السيمر / الثلاثاء 13 . 06 . 2017
معمر حبار / الجزائر
أتابع هذا الأسبوع وعبر فضائية غربية ناطقة باللغة العربية لندوة حول قطع العلاقات السعودية الأمريكية، ومما جاء فيها أن أستاذا عربيا سأل أستاذا من الإمارات قائلا: الإمارات تفتقر لمنظومة قنوات الصرف الصحي، وكم كانت الدهشة كبيرة حين أقرّ الأستاذ الإماراتي ومن الإمارات أنه فعلا الإمارات تفتقر لقنوات الصرف الصحي، ووعد الحضور أن الإمارات ستشرع مستقبلا في إقامة منظومة قنوات صرف المياه. وذكرت الواقعة لأن الإماراتي صاحب الشأن هو الذي ذكر ذلك وأقرّه، ولو سمعتها من آخر غير إماراتي ما صدقتها وما نقلتها.
والمتتبع للحصار البحري والبري وتجويع الجار والأخ القطري من طرق الجار والأخ القطري يقف على حقيقة مذهلة من بين الحقائق المذهلة، وهي: السرعة الفائقة في الأضرار التي ظهرت على مملكة قطر بشأن التبعية الرهيبة فيما يتعلق بالجانب الغذائي، حيث أنه لم يمر الأسبوع الأول على التجويع والحصار السعودي حتى ظهرت آثار الحصار والتبعية الغذائية.
وقوفنا لجانب الأخ القطري في محنته التي يتعرض لها على يد الجار والأخ السعودي، يدفع المتتبع إلى لوم قطر على عدم اهتمامها بالجانب الزراعي وتطويره وهي التي تملك المال والأعمال، وقد سبق لها أن شيّدت منشآت عملاقة وذات مبالغ ضخمة، فكان بمقدورها أن تخصص جزء بسيط من تلك الأموال لإقامة صناعة زراعية تجعلها في منأى عن حصار وتجويع الأخ والجار.
كوريا الشمالية تعيش في حصار منذ سنوات ولم يعرف عنها أنها تعاني تبعية زراعية وفلاحية رغم أنها من ناحية المال أضعف من قطر، والسبب أنها أدركت مسبقا أن القوة في خدمة الأرض قبل الصواريخ العابرة للقارات، ومن كان تابعا في بطنه لغيره لم ينفعه صاروخ ولا دبابة.
آن الأوان لمملكة قطر والعرب والجزائر، أن يدركوا أن النصر بالفلاحة والزراعة، وأن البطن التابع لا خير فيه، وعلى مملكة قطر أن تغتنم فرصة تجويع وحصار الأخ السعودي لتدارك الأخطاء الفضيعة التي وقعت فيها فيما يتعلق في تفريطها للجانب الزراعي، وبما أنها تملك المال والكفاءات كما نقرأ عبر وسائل الإعلام، فعليها أن تشرع من الآن في التخفيف على المدى القصير من التبعية الغذائية، خاصة وأنها تعاني هذه الأيام نتائج إهمالها للجانب الزراعي والفلاحي، واستغلال الجار والأخ ذلك الضعف للزيادة من الضغط الغذائي للحصول على مكاسب سياسية.
إستغلال الغذاء كسلاح ضد الأخ والجار القطري جريمة نكراء خاصة في شهر رمضان من طرف السعودية، وإهمال الجانب الزراعي والأمن الغذائي من طرف مملكة قطر حمق وسذاجة ما كان لقطر أن تقع فيه وهي التي تملك المال والأعمال والأصدقاء، والوقت لم يفت بعد لتدارك النقص والشروع في ردم هوة التبعية الغذائية من الآن، ومملكة تملك ما يساعدها على ذلك، متمنيين لها النجاح والتوفيق.
وما يجب تسجيله أن مملكة قطر رغم التبعية الغذائية التي ظهرت عليها إلا أنها وجدت لنفسها بدائل ولو مؤقتة خاصة في الحليف الإيراني عبر فتح المجال الجوي والبحري، ما يدل على أن قطر لم تخضع ولم تستسلم للحصار والتجويع الممارس من طرف الأخ والجار السعودي.