السيمر / الخميس 06 . 07 . 2017
رسل جمال
يحكى ان هناك قرية تزهو بأنعم الله، اشبه بجنة عدن، جيرانها تغبطها، وتحسدها، على ما هي عليه من ازدحام النعم، وكان للقرية شيخ كبير، يملك اغلب اراضيها، وهو من يتولى امورها، ويحل النزاعات التي نادرا ما كانت تحصل، فهي اشبه بمدينة افلاطون المثالية، الكل سعيد، ومبتسم.
لكن شائت الاقدار، ان يتغير حال تلك القرية العامرة، المعمورة، عندما مات شيخها، وانتشر خبر وفاته بسرعة البرق، وعم الهرج والمرج اطراف القرية، واجتمع اهل الحل والعقد وقد تعالت اصواتهم، وكثر الجدال من سيعتلي كرسي المشيخة؟، وما زال الشيخ مسجى ولم يدفن بعد!
حتى قطع الجدال، قوم كان الجميع يتجنب الخصام معهم، كانوا يستوطنون الجبال المحيطة بالقرية، عرفوا بالغلظة قالوا لا يخلف الشيخ الا ابنه، فهو الوحيد الذي له الحق بذلك، رغم ان القرية كانت مليئة باصحاب الرأي السديد، و العقل الرشيد، الا ان لهم غاية كيعقوب في تولي الابن لزمام الامور.
رغم انه ولد قاصر، وقد عرف عنه الطيش والاستهتار، الا ان الناس لم يقوى احد منهم على الاعتراض، وجرت الامور من سيئ الى اسوء،اذ تحكم اهل الجبل بمقدرات القرية، وعمدوا على نهب خيراتها، وامعنوا في اغراق الولد الارعن باللهو واللعب، حتى لا يعلم ما يدور حوله، و اصبح اشبه بدمية ورق، يحركونه اينما ارادوا وكيفما شاؤوا.
“لسالفتنا رباط” بعد مرور 14 عام من التدهور بالخدمات الحكومية، والاخفاقات الامنية، مازلنا نحن الشيعة ننتخب الفاشل الشيعي لانه شيعي، وكذلك السنة متمسكين بالفشلة من السياسين السنة، فقط لانهم سنة، ننتخب وفق الطائفة المقيتة، ونرشح الفاسد ونشكو الفساد!
لماذا نتهم الحكومة بالاخفاقات، ونحن من ننتخبها؟ لماذا لا نلوم انفسنا؟ فالشعب شريك بفساد الحكومات، وشريك فعال، فهو من ينتخبها وهو من يسكت على فشل اداءها، لماذا تراب الاهمال قد اعتلى الكفاءات من ابناء هذا البلد؟ واندثروا بغياهب النسيان، لماذا لا نعتد بأهل الاختصاص، ونكتفي بالمجتهدين!
ان السبب لانهم من المغضوب عليهم، فهم لم يستظلوا “بخط احمر”، ولم يضعوا لهم “تاج راس” مستقلين في زمن التحزب، مكتفين بذواتهم، هم طوق النجاة الحقيقي، لان ما يحركهم وطنيتهم الحقة، واحساسهم بألم الوطن الجريح.