الرئيسية / مقالات / الديكتاتورية العلمية في خدمة الديكتاتورية النقابية

الديكتاتورية العلمية في خدمة الديكتاتورية النقابية

السيمر / الأربعاء 31 . 05 . 2017

معمر حبار / الجزائر

ذكر فضائل النقابة عديدة كثيرة ليس هذا مجال ذكرها، وإقامتها داخل المؤسسات تعتبر إحدى ركائز المؤسسات إن أحسن توظيفها، لكن سيتم التطرق عبر هذه الأسطر إلى النقابة من خلال زاوية إستغلالها في تكريس التشبث بالكرسي بأي ثمن، ولو كان الثمن الدوس على أعز مبادىء .
في الجامعة الجزائرية توجد 3 نقابات، نقابة الموظفين التي تشمل نقابة العمال، ونقابة الأساتذة، ونقابة الطلبة، عكس المؤسسات الأخرى التي تشهد نقابة واحدة وهي نقابة العمال.
وكل نقابة تدافع عن قطاعها بطريقتها، ويعترف المرء طيلة فترة عمله والممتدة إلى 25 سنة بالجامعة، أن النقابات كان لها بعض الفوائد حين تسعى وتريد تحقيق الهدف العام، ويظل المرء يثني عليها وعلى بعض الفوائد المحققة لحد الآن.
وليس جديدا أن يذكر المرء أن النقابات تسعى لتحقيق مصالحها ومصالح أفرادها الشخصية، وتبقى الطريقة تختلف من نقابة لأخرى، وحسب الظروف المتاحة، وما تملكه فوق الأرض، ودرجة رفض أو خضوع المنافس.
وما يحزن القلب حقا هو خضوع أهل العلم والفكر لاستفزازات بعض النقابيين، والاحتماء بهم لتحقيق أغراضهم الشخصية ولو كانت على حساب العلم والمعرفة، والسبب في ذلك ضعف الشخصية وهوانها، والسعي للتشبث بالكرسي بكل الوسائل، وافتقارهم أحيانا للرصيد الأخلاقي والعلمي لنيل المنصب المراد تسلقه واستلامه.
العين عمداء كليات وأساتذة جامعيين برتبة بروفسور يتلقون الشتائم من طرف بعض الطلبة، وبعض الأساتذة، ويذرفون الدموع لما لقوه من إهانة ومهانة، وحين طلبوا من العميد البروفسور الاستقالة، رفض بشدة وأصرّ على التمسّك بالكرسي، مفضلا ذل المنصب على عزّة العلم.
وهناك بعض المسؤولين الجامعيين، رضوا لأنفسهم الخضوع لتهديدات بعض النقابات فاستسلموا لمطالبهم، واستخدموا بعضهم لضرب عامل نظيف، وأستاذ قديم، والغرض هو التشبث بالكرسي ولو كان على حساب الصحبة والقيم.
أمرعادي جدا أن تمارس النقابات ضغوطها لنيل مطالبها، وعادي جدا أن يلبي المسؤول بعض مطالبها التي يستطيع تحقيقها في حدود ما يملك من قوة وصلاحيات، لكن المخزي حقا أن يستغل بعض المسؤولين الجامعيين من حملة الرتب العلمية بعض النقابيين من أساتذة وعمال وطلبة، لتحقيق أغراضهم الشخصية الضيقة على حساب العلم والمعرفة والوظيفة التي كلف بأداء حقوقها بكل أمانة.
وفي الختام يجدر الذكر والتأكيد على أن هناك أساتذة جامعيين وعمداء كليات، ظلوا أوفياء لمبادئهم وعلمهم، ولم يخضعوا لتهديدات بعض النقابيين، وعاملوهم بإنصاف ولبوا بعض مطالبهم باحترافية وعزة نفس، ودون أن يبيعوا العلم والمعرفة بأبخس الأثمان.

اترك تعليقاً