السيمر / الأحد 24 . 09 . 2017
اياد السماوي
من الأمور التي رافقت مسيرة الحزب الشيوعي العراقي في حياته الحزبية الداخلية , قضية الاختراقات التي كانت تقوم بها الأجهزة الأمنية والاستخبارية داخل صفوف الحزب وفي أعلى المستويات القيادية , حتى وصلت هذه الاختراقات إلى قيادة الحزب العليا المتمّثلة باللجنة المركزية للحزب , وكانت كل تحركات الحزب مكشوفة لهذه الأجهزة وتحت أنظارها , ووثائق التحريات الجنائية ومديرية الأمن العامة تشهد بذلك , وهذه المقدّمة لا علاقة لها بمقالنا لهذا اليوم , بل هي مجرد مدخل لتسليط الضوء على سيرة حياة وسلوك عميل الأمن السابق فخري كريم زنكنة , ففي أحد الأيام زرت جاري وصديقي عوني القلمجي معاون مدير الأمن العام في عهد عبد السلام محمد عارف في بيته القريب من بيتي , وكنت قاصدا من هذه الزيارة الاستفسار منه حول قضية شغلت تفكيري حينها , وهي قضية اغتيال المناضل الشيوعي محمد الخضري في بغداد يوم الجمعة المصادف 20 / آذار / 1970 , وعن علاقة القائد الشيوعي البارز والمعروف باقر إبراهيم بهذا الاغتيال , باعتبار أن باقر إبراهيم هو من طلب من الخضري ظهيرة ذلك اليوم الذهاب إلى صدر القناة لحضور حفل تكريم الوفد الكردي الذي حضر إلى بغداد بعد اتفاقية 11 آذار , وكان في بيت الخضري في تلك الظهيرة المناضل الشيوعي خضير عباس أبو سهيل والدكتور غازي الخطيب وزوجته الألمانية مدعوين للغداء في بيت الشهيد الخضري , وسؤالي لعوني القلمجي هل كان باقر إبراهيم عميلا للأمن داخل المكتب السياسي للحزب ؟ فأخبرني القلمجي أنّ العديد من كوادر الحزب الشيوعي العراقي كانوا عملاء لجهاز الأمن , ولكنّ باقر إبراهيم كان مناضلا شيوعيا صلبا ولم يكن يوما واحدا في حياته عميلا للأجهزة الأمنية العراقية , وحين طلبت منه أسماء بعض هؤلاء العملاء , أبى أن يخبرني بأي أسم إلا واحدا فقط هو فخري كريم زنكنة , حيث قال القلمجي ( أنّ فخري كريم كان من أوسخ العملاء وأقذرهم وكان عميلا وضيعا ورخيصا ) , هذا بالنسبة لتاريخ فخري كريم زنكنة السياسي المخزي , أمّا فيما يتعلّق بسلوكه الأخلاقي مع رفيقاته في الحزب , فهذه قضية لا أعتقد أنّ أحدا من قيادة الحزب لا يعلم بسلوك فخري كريم المنافي لأي خلق سوي , فهذا الوضيع لم يترك واحدة من النساء إلا وتحارش بها جنسيا , وحتى وصلت قذارته للتحرّش مع زوجات رفاقه , فلم تسلم من تحرشاته من النساء أي واحدة ممن التقى بهنّ من خلال عمله الحزبي فكان زير نساء .
والسؤال المطروح ما الذي جعل هذا الوضيع أن يعيد نشر مقال مليء بالأكاذيب كان قد نشره قبل خمس سنوات ؟ وفي حينه نفى كل من جلال الطالباني ونوري المالكي ما جاء في حديث فخري كريم المكذوب حول الموصل وسنّة العراق , ولا أعتقد أن لبيبا لا يفهم سرّ إعادة نشر هذا المقال المكذوب بعد هذه السنين , وأنا بدوري أتحدى فخري كريم أن يأتي بخطاب واحد أو لقاء تلفزيوني واحد كان نوري المالكي قد ذكر فيه مصطلح ( القومجية ) , فنوري المالكي لا يعرف هذا المصطلح ولم ينطق به طيلة حياته , وهذا مما يدل على كذب حديث عميل الأمن وبطلانه , والجواب على السؤال لا يحتاج لكثير من العناء , فالتصريح الذي أدلى به نوري المالكي ( لا نسمح بنشوء إسرائيل ثانية في شمال العراق ) هو الذي أفقد عميل الأمن السابق فخري وسيده مسعود توازنهما وجعلهما يفقدان أعصابهما , ولم لا ينهار فخري كريم ويحاول أن يزرع الشقاق ويدّق الأسفين بين الشيعة والسنّة , فالمسكن الكبير الذي أهداه مسعود لفخري كريم في أربيل والسيارات المونيكا العشرة , تستحق أن يكذب ويفتري ويعمل على زرع الشقاق بين الشيعة والسنّة , ويسيء إلى من وقف وتصدّى لمسعود وأطماعه الانفصالية , وكان الأولى بعميل الأمن السابق أن ينصح الديكتاتور المتغطرس مسعود بأنّ الاستفتاء الذي ينوي اجراءه سيحرق الأخضر واليابس وسيأتي بالويلات للشعب الكردي الذي وجد الاستقرار في ظل النظام الديمقراطي القائم في العراق , ويجنب شعبه حربا باتت قاب قوسين أو أدنى , في الختام أقول لعميل الأمن السابق فخري كريم … العراقيون جميعا لا يثقون بمن كان عميلا وضيعا ورخيصا لجهاز الأمن العراقي .
الدنمارك