الرئيسية / مقالات / تأملات وتساؤلات، عن بعض حال العراق اليوم 89/ نعم.. الكل مسؤولٌ عما يجري في البلاد!!

تأملات وتساؤلات، عن بعض حال العراق اليوم 89/ نعم.. الكل مسؤولٌ عما يجري في البلاد!!

السيمر / السبت 03 . 06 . 2017

رواء الجصاني

… والمواطنون يظمأون للحياة، والبلاد تعيش بلاءها، ينبري “قديسون” هنا، و”شياطين” هناك لتبرئة الذمم راهناً، أوابتغاء تحقيق مكاسب، أو طموحات في مديات المستقبل المنظور، وليس أبعد من ذلك … ودعونا نتساءل، ونحاول ان نجيب، ولنرى من هو الـ”لا” مسؤول ولو بهذا القدر أو ذاك، عما جرى ويجري- وما سيجرى كما تدل التوقعات – في بلاد ما حول النهرين.
ونستدرك فنوضح قبل أن يزعم الزاعمون، فنقول: أن من الطبيعي أن تكون تلك المسؤولية التي نتحدث عنها، مختلفة بحسب المواقع والاماكن والجغرافيا والوقائع وغيرها.. ولكن هل لنا ان نتغافل عن كون الجميع يتحمل قسطاٌ كبرَ أو ضؤل، عما جرى ويجري- كما سيجري- في البلاد ؟!… ولنحدد ملموسيات بشأن المقصود والمؤمل، فنتأمل ونتساءل:
– أما لجماهير الشعب مسؤولية، حين تنتخب “ممثليها” بالعاطفة لا العقل؟… وهل إن الذين لم يشاركوا في الانتخابات، معفوون من تحمل قسطهم في المسؤولية التي نعني، ونكتب عنها ؟.
– ألا تتحمل القوى والأحزاب، والاطر، السياسية الوطنية وغيرها، بعض المسؤولية بشأن ماجرى ويجري… ونؤكد وما سيجري؟… هل ننسى التاريخ والعقود السالفات، بما فيها، وعليها، وكأننا ابناء اليوم فقط ؟.
– اليس من حق الذاكرة والوقائع أن تؤشر- أو تلوّح على الاقل – لهذا وذلك من المسؤولين، والناشطين السياسيين، ممن أجتهدوا، فأصابوا أو أخطأوا، في المكان والزمان المعنيين، هنا وهناك، وبهذا الشكل أو ذاك؟.
– أما من المنطقي أن يتحمل الملحدون – على قلتهم في البلاد- وكذلك المتدينون المتشددون جوانبَ ومسؤوليات عما حصل ويحصل؟ … أليس من نتائج غلو أولئك، وهؤلاء، ما اجج ويوجج الضغينة والكراهية، وما آلتا وتؤلان اليه من كوراث وعسف؟.
– ثم ماذا عن الدعاة والمفكرين، من “اليمين” أو “اليسار” واجتهاداتهم وتأليباتهم، وها هو كل منهم يرى وحده – لا غيره- المصيب والأحق بالسلطة والحكم ؟.
– وهل يمكن في هذا الايجاز العجول أن نتجاوز دور ومسؤوليات الاعلاميين، والكتاب والكتبة، الموظفين أو “المؤدلجين” في ما ينشرونه من كتابات ومتابعات مثيرة، دون حساب النتائج المؤكدة، وحتى المحتملة ؟.
– وأذ كان يجوز لنا أن ننسى في هذه التأملات والتساؤلات، ذلكم القطاع الشعبي أو هذا الأطار، وتلك الشخصيات، فهل يمكن أن ننسى ادوار المثقفين العراقيين، وفي الخارج خصوصاً، في إذكاء البغضاء والطائفية والمناطقية… وكذلك “الوعظ” والتأجيج على الاحتراب الداخلى، وحتى لو كانت بعض النيات حسنة أحيانا؟.
– اما المتفرجون، فعلى الطيبين منهم مسؤولية تفرجهم على ما حدث ويحدث في البلاد، ولا ينفعهم تبرير “فضيلة الصمت” .. اما المتفرجون بأنتظار سنوح الفرصة، فأولئكم أدهى وأمر مسؤولية وذنباُ وخبثا ..
– وعلى ذلك المنوال ايضا، نؤشر لمسؤولية المغالين في دعواتهم للتسامح اللا مسؤول مع المذنبين، وجرائمهم … كما نؤشر في الحين ذاته الى المغالين في الدعوات للثأر والانتقام دون عدالة وقانون ؟.
وهكذا نستطيع ان نستمر فنعدد قطاعات وشخصيات وأطر اخرى معنية ومسؤولة، لنؤكد ما نزعم به، بأن جميع اهل البلاد العراقية، يتحملون قسطهم في التسبب بالكوارث التي تعيشها كل يوم، ولربما كل ساعة، بل وأقل، ولا نبالغ ..
ولكي لا نكون “عدادين” وحسب، نزعم ايضا بان ما من طريق غير ان يجرأ الجميع على الاباحة بتحمل مسؤوليته، ومراجعة التاريخ، وأن يسعوا لكي يكون التنوير وايقاظ الوعي مدخلا- أو منفذا على الاقل- لانقاذ ما يمكن أنقاذه.. مع تبني خيار الوسطية والتسامح المنطقي، وحساب التوازنات الوطنية والاقليمية والخارجية، ونسيان الطموحات الأبعد، فالخبز والأمان هما الاسبقان هنا… وألا فسنبقى ننوح ونشتم ونلقي بالتهم والمبررات، ونكثر التمنطق والتفيقه، والى ما شاء الله كما يقول المؤمنون …
… أخيرا- وكما بدأنا – ننهي بالتنويه مجدداً، الى ان ما نزعمه بتحمل الجميع مسؤولياته عن حال البلاد وما جرى ويجري، لا يعني – بل لا يمكن ان يعني اصلا ً- ان تلكم المسؤولية بنفس المديات والمستوى، لكي لا تختلط الامور، وفق ما يريده البعض، أو يفهمه من منطلقاته ومديات وعيه وأدراكه، دعوكم عن تراكمات الأدعاء والتدليس الذي “ينهضون” بها، بحماسة الراقصين البارعين، وبأشد مما ينفخ الزمارون !!!.

براغ في حزيران 2017

اترك تعليقاً