعة في إتخاذ القرار والحسم وبالتالي خفة الحركة دون عبئ الإجراءات الروتينية التي يمكن أن تُستغل للعرقلة لا للحركة السريعة والإجراء الحاسم.
أستطيع أن أثبت أن عقيدة الحشد الشعبي بفصائله المتنوعة التي يمتاز أفرادها عموماً بالطابع الديني والقومي هي الديمقراطية التي يخلص لجوهرها الحشد كتشكيلات ووحدات مقاتلة رغم تباين المسميات الشكلية للديمقراطية والعبرة في الجوهر لا في المظهر؛ لأنها تدرك من التجربة العملية أن النظام الديمقراطي هو النظام الوحيد القادر على ضمان العيش المشترك بين مكونات الشعب العراقي مع إحتفاظ الجميع بهوياتهم الفرعية التي تحترم بعضها البعض على ما هو عليه ولا يسعى أي منها الى إكراه الآخرين على أي أمر، ولا يسعى أي مكون منها الى تغليب هويته الفرعية على هويته الوطنية.
العقيدة الثانية للحشد الشعبي هي الوطنية وهذا أمر نابع بالضرورة من العقيدة الأولى أي الديمقراطية؛ لأن النظام الديمقراطي الحقيقي، كالنظام العراقي، لا يمكن إلا أن يكون وطنياً ولا يمكن أن يكون طائفياً أو عنصرياً إذا ما فهمنا أن الطائفية (وكذلك العنصرية) هي قمع أو إقصاء أو تهميش طائفة من قبل طائفة أخرى أو من قبل سلطة غاشمة لا تنتمي لطائفة كالنظام الطغموي العراقي بمراحله الثلاث الملكي السعيدي والقومي العارفي والبعثي البكري – الصدامي. أما ما تُطلق من نعوت، وعلى رأسها الطائفية، على الوضع العراقي من قبل وسائل إعلام كفضائية (الحرة – عراق) فما هي إلا محض تشويه وتحريض وتفرقة للصفوف لصالح المشروع الإمبريالي الصهيوني والرجعي الشمولي الوهابي. الفضائية المذكورة معروفة التبعية ومعروفة التوجه مهما لبست لبوس الحيادية والتحمس للفقراء والطبقة العاملة ودولة المواطنة والدولة المدنية (القائمة أصلاً) والثقافة وغرامشي، على يد مجموعة من العراقيين المنافقين!!!! رغم ذلك وللحق فإن الفضائية المذكورة هي أرفع شأناً بكثير من فضائيات الجهات الطغموية الرافضة للديمقراطية والآخر.
لم ألمس سوى الإرتياح لدى نواب نينوى ومعظم مجلس المحافظة والمحافظ وقبلهم جميعاً الجماهير الموصلية الغفيرة {الذين أعتدُّ بهم أكثر من إعتداد الدكتور غسان العطية (وهو شيخ أيضاً) بالقلة من “أهالي قلب الموصل الأصلاء لا القادمين من أطراف المدينة” على حد قوله في فضائية (الحرة – عراق / برنامج “7 أيام” قبل أسابيع قليلة)، ويقصد الشيخ الدكتور غسان بالأصلاء الحلفاءَ الطبقيين مثل آل النجيفي أصحاب الأدوار غير المشرفة التي قادت أحدهما (أثيل)، محافظ نينوى المقال، الى إتهامه من قبل القضاء بالتخابر مع دولة أجنبية محتلة لأراضٍ عراقية وهو الآن هارب عن وجه العدالة؛ وهو الذي شكى منه لرئيس الوزراء عشرةٌ من أعضاء مجلس محافظة نينوى لأنه “بشّرهم بأن الرفاق قادمون بعد عشرة أيام وأتوا بالفعل بعد عشرة أيام بإسم ثوار العشائر ثم أصبحوا داعش”!!!؛ ويقصد الدكتور غسان بالقادمين من الأطراف النوابَ الوطنيين الأفاضل عبد الرحيم الشمري وعبد الرحمن اللويزي ونايف الشمري وأحمد الجبوري وحنين قدو ويونادم كنا ونهلة الهبابي والقيادي في الحشد الشعبي الشيخ ريان الكلداني وغيرَهم الكثيرين.}
لماذا، إذاً، يقول الشيخ شعلان إن الجميع مرتعبون؟
(يتبع في الحلقة3)