السيمر / الجمعة 11 . 08 . 2017
أياد السماوي
لم أكن لأتصوّر يوما أن ينجرف بعض الساسة لهذا المستوى اللا الأخلاقي في العمل السياسي , ولم أكن لأتصوّر أنّ ما يشاع من أخبار وأحاديث عن الجيوش الألكترونية المسّخرّة للتسقيط والنيل من الخصوم من قبل بعض القادة السياسيين أمرا حقيقيا , ففي الفترة الأخيرة كثر الحديث عن الجيش الألكتروني الذي يعمل تحت أمرة رئيس الوزراء حيدر العبادي , وكثر الحديث عن عشرات الأسماء والشخصيات التي تعمل في هذا الجيش , وعشرات الصفحات والمواقع التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي , وأصبح الحديث يدور عن تمويل ضخم جدا لهذا الجيش في ظل هذا الوضع الاقتصادي الذي يمرّ به البلد , وبصراحة كنت أعتقد أنّ تضخيم هذا الموضوع يراد منه الحرب النفسية ليس إلا , فليس من المعقول أن ينجرف المجاهد أو المناضل لنشر فكره ومبادئه من خلال الكذب والتسقيط وهذه الأعمال القذرة , فعندما كنّا نمارس العمل السياسي المنظّم في مطلع سبعينات القرن الماضي , كانت أدواتنا لإقناع الجماهير بمنهجنا وفكرنا السياسي , هي مبادئنا وقيمنا التي نحملها وسلوكنا أمام الناس والمجتمع , ولم نكن نملك غير الإقناع سبيلا للوصول إلى غاياتنا .
( أرجو أن تنشر المعلومات بالتدريج لمدة شهر حتى تستمر الحملة ضدّه ولا تتوقف ) .. هذه الجملة كتبها القيادي في حزب الدعوّة الإسلامية وليد الحلي عن طريق الخطأ في ملتقى الأخبار الوطني , وهذه العثرة قد كشفت حقيقة هذا الجيش القذر ومن يقف ورائه , ولم يعد هنالك شّك مطلقا بعد هذه الفضيحة المدّوية بحقيقة هذا الجيش والجهة التي تقف ورائه , فقد قطعت الشّك باليقين بحقيقة وجود هذا الجيش , والخطورة في هذا التوجيه هو أنّ السيد وليد الحلي مستشار رئيس الوزراء حيدر العبادي وأحد أهم قيادات الدعوّة المقرّبة من رئيس الوزراء , وواحد من الذين اشتركوا وساهموا بفاعلية بمؤامرة الإطاحة بزعيم الحزب نوري كامل المالكي , والسؤال المطروح ما هي المعلومات التي يريد الحلي نشرها بالتدريج لمدة شهر ؟ ومن هو هذا الشخص الذي يراد أن تستمرّ الحملة ضدّة بدون توّقف ؟ وهل مجابهة الخصوم بالكذب والافتراء والتسقيط ؟ ومتى كانت أخلاق المناضلين بهذا الشكل , وهل هذه قيم الدعاة ومبادئهم ؟ بالنسبة لي ليس هنالك من شّك أنّ الشخص الذي يقصده وليد الحلي باستمرار الحملة ضدّه وعدم التوّقف هو نوري كامل المالكي , نعم أعترف أنّي لا أملك دليلا قاطعا على هذا , فالحلي لم يذكر أسم هذا الشخص , لكنّ الأثر يدّل على المسير … عزائنا أننا نؤمن بحياة بعد الموت , ونؤمن أننا موقوفون جميعا أمام الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله .