السيمر / الجمعة 09 . 06 . 2017
باسم العجري
من تلك البقعة، طائر الجنوب الأسمر، عمره بعمق تاريخ الهور، له مشروعه الخاص، يستنشق الحرية، فلا يخنع ولا يستعبد، دأب أن يكون مجاهدا منذ نعومة أظافره، ترك الأهل والأصدقاء، شد رحاله مجاهدا إلى سوح القتال، بين الجبل والوادي، والهور واليابسة، لديه ثوابت بعمق التاريخ لا يتزحزح عنها، لديه يقين و نظرة ثاقبة، كيف لا وهي بصيرة المؤمن، إنسانيته ووطنيته سقته رحيق المبادئ، فلا يتنازل عن حقه ولا يقف عن ظلم لحق به، أو بشعبه، لذلك أخذ على عاتقه طريق الجهاد.
من أهوار ميسان، صقر جاء يقتص من شذاذ الأرض، فالمعركة مستمرة منذ خروجه إلى الجمهورية الإسلامية، إلى يومنا هذا، بين الحق والباطل، يعلم أن المواقف لا تتغير، فقد تتغير الجغرافية على الأرض، من أرض وعرة، إلى منبسطة، وهذا الأمر لا يغير شيئا من الواقع الجهادي، بل يزيده قوة وعزيمة، خارطته تتطور مع الزمن، فأين يتحتم عليه التواجد، والمشاركة مع أخوته المجاهدين، تجده في قلب الحدث، ليس لديه أولويات بالترتيب الجهادي، فهو ينطلق من أنه جندي، يدافع عن الأرض والعرض.
بعد سقوط النظام السابق؛ لم يتجه إلى الجانب السياسي، وظل بعيدا عن الأنظار، لأنه يدرك أن المرء بالجهاد يصل إلى أعلى المراتب، عند مليك مقتدر، لذلك لم يقف مكتوف الأيدي، عندما تعرض مقام السيدة الطاهرة زينب(عليها السلام)، إلى التهديد من قبل الدواعش، إلتحق للدفاع عن المقدسات، فرسالته الجهادية مستمرة دون توقف، فعرق الجهاد يشعره بروحه التواقة للشهادة، والتقرب إلى الباري، وبعد أن زال الخطر عن المقدسات رجع إلى بلده.
عند صدور فتوى الجهاد الكفائي؛ ألتحق صقر الجنوب الأسمر، فهو لا يفارق الجهاد وأعتاد عليه كثيرا، بصلاته يدعو ربه لنيل الشهادة، فهو من الأوائل الملبين للفتوى، فشارك في المعارك التي خاضها الحشد المقدس، في اغلب المدن، ضد تنظيمات داعش التكفيرية، وتعرض إلى رصاصة أوقفتها زجاجة السيارة التي كان يستقلها، ونجا من تلك الرصاصة، فكانت عائقا بينه وبين الشهادة، في تلك الأرض، فلم يحالفه الحظ في الأولى لنيلها.
في الختام؛ صقر الجنوب الأسمر، طلب الشهادة فنالها، ليكون سفيرا للشهداء، إنه الشهيد السيد صالح البخاتي.