السيمر / الأربعاء 30 . 08 . 2017
أياد السماوي
كنت بصدد الكتابة عن قرار مجلس محافظة كركوك بالانضمام للاستفتاء الخاص بإقليم كردستان , لكنّ شراسة الحملة التي يتعرّض لها سيد المقاومة ودرّتها سماحة المجاهد حسن نصر الله وحزبه من قبل جهات إقليمية ومحلية بسبب الاتفاق الذي أبرمه الجيش العربي السوري وحزب الله اللبناني والقاضي بنقل بضعة مئات من مقاتلي داعش من القلمون إلى دير الزور القريبة من منطقة آل بو كمال السورية المقابلة للقائم العراقية , استوجب تأجيل الكتابة عن قرار مجلس محافظة كركوك لوقت آخر إن شاء الله تعالى , وتسليط الضوء على الحملة الشرسة والمسعورة التي يتعرّض لها حزب الله اللبناني وقائده المجاهد حسن نصر الله .
وسائل إعلام محلية وإقليمية تلاقفت خبر الاتفاق الذي تمّ بين الجيش العربي السوري وحزب الله اللبناني مع مقاتلين من داعش , من باب التعريض والتشهير بحزب الله اللبناني وزعيمه سماحة المجاهد السيد حسن نصر الله , وتصوير هذا الاتفاق بأنّه يشّكل تهديدا للأمن الوطني العراقي واستهانة وعدم اكتراث بدماء العراقيين , ومما يؤسف له تسارع البعض من الكتّاب والإعلاميين الشيعة من دون إدراك أو وعي للانضمام للحملة المسعورة التي روّجت لها أطرفا محلية وإقليمية لزعزعة ثقة شيعة العراق بسيد المقاومة ودرّتها وتصويره بأنّه لا يكترث لدماء العراقيين ولا يعنيه أمنهم بقدر اهتمامه بأمن لبنان وإبعاد خطر داعش عن حدوده , حتى أنّ بعض الكتّاب كتب متسائلا هل حسن نصر الله لبناني أم شيعي ؟ متصورا أنّ السيد حسن نصر الله تصرّف كقائد لبناني معني بأمن بلده وشعبه قبل أي اعتبار آخر , ولا بدّ لقادة الحشد الشعبي والقادة الشيعة الآخرون أن يتصرّفوا كما تصرّف زعيم حزب الله حسن الله , وكفى متاجرة بدماء أبناء شيعة العراق وزّجهم في معارك لا ناقة للعراقيين فيها ولا جمل .
وحتى يطلّع القارئ الكريم على الحقيقة من دون الانسياق وراء هذه الحملة المقصودة الأهداف , فإنّ الاتفاق الذي تمّ إبرامه مع مقاتلي داعش يقضي بنقل 670 مقاتلا من القلمون السورية إلى دير الزور السورية , في المنطقة التي تتواجد فيها داعش , وليس إلى الحدود العراقية كما روّجت لها وسائل إعلام محلية وإقليمية , ونصف هذا العدد هم من المقاتلين المجرّدين من السلاح والجرحى , وهذا الاتفاق قد تمّ تحت رعاية وعلم سوريا وإيران وروسيا وأمريكا والسعودية وحتى باقي أطراف التحالف الدولي , أي بمعنى أنّ حزب الله ليس الطرف الوحيد في هذا الاتفاق , ولو كان هذا الاتفاق خارج رغبة أمريكا ودول التحالف الدولي , لاستهدفوا بطائراتهم القافلة التي أقلّتهم إلى دير الزور , ومن الناحية العسكرية والستراتيجية فإنّ نقل بضعة مئات من المقاتلين من مناطق وعرة إلى مناطق مكشوفة ومحددة , سيسهل القضاء عليهم لاحقا , ولا علاقة لهذا الاتفاق بتهديد أمن العراق الذي يحقق الانتصارات الباهرة على تنظيم داعش الإرهابي .
أمّا من يحاول التشكيك بمواقف سيد المقاومة ودرّتها فهو أمّا جاهل يجهل قدر وحقيقة هذا المقاوم الحسيني الذي ذاب هو وحزبه المجاهد في مدرسة أبي الأحرار أبي عبد الله الحسين , أو متجاهل لئيم حقود متصيّد بالمياه الآسنة قد وجد ضالّته في هذا الاتفاق ليتزلّف إلى أعداء نصر الله وحزبه , ولو كانت دماء العراقيين رخيصة ولا تعني حسن نصر الله كما يدّعي البعض , لما أرسل خيرة قادة حزبه الميدانيين إلى العراق حين كانت داعش على أبواب بغداد ليقاتلوا إلى جانب أخوانهم المجاهدين في الحشد الشعبي ليحموا العراق وشعبه ومقدساته , حيث استشهد العديد منهم وامتزجت دمائهم مع دماء أخوتهم من أبناء الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية , وكان الأولى بهؤلاء الكتاب الذين هاجموا سماحة السيد حسن نصر الله أن يسألوا قادة الحشد الشعبي عن هذا الاتفاق قبل أن يطلقوا العنان لأوهامهم أن تسبح في فضاء الاتهامات اللا مبررة والمقصودة , وإن كان هنالك ثمة تهديد لأمن العراق الوطني بهذا الاتفاق , فقادة حشدنا المقدّس هم الأولى برفض هذا الاتفاق والتصدّي له بحكم العلاقة الجهادية التي تربطهم بحزب الله , في الختام أقول … لن ننجرف في حملة تسقيط سيد المقاومة ودرّتها سماحة السيد حسن نصر الله .