السيمر / الثلاثاء 18 . 07 . 2017
رسل جمال
يقال الكي اخر طريق نسلكه للعلاج، رغم انه يعد اقسى علاج، لكن للضرورات احكام، اذ بعد صراع طويل مع ألم الجرح، وتناول مختلف الادوية دون جدوى، يقف الكي كحل نهائي لانهاء المعاناة، لكن هل سيندمل الجرح؟ هل سيشفى الاثر؟ ام انه سيبقى له ندوب ظاهرة.
هكذا هو حال كردستان العراق على مايبدو، التي ارتأت ان تكوي جراح معاناتها المستمرة المزعومة من حكومة المركز، “بقرار الانفصال” وتعمل على اجراء استفتاء بهذا الشأن.
مع ارهاصات سنين خلت، من خلافات مفتعلة مرة، وتسويق ازمات مرة اخرى ومع غياب النية الصادقة، بالمحافظة على وحدة البلد، وطغيان العنجهية الفارغة الرعناء، كرد فعل لتطبيق اجندات خارجية كما هو واضح للجميع، اذ عرفنا ان قرار الانفصال قوبل برفض اقليمي واسع، ولم تبارك اي دولة جارة مثل هكذا “قرار تمزيقي” سوى اسرائيل، تلك الدويلة المعتاشة على الفرقة التقسيم، التي تستجدي حفنات الرمال، وذرات الغبار، لتخلق لها دولة مزعومة من العدم!
لكن اي منصف، وذو نفس وطني، وعقلاني، سيرى ان حكومة اقليم كردستان، يجب عليها، ان تسجد سجدة شكر طويلة، لانها اقل المتضررين واكثر المنتفعين منذ عقود من الزمن، وذلك لان الاقليم شبه مستقل منذ تسعينات القرن الماضي، مما جعله يعيش ببحبوحة واستقرار داخلي، وازدهار اقتصادي، ﻻبأس به منذ ذاك الحين.
في حين نجد ان مناطق الوسط والجنوب، تعيش حالة تدهور مستمرة، ولم يطرأ على وجه تلك المدن رونق الحضارة الباذخة منذ سنين، بل على العكس، فاغلب شوارع العاصمة، والمحافظات الجنوبية، تعاني من الاهمال المتراكم!
لكننا لم نسمع من تلك المناطق صرخات الانفصال، رغم ما تعانيه، ورغم هذا وذاك، فأخواننا الكرد يقاسموننا، مقاعد الحكومة التشريعية” مجلس النواب” وكذلك للحكومة التنفيذية لهم نصيب، لا نستكثر عليهم تلك المراكز بل العكس لانه امر طبيعي، في بلد كالعراق الذي يستمد عنفوانه من تلون اطيافه، ولكن الغريب ان تطالب احدى الوان الطيف الشمسي الانفصال!
الذاكرة الكردية مازالت تحمل ندب الامس، “حلبجة” ولكن التأريخ لايسعه ان يسطر حلبجة جديدية، والعاقل تكفيه الاشارة!