أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / منظمات حقوق الانسان في نظام اللادولة

منظمات حقوق الانسان في نظام اللادولة

السيمر / الأربعاء 03 . 05 . 2017

سولاقا بولص يوسف

دعيت لحضور مؤتمر منتدى منظمات حقوق الانسان الثاني المنعقد في عنكاوا في 29 و30 نيسان 2017 مما حدى بي ان اتامل اكثر في جدوى مثل هذه المنظمات والالاف من منظمات المجتمع المدني عامة في دولة اللادولة المبنية على الفساد اللامعقول اصلا وليس دولة فيها فساد في حدود المعقول كباقي الدول التى تحوي الالاف من منظمات المجتمع المدني كمتممة لنشاط وفعاليات الدولة وكسلطة رابعة لانها تقوم بمهام مادية خدمية ومعنوية ثقافية ورقابة ورصد وتوثيق لامور ا لمجتمع اهم من الاعلام الذي الافضل ان يسمى السلطة الخامسة الا انها في العراق لا بد ان يشوبها الفساد وتكون استرزاقية بالرغم من نظامها الداخلي الذي يصفها باللاربحية والتطوعية .بالاضافة الى كون الكثير منها وهمية واخرى دكاكين صغيرة ببضعة افراد للاسترزاق.ولا ينكر بوجود اخرى فاعلة ومؤثرة الى حد ما وخاصة بعض منظمات حقوق الانسان ومنها المنظوية تحت لواء المنتدى المذكور التي تديرها نخبة مثقفة من الذين افنوا حياتهم في النضال من اجل مجتمعهم بكل تفاني واخلاص وانا يحز في نفسي ان تذهب جهودهم للاخرين الفاسدين او ان لا تاخذ مكانتها المرموقة او ان لا تكون بالمستوى المطلوب الذي يليق بها ليس لاسباب موضوعية فقط وانما لاسباب ذاتية ايضا. فالابدا بالاسباب الذاتية : عليها ان ترتقي لمستوى مرموق من النزاهة والشفافية والمتابعة والمحاسبة لتكون العبرة الحسنة والمثل الذي يحتذى لبقية المنظمات والمؤسسات الاهلية والحكومية التي تعمل معها والتي تحتك بها ولجميع المواطنين. وعليها ان تبدا بنفسها اولا وتجعل من منتسبيها المثل الاعلى في حمل مباديء وثقافة حقوق الانسان فمثلا لاحظت من القائمين على المؤتمر المذكور يطبقون تقليد رث من تقاليد المجتمع الارستوقراطي والاقطاعي وهو جلوس المتنفذين واخرين يعتبرونهم افظل من غيرهم في الصف الامامي ورايت رئيس احدى منظمات حقوق الانسان ياشر على احد الجالسين في صف خلفي ان يتقدم للصف الامامي تملقا من دون بقية الجالسين وهم كلهم من النخب .اليس من اولى اوليات حقوق الانسان عدم التمييز بين البشرواذابة الفوارق وعدم تشجيع التكبر والفخفخة والمظاهر وحب الظهور ؟ اليس الافظل ان يختلط من هو متميزبنظركم بين البقية ولا يكون منعزلا؟ ومن التقاليد البالية الاخرى ان نسمي بالقاب :الفخامة والمعالي و غيرها من القاب التخلف. اليس من اولى مهام منظمات حقوق الانسان القضاء على مثل هذه التقاليد الغير الانسانية وان تكون اول من يكسر هكذا تقاليد؟ واما بالنسبة للضروف الموضوعية للعراق فاتمنى على هذه المنظمات ان تحدد وتركز على اولوياتها بان تكون مكافحة الفساد بكل اشكاله واينما كان لانه التحدي الاقوى والاول وحتى المحاصصة الطائفية المكروهة والتى ذكرت مرارااكثر من الفساد تهون بعدم وجود الفساد. ولا بد ان تبدا بجذور واسس الفساد لان الفساد بكل اشكاله هو راس البلاء لما وصل اليه العراق واساس الفساد بكل اشكاله وجذوره تبدا منذ تولي حزب البعث الحكم في العراق وثقافته هي التي تحكم العراق لحد الان . وان تثقف المجتمع الذي يحمل ثقافة نظام عصابة البعث التي شرعنت لثقافة الفساد وروضت الشعب لتقبلها بثقافة حقوق الانسان وتعمل على تغيير ثقافة المواطن من ثقافة تربية البعث الفاسدة الى ثقافة المواطنة والديمقراطية الحقة بالاضافة الى زرع الامل والتفائل بالمستقبل ومحاربة الياس والاحباط و الهجرة وخاصة بين النازحين. نظام اللادولة والفساد والعنصرية والطائفية ليس وليد سقوط نظام صدام كما صوره البعض في المؤتمر وانما بدا منذ اغتصاب عصابة البعث السلطة في العراق وادرج بعض الممارسات الفاسدة التي اسس لها نظام البعث واستمرت لحد الان ولم تكن موجودة قبل حكم البعث : التغييب القسري والاعتقال العشوائي للابتزاز – التهجيرالقسري -تهريب النفط والاثار وغيرها- المنتسبين الوهميين (الفضائيين) -البطالة المقنعة-التعيين الكيفي بدون ملاكات وضوابط وبدون مكاتب الخدمة العامة المركزي -للمقربين من السلطة (غفور رحيم )ولغيرهم (شديد العقاب)-هجرة الكفاءات -شرعنة استغلال النفوذ للمصلحة الشخصية والحزبية- تغليب التقاليد العشائرية وغيرها على النظام والقانون-الدروس الخصوصية-التغيير الديموغرافي-الرشوة- التزوير للكتب والوثائق والشهادات-ابتزاز المواطن من قبل القائمين بالخدمة العامة بحجة الاكرامية-الشركات الوهمية -الفلتان وعدم ضبط الحدود بالسيطرة النوعية والضوابط الامنية- الاستحواذ على املاك الدولة واملاك المواطنين من قبل المتنفذين-سيطرة احزاب السلطة على كل الامور الادارية للبلد -الترفيع خاصة في الجيش والشرطة وقوى الامن خارج الضوابط والعمل خارج المهنية-مراكز قوى خارج سلطة القانون -معتقلات سرية- حمايات وميليشيات-وغيرها الكثير الكثير من ابتكارات شيطنة حزب البعث المافيوي.-فبهكذا اجواء اليس من حق المواطن ان يصرخ بوجهكم قائلا : عن اية حقوق انسان تتكلمون ؟ فهل تمكنتم او بامكانكم ان تقضوا على احدى هذه الممارسات الفضيعة المذكورة ؟

اترك تعليقاً