الرئيسية / مقالات / وطن الخرافة

وطن الخرافة

السيمر / الخميس 12 . 10 . 2017

عمار الحر

بعد القضاء على دولة الخرافة. أو اقتراب إنقراضها على يد ابناء المظلومين البسطاء, أحب التحدّث عن وطن الخرافة, الذي على وشك ان يٌقتل من أجل وحدته ( خرافته) ابناء الوسط والجنوب, في معركة جديدة لا ناقة لهم فيها ولا جمل, سوى أن هناك من جعلهم يصدّقون, أن هناك وطن غير مدنهم العامرة بهم وبخيراتها, التي تنتظر قائد شريف يقودها الى بر الامان.
نعم هو وطن الخرافة, بكل ما يحمل العقل من أدوات للتفكير والاستنتاج- وبغض النظر عن فكرة جو بايدن والصهاينة وكل الحاقدين على الاسلام, الذين يريدون تقسيم الدول وتقليم اظافرها, كي تبقى اسرائيل هي المسيطرة والمتسلطة على المنطقة, وهذا شيء بديهي لا يختلف عليه اثنين من العقلاء, من اصحاب الدين او الملحدين.
فهل فعلا يوجد وطن اسمه العراق, يستحق ان نضحّي بشبابنا من اجله؟
منذ العام 2004 وبعد ان تأكّد الصدّاميين, وأغلبهم من (أنفسنا) بأن سياسي الشيعة مجرد لصوص أغبياء, مازالوا يفكّرون بعقلية الحسينيات, والاحقاد والعشائر, وليس لهم مشروع بناء دولة حقيقي, وهم (أقصد البعثيين) اصحاب خبرة في بناء الدولة بالأجرام, بالاضافة الى دول وعدت بمساندتهم.
بدأوا بعمل كل شيء قذر من اجل استعادة السلطة ( تفجير- ذبح- تفخيخ), او افشال التجربة الجديدة في العراق, ومازالوا حتى يومنا هذا وبعد كل التضحيات التي قدّمناها من أجلهم, يغدرون ومستعدّين لتنفيذ كل ما يحطّم هذا الوطن, فقط لأنهم ليسوا الاسياد ونحن لم نعد العبيد.

فهل الوحدة مع هؤلاء قوة أم ضعف وموت؟!
أما الاكراد الذين انفصلوا عن العراق رسمياً, منذ العام 1991 بفضل غباء الطاغية وظلمه وذٌلّه أمام أمريكا, فلا تربطنا معهم لا لغة ولا عشيرة ولا جيرة- مع احترامي لأخوة أكراد لم أرى منهم سوى الطيب والمحبة لكنهم قلة قليلة جداً)
وهم منذ سقوط الطاغية لم يألوا جهداً في التآمر علينا.
سرقة عائدات النفط, حصة في كل شيء – نفط – وزارات – سفارات. ثم اهانات لابناء الوسط والجنوب, من السيطرات الحدودية التي لم تفننت في أهانة المسافرين, من تمزيق علم العراق الى أخذ الجزية من كل من يدخل مدنهم, الى احتضان وحماية كل من قتل أولادهم, من الصدّاميين الاوليين والاخرين, ثم الطامة الكبرى وهي اشتراكهم في قتلنا, عندما تحالفوا مع داعش وأدخلوه كي يذبح ابناءنا, كل هذا من أجل مشروعهم الأنفصالي, فلماذا البكاء على الشعب الكردي الذي اختار, مسعود وأبناءه رغم كل مافعلوه به, ورفض من قدّم له كل شيء من أغبياء الوسط والجنوب؟
فهل الوحدة مع هؤلاء قوة أم ضعف وذل؟!
لو كان هناك سياسي واحد من هؤلاء الاغبياء يملك بعد نظر, لأستعدّ لهذا اليوم وجعل من موارد الوسط والجنوب, قوة قاهرة لا يستطيع أحد التفكير بالأعتداء عليها, لا أن يتوسل البرزاني إلغاء الأستفتاء. أو يأتي سياسي أخرغبي يبكي على العراق الواحد, الذين لم نحصل منه طيلة التاريخ, سوى الظلم والقتل والاضطهاد ونكران الجميل أمام نكران الذات من أجله!
نعم ان الأنفصال هو خطر على ايران, التي تعلم أن الأكراد هم أذيال لليهود الصهاينة, الذين سيكونون على الحدود الايرانية, والخطر الأخر هو تحفيز الأكراد في ايران الاسلامية, على التفكير بالانفصال والبدء بمشاكل هم في غنى عنها, وهذا هو السبب الذي يهدد امن تركيا ايضاً.
أما نحن فلا أرى أن هناك خطر كبير قد يُصيبنا, من جراء ذلك الأنفصال, ويجب علينا ان لا نضحّي بقطرة دم في محاربته, بل السعي للأستفادة من كل خيراتنا, في بناء جيش قوي يستطيع الدفاع عن حقوقنا, إن سوّلت يوما نفس أحدهم بالأعتداء علينا.
وقد نستطيع إن حدثت معجزة كأحياء الموتى واتفقنا بصدق وثقة مع ( أنفسنا), على العيش بما نمتلك من مشتركات, لكن العيش في وطن واحد مع الأكراد بهذه العقلية مستحيل.
ومسعود الذي حارب الطالباني, وطلب مساعدة صدام ضد خصمه الطالباني, من أجل موارد معبر حدودي صغير, والذي يغوص اليوم في وحل مشاكل داخلية عويصة, فأحسن عقوبة له هو منحه دولة من ثلاث محافظات (أربيل-سليمانية-دهوك), وتركه مع خصومه في الاقليم, ليصفّي احدهم الاخر. حينها سيعلم كل من صوت على الانفصال, ورفع علم الصهاينة أي خطأ ارتكب.
نعم الاتحاد على المحبة والثقة قوة, تضمن الحياة الكريمة الآمنة لأبناء الوطن الواحد. أما وحدتنا الموسومة بالدم والغدر والمؤامرات, فهي ضعف وموت لا نستحقّه ونحن نملك كل مقومات الدولة. لكننا لا نملك القاءات الثلاث- قائد شريف- قرار صائب-قوة في الحق.
وحتى توفر تلك القاءات سيبقى الوطن ( خرافة) .

اترك تعليقاً