السيمر / الخميس 04 . 05 . 2017 — الإلحاد بمعناه العام هو عدم الايمان بوجود الله، و يدعي الملحدون أن الكون وجد بلا خالق، وان المادة وجدت بذاتها نتيجة تفاعلات حدثت بالصدفة منذ الازل.
شهدت السنوات القليلة الماضية، غرس هذه الفكرة الشيطانية، في عقول الكثير من الشباب العراقي في الشوارع و مقاهي مدعية للعلم و الثقافة !. الإلحاد يحيل النفس الإنسانية الى رماد، بسب إنكار الملحدين للجانب الروحي، وإعتقادهم بأن الوعي إنعكاس للمادة، و يجعل من الأنسان وحش كاسر يهتك جميع الفضائل، التي ظلت تؤسس لها الأديان آلاف السنين. يمكن تمثيل نظرة الملحد الى العالم، كأن العالم مدينة ملاهي عملاقة مجانية، فتكون غايته هي تحقيق أقصى متعة، و أشباع رغباته و غرائزه قبل الخروج من المدينة .
وكما يقول المفكر الانكليزي جون لوك ( إذا كان كل أمل إنسان قاصراً على هذا العالم، و إذا كنا نستمتع بالحياة هنا في هذة الدنيا فحسب، فليس غريباً و لا مجافياً للمنطق أن نبحث عن السعادة، و لو على حساب الآباء و الأبناء ). الشيوعية بمفاصلها تقتطع أهم أسس وحيثيات الأديان، بكتبها الاربعة ومذاهبها كافة، وأسست معتقداتها لضرب عقيدة الأديان، ولعل الإسلام الواجهة الأكبر التي تتقاطع معها مفاهيم الشيوعية، مثلا في العراق الاسلام هو دين الدولة الرسمي، و مصدر أساس للتشريع هذا ما جاء في المادة الثانية من الدستور العراقي، ويعتبر الشعب العراقي بصورة عامة من الشعوب المتدينة و المحافظة على عادات الأجداد و السلف الصالح .
لكن ما يثير الذهول، نرى هذه الأيام أماكن خاصة يجتمع فيها الملحدين علانية، و كتبهم تُباع على الأرصفة، بالأضافة لوجود عشرات الصفحات على مواقع التواصل الأجتماعي التي تروج الى الإلحاد، وهناك أسباب كثيرة، ساعدت بنسب متفاوتة بنمو ظاهرة الإلحاد، و لكن هناك أسباب جوهرية و عامة أدت الى استفحال هذه الظاهرة وهي : ١- الخطاب الديني المتطرف، و ما يعقبة من تفجيرات للابرياء و قتل بالجملة على أساس ديني او طائفي، يضاف إلية وجود بعض الاحزاب الحاكمة، التي أتخذت الدين غطاء لسرقتها أموال الشعب، و فشلها في أدارة الدولة، مما أدى الى ردة فعل و أعراض عن الدين. ٢- أنعدام أو قلة الرصيد الديني و الثقافي، لمعظم الشباب، مما جعلهم في مهب الافكار اليسارية الخداعة. ٣-عمل واسع يقوم به الشيوعين و العلمانين، يركز على الشباب والناشئة بالدرجة الأساس من أجل المسقبل. ٤-حالة الأحباط و اليأس، وماتسببة من هزات كبيرة في نفسيات الشباب، بسبب الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية المزرية التي يعيشها اغلبهم. ٥- الآثار السلبية للعولمة والانفتاح التقني الكبير بشتى المجالات. الإلحاد ظاهرة تضرب في عمق الهوية الاسلامية للمجتمع العراقي و تدق ناقوس الخطر، لذلك يجب مكافحتها قبل فوات الأوان و وقوع المحضور، مما يحتم إنشاء مؤسسات رصينة للرد على شبهات، وأدعاءات االملحدين بطريقة علمية، وتحصين الشباب دينياً و ثقافياً، من خلال مناهج تدريسية فعالة، ودورات تثقفية و تنموية و هذة مسوؤلية الدولة ومنظمات المجتمع المدني. مسؤولية أيضاُ تقع على منابرالخطباء، من خلال أعداد بحوث عقائدية حول الخلق و التوحيد، و كشف زيف أدلة الملحدين، و كذلك توضيح الصورة الناصعة للدين الاسلامي، التي تلطخت بمفخخات الإرهاب و فساد المتأسلمين. اذا أمعنا النظر في حركة التاريخ، نرى أن كل خطوة يخطوها العراق بالأتجاة الصحيح، او تصدي لمعتدي خارجي، كان وقودها و قادتها هم المسلمين، و رجال الدين وأخصُ الشيعة منهم، و الشواهد كثيرة قد لا تبدأ بثورة العشرين و لا تنتهي بالحشد الشعبي، مما يدعو للقول أن كل تيار سياسي أو ايديولوجية، يتعارض جوهرهما مع الطابع الديني، الطاغي على معظم المجتمع العراقي، مقرر لها الفشل مسبقاً! والقضية مسألة وقت لاغير ذلك.
سكاي برس