الرئيسية / مقالات / عيد الأضحى.. ليشهدوا منافع لهم

عيد الأضحى.. ليشهدوا منافع لهم

السيمر / السبت 02 . 09 . 2017

معمر حبار / الجزائر

أسمع لشيخ من شيوخ الأزهر الأفاضل عبر فضائية “النّاس” يقول ليلة عيد الأضحى: “أبعدوا الأطفال عن رؤية ذبح الأضحية فإن ذلك يؤذيهم ولا يليق بهم، ويواصل: وكما نبعد الأضحية عن الأضحية وهي تذبح كذلك نبعد الأطفال ونحن نذبح الأضحية”.
يترك مناقشة هذا الرأي للفقهاء والرد عليه، ويجيب صاحب الأسطر إجابة عملية واقعية عكس ماذهب إليه الشيخ الأزهري، والمتمثلة في: منذ سنوات وما زال الأبناء الأربعة يرافقون الأب لمعاينة وشراء الأضحية ومرافقتها للبيت وما زالوا إلى اليوم يشهدون ذبح وسلخ الأضحية، والعام الماضي قام إبني أكرم بذبح الأضحية وهذا العام قام إبني وليد بذبح الأضحية وما تتطلبه العملية من نشاطات كالسلخ وتنظيف الأمعاء وتقطيع اللّحم ، ويعترف الأب أن الأبناء تحسّن مستواهم بشكل ملحوظ وسيزداد تحسنا في الأيام والسنوات القادمة، ومازال الأب يسعى ليعد الصغار لذبح وسلخ الأضحية في السنوات القليلة الماضية قدوة بإخوتهم الكبار.
من ميزات شعائر الله أن تعلن وتتكرّر، وكما كان التكبير بصوت واحد ومرتفع من شعائر الله وكذا التلبية والوقوف بعرفة ورمي الجمرات كذلك ذبح الأضحية من شعائر الله التي يحرص المرء بما يقدر ويستطيع أن يؤديها على أحسن وجه ويعلّمها الأبناء ويحضروا تلك اللّحظات الخالدة ليشهدوا منافع لهم مع توجيه النصائح باستمرار.
وما يجب التأكيد عليه هو عدم إجبار الطفل على رؤية ذبح الأضحية وما دونها ولا إجباره على عملية الذبح ، ففرض الأمر ولو كان خيرا يؤدي إلى عكس ما يصبو إليه الوالدين والمربي والمجتمع.
الذي يطالب إبعاد الأطفال عن حضور عملية ذبح الأضحية إنّما يحرم الأطفال من أن يشهدوا منافع لهم ويساهم في تكوين جيل لايحسن إقامة الشعائر فيظلّ عالة على من لايحسن إقامة واحترام الشعائر.
ولعلّ من الأخطاء التي ترتكب في الحج هذه السنوات الأخيرة أن الحجيج لم يعودوا يشهدون ذبح الأضحية والهدي فأمسى الحاج بارد الشعور لاتربطه بالحج رابطة روحية قوية تعينه، وكان الأولى حضور الحاج لعملية الذبح لتمكّنه من استحضار تلك اللّحظات الخالدة التي ضحى فيها سيّدنا إبراهيم عليه السلام.
الملاحظة الثانية التي لفتت الانتباه وهي: لأسباب لم تعرف لحد الآن لاتقام صلاة العيدين والاستسقاء في الجزائر بالمصليات وتقام بالمساجد وتلك من الأخطاء الشائعة السائدة لحد الآن، ويزداد الأمر سوء وتدهورا حين يرى المرء أن صلاة العيدين والاستسقاء والجمعة تقام في 3 مساجد يبعد أحدهما عن الآخر بـ 500 متر وكان يمكن كمرحلة أولى إقامة هذه الصلوات في مسجد واحد نظرا لقرب المسافة ويمكن للمصلي أن يقيم الصلاة في أحسن حال ودون مشقة ولا إرهاق فيجتمع الشمل وتتوحد الكلمة وتخف حدّة النزاع والشقاق، وذلك أحسن من تعدّد المساجد في مسافة قصيرة جدا ودون داعي لذلك.

اترك تعليقاً