السيمر / الخميس 06 . 07 . 2017
ساره سامي
لَقَد بَكَتكَ الزُهُور
و إنتَحبَت الطُيور
و تَخَضَب رَملُ الأرض
حِين جَرى دَمُك
و دَفَعتَ أغلى ثَمن
كي تَلتحِفَ فتياتُ مَدينَتِك
بالأزهار
و تُداعبُ خيالاتُهنَّ خَدَّ القَمر
و تَطوفُ أحلامُهُنَّ
فَوقَ سُطُوحِ المَنازِل
و هُنَّ يَفتَرِشنَ الرَّياحين
و يُواسينَ أباً و أماً حَنون
نَقَش التَّعبُ على جَبينِهُما
نُقُوشَ حُزنٍ عِراقِّي
دَعنا نُحَنِّي بِطُهر دِمائِك جُدرانِ مَدينَتِنا
و نَكتُبَ عَنك آلافِ القَصائِد
و نُعّلِقَ على ثَراكَ أغلى القَلائِد
صاغَتها لكَ حَرائِرُ الجِّبال
و فاتِناتُ الشِّمال
دَعنا نَبكيكَ دَماً
و نَرثِيكَ كالأمِ الثَكلى
و نَكتُبَ عَن أحلامِها الَّتي تَبدَدتْ
بأن تَزُفُك إلى أغصانِ
شجرةٍ عِراقّية
دَعنا نُوَزعُ بإسمِكَ حَلوى التَمْر
و نَنثُرَ عِطرَكَ على شُعاعِ الشَمس
و ضوءِ القَمَر
سنروي للبلابل..
حكاياتٍ من طُفولَتِك
و نُشعِلَ في الماءِ شُمُوعَ ذِكرياتٍ
لجَلسةٍ عائليةٍ على ضِفافِ الفُرات
سنُخبِرُ الطُيورَ المُهاجِرة
عَن جمالِ وَجنتِك السَمراء
و نَهمسَ في أُذُنِ الفَراشاتِ
كَم كُنتَ وَسيماً
وشُجاعاً
ومِقداماً
وكم إنّنا بَكيناكَ حِين قُلتَ..
وداعاً!