السيمر / السبت 15 . 07 . 2017 — نشأت “أحلام” في قرية الحود التابعة الى ناحية القيارة جنوب مدينة الموصل، وتحولت بعدها الى إرهابية شرسة لم يسلم منها حتى فلذة كبدها حيث قادته للانتماء الى الإرهابيين ليلقى حتفه بعد ذلك.
ساعدت {أحلام محسن علي} وهي واحدة من أخطر نساء عصابات داعش الإرهابية، مجرمة من الطراز الأول، في استيلاء داعش على الموصل في منتصف 2014، وكذلك على قريتها وناحية القيارة وجلب الموت والخراب للأهالي في حياتهم البسيطة.
اعتقلت أحلام مع أخيها وهو عنصر بارز في داعش، وفقا لمعلومات استخبارية، في عملية نوعية للقوات الامنية على الجسر الرابط بين الساحلين الأيمن والأيسر للموصل، أثناء عمليات تحرير المدينة واستعادتها بالكامل وإعلانها منتصرة في 10 تموز الجاري.
ونقلت احدى وكالات الانباء الروسية الناطقة باللغة العربية، عن مصدر امني “عراقي” القول في عرضه لاعترافات “أحلام” التي أدلت بمعلومات عن عملها كعنصر للخلايا الإرهابية النائمة، واستخبارية وطباخة وزعيمة للنساء، في داعش الإرهابية، ولجماعات الإرهاب منذ سنوات طويلة بعد سقوط النظام السابق عند الاجتياح الأمريكي للبلاد عام 2003.
ويقول المصدر الأمني، الذي تحفظ الكشف عن اسمه، وهو من منتسبي الأجهزة الأمنية بناحية القيارة، “شاهدت “الداعشية أحلام”، لمرة واحدة في حياتي، عام 2006، عندما داهمنا منزل أسرتها بسبب عملية إرهابية نفذها أحد أشقائها في الموصل.
وخلال التحقيق، تمسكت أحلام بفكرها المتطرف وتمجد بعصابات داعش رغم المجازر والهلاك الذي تسبب به لأهالي الموصل والقيارة وباقي المدن التي استولى عليها في شمال وغرب العراق، والجارة سوريا، حتى إنها توعدت القوات بالانتقام وكأنها لن تنال جزاءها القضائي على من ساهمت بإعدامهم ودفنهم بمقابر جماعية في قريتها.
واعترفت “أحلام” أنها ساعدت “داعش”، قبل سقوط الموصل في إيصال وجمع المعلومات له عن المنتسبين في الشرطة والضباط في قرية الحود، ومنحته أسماءهم، وعناوين منازلهم لاعتقالهم وتعذيبهم وإعدامهم باعتبارهم يشكلون خطرا على داعش إما بالانتفاض عليه أو التآمر ضده.
زوجها لم يسلم من حقدها على الأجهزة الأمنية، كان منتسب في سلك الشرطة سابقاً قبل احتلال داعش للمدينة، ولأنه لم يبايع معها “داعش”، تركته وهربت إلى الموصل مع بناتها وابنها عند بدء عمليات تحرير القيارة في آب 2016.
وطالما تبجحت أحلام، في الكثير من المناسبات العائلية، وتتكلم عما تسميه بـ “بطولات الدواعش” أمام أقربائها من ذوي زوجها — كانوا يجهلون أنها تنتمي لهذه العصابات المجرمة، وفي الوقت نفسه في المدة التي سبقت سيطرة “داعش” على الموصل، كانت هي تتلقى دورات في أصول الدين في قرية الزاوية.
وخرجت أحلام وهي من عائلة فقيرة، أبيها عسكري متقاعد، ولها أربعة أشقاء وأربع شقيقات، إلى العلن وأعلنت بيعتها في العاشر من حزيران 2014، التاريخ المشئوم لبدء دمار الموصل وسفك دماء أهلها على يد داعش.
وقالت إنها استمرت بالعمل مع داعش، في إعداد الطعام لعناصرها وقادتها، في منزلها، وحصلت على ترقية بمنحها عضوية ما يسمى بـ “ديوان الحسبة”، وديوان الأمن والمعلومات ومن خلاله قامت بالشكوى على الكثير من أهالي قرية الحود، ومنهم عائلة شخص معروف يدعى غالب أحمد وأولاده حتى وصل الحال بهم إلى ترك منزلهم والهرب بأعجوبة إلى كركوك، شمال بغداد.
وبسببها اعتقلت “داعش” مئات المدنيين من الحود وقرى جنوب الموصل، بعدما اتهمتهم هي بالعمالة للدولة العراقية، وتحديد إحداثيات مواقع الارهابيين لطيران التحالف الدولي ضد الإرهاب ليقصفها، وأدلت “أحلام” خلال التحقيق، عن أماكن مقابر جماعية ارتكبتها “داعش ” بحق منتسبي الأمن، والمدنيين من جنوب الموصل، الذين اشتكت عليهم واتهمتهم بالتآمر على العصابات الارهابية، ولم تكشف عددهم لأنها لاتتذكر بسبب كثرتهم، لكنها ذكرت شخصيتين بارزتين تم قتلهما هما {أبو صفوك مختار قرية الحود}، والعقيد {منعم عبد الله جاسم الجبوري}، مدير الشرطة والدوريات والنجدة في محافظة نينوى سابقا، على يد أخيها “محمد” في شهر آب 2012.
ولم يدم حال طغيان “أحلام” طويلاً، حتى ثار أهالي قريتي الحود، واللزاكة، وانتفضوا على “داعش”، وقتلوا شقيقها “محمد”، الحال الذي دفعها للهرب نحو الموصل عندما كانت تحت سطوة داعش، مع باقي أخوتها وبناتها الصغار، وتركت زوجها.
وكان ينتظرها في الموصل، حدث قصم ظهرها، وهو مقتل ابنها وحيدها “حسن” الذي جندته معها في العصابات الارهابية، بضربة لطيران التحالف الدولي ضد الإرهاب في حي الشهداء أولى أحياء الساحل الأيمن للمدينة.
واستمرت أحلام، بإطلاق التهديدات متوعدة أهالي جنوب الموصل بالعقاب على قتل أخيها على يد المنتفضين الذي كان لهم الفضل في تحرير قريتهم بالكامل دون مشاركة للقوات الامنية.
وأثناء محاولتها التسلل للهرب بين النازحين من المدينة القديمة للموصل، كانت شبكة من المنتسبين والضباط، شكلوا خصيصاً لمراقبة تحركات أحلام وأشقائها، إلى أن تم إلقاء القبض عليها مع أخيها الداعشي “سامي” الذي نصبته داعش مختاراً لقرية الحود بدل المختار فواز عبد العزيز وكاع الجبوري الذي قتله “الدواعش”.
ويقول المصدر الأمني، إن القوات الأمنية “العراقية” اعتقلتها على الجسر الرابط بين الساحلين الأيمن والأيسر للموصل، تحديدا قرب فندق أوبروي الشهير، مع أخيها الداعشي، أثناء عمليات إجلاء المدنيين من المدينة القديمة، وتمت إحالتهما إلى التحقيق والقضاء لتنال جزاؤها.
ومحيت ملامح الجمال من وجه أحلام، وما أصبحت عليه الآن، امرأة شريرة جداً عن التقدم في العنف والعمر سوية، وهي واحدة من العديدات اللواتي اخترن هذا الطريق مع “داعش” واستعرضن ما لديهن من قدرة على تعذيب النساء وملاحقتهن على أبسط الأمور الشخصية الخاصة بالنقاب، وقتل أزواجهن واختطاف أطفالهن وتجنيدهم لعمليات إرهابية ولجيل متطرف كقنبلة موقوتة للمستقبل.
الفرات نيوز