الرئيسية / مقالات / المعرض الدولي للكتاب.. حوار مع إخواننا العرب

المعرض الدولي للكتاب.. حوار مع إخواننا العرب

السيمر / الاحد 29 . 10 . 2017

معمر حبار / الجزائر

إتّجهت قافلة الثقافية لولاية الشلف إلى المعرض الدولي للكتاب صباح يوم السبت وضمّت مجموعة من الكتاّب والمثقفين والشعراء والأساتذة الجامعيين والطلبة الجامعيين منهم: محمد عبد الفتاح مقدود، معمر عيساني، Kanit Mohammed Amin ، قرزو فاطمة، Djamel Zenagui ، يوسف لخمي‎، Samir Tamaloult، الطيب كرفاح، محمد بن محمد حراث‎، أحمد ملياني، Abdelmalik Fellahi، Sofiane Elbrahmi، Karim Djahed Mbz،محمد عبدالمرايم،Ahmed Bendriss،صليحة زروقي، وأسماء أخرى لا تحضرني، ومن بين ما وقف عليه الزائر الملاحظ في اليوم الأول من الزيارة والحلقة الأولى وهو يجوب أجنحة المعرض ويتبادل الحديث مع الزملاء والقائمين على دور النشر المختلفة:
يوم السبت يوم عطلة وهو اليوم الثاني من افتتاح المعرض ولم يكن هناك ذلك العدد الضخم جدا من الزوار وإن كان دائما العدد كبيرا، لكن سيشهد المعرض أعدادا هائلة من الزوار في الأسبوع القادم حيث عطلة أول نوفمبر التي تدوم أربعة أيام بالإضافة إلى أيام المعرض الأخيرة حيث يكون الإقبال الشديد والكبير بسبب تخفيض الأسعار من طرف القائمين على دور النشر لكن في نفس الوقت يشهد المعرض نفاد بعض النسخ.
أقف بالصدفة على أوّل دار النشر فأسمع طفلا يبدو أنّه في التعليم المتوسط يلح على أبيه أن يشتري كتاب “الخطب المنبرية”، إذ بالأب يغضب ويرفض قائلا: هذا الكتاب يوجد عبر شبكة العنكبوت وأنت تقرأه باستمرار فلا داعي لاقتنائه. أطلب من أب الطفل أن أتدخل فيأذن لي مشكورا، فأقول: لايوجد أفضل من معانقة الكتاب والسباحة بين أوراقه والقراءة عبر العنكبوت لايمكنها أن تعوّض متعة قراءة الكتب عبر مداعبة الأوراق، وبما أنّ الطفل يريد قراءة الكتاب فكن له عونا خاصة وأنّ صاحب الكتاب أستاذه كما ذكر الطفل ذلك، ثم دفعت مبلغ الكتاب ففرح الطفل وفرح الأب وطلبوا منّي توقيعا على الكتاب وأهديته كلمات رقيقة تحثّه على قراءة الكتب.
أزور جناح جريدة “الشعب”، فأقول للقائمين على الجناح: تربيت في صغري على جريدتي “الشعب” باللّغة العربية و”EL MOUDJAHID” باللّغة الفرنسية، وتدمير أعمدة الصحافة من الأخطاء التي أرتكبت في حقّ الجزائر والدول لاتهدم أعمدتها بيديها، وفرنسا ما زالت تحتفظ بـجريدة “LE MONDE”وتعتبرها من رموز الدولة رغم تعدّد وسائل الإعلام، وكذا “TIME” و”الأهرام” وأسماء أخرى بقيت راسخة لم تستبدلها دولها رغم بروز مئات العناوين وبغض النظر عن المحتوى الذي يخضع دوما للنقد مايدل على أنّ العمود يبقى قائما مهما تعدّدت وتنوّعت جوانبه، وتمنيت النجاح والسداد للقائمين على جريدة “الشعب” العريقة.
ألتقي بأستاذة تونسية تقوم على الجناح التونسي وقفت احتراما لتحدّثني عن غلاء الكراء في العاصمة الجزائرية وهي التي أعجبت بالرقة والحضارة التي لمستها في مدينة قسنطينة، فأشاركها الحديث قائلا: بعد الأحداث العربية ومنها أحداث تونس تابعت الفضائيات التونسية وبع الفضائيات العربية والغربية فوقفت على سلامة اللّسان العربي التونسي الفصيح والسليم وعلى مستوى الثقافي التونسي الجيد وعلى المستوى التعليم العالي من خلال سلامة اللّسان التونسي بغض النظر عن مستواه المهني والثقافي ولو كان أضعف النّاس ثقافة وعلما، فقد أبدع التونسيون في مجال الفقه والدين وهم أصحاب التصانيف الدينية الرصينة القوية وكذا المعلقين الرياضيين الذين أمتنعوا السامع والمشاهد، وطلبت منها أن يحافظوا على القيروان وثقافة القيروان فعزّ تونس الحبيبة من عزّ تونس، وأكدت في الأخير أنّ محاسن تونس أنّها لم تدخل في عداء مع الجزائر وطلبت منها العون والمساعدة فحافظت على الأمن والاستقرار وفرحت بهذا الطلب وأقسمت أنّ تونس هي ظهر الجزائر والجزائر ظهر تونس وسيدوم التعاون والتقارب بين الإخوة والجيران، وأخبرتها أنّ أحسن ما في الرئيس التونسي المرزوقي السّابق أنّه حكم بالانتخابات وخرج بالانتخابات فدخل من أوسع الأبواب وخرج من أوسع الأبواب بغض النظر عن تقييم مرحلته التي تبقى من صلاحيات إخواننا التونسيين دون غيرهم وأقٌول لها: كم كنت أتمنى أن يعزل السياسة دون أن يعود إليها فيبقى محافظا على صورته الناصعة الأولى، مع التذكير أنّنا تطرقنا لنقطة تشترك فيها الجزائر وتونس ليس هذا مجال التطرق إليها، وأطلب منها أن تبلّغ تحياتي إلى إخواننا وأحبتنا وجيراننا في تونس الحبيبة.
وألتقي بمصري يقوم على الجناح المصري، فنتجاذب أطراف الحديث من حيث تأثير وتأثر الحضارات والمجتمعات فيما بينهم، فيقول لي: “مصر تؤثر ولا تتأثر !” فأعلم أنّه مازال بعيدا عن المناقشة وتقبل الآخر فأطلب منه أن يبلّغ سلامي للمصريين جميعا دون استثناء، فيجيب: “إلاّ الظالمين”، وتركته وشأنه آملا أن يبلغ سلامي لإخواننا في مصر.
أزور جناح السعودية فأتصفّح بعض الكتب المدرسية باعتبار أنّ في الجزائر مدرسة سعودية بالجزائر فأقول للسعودي: يبدو لي من خلال تصفّحي للكتب المدرسية المعروضة أنّ مستوى التعليم في السعودية ضعيف في انتظار أن يؤكده أو ينفيه مختص أفضل منا، إذ بأستاذ جزائري يعرف الكتب المعروضة جيدا فيوافقني الرأي ويقول: الكتب السعودية المعروضة خاصة بكلّ فصل وليست كالكتب الجزائرية التي ترهق ظهر التلميذ، وأهداني في الأخير السعودي كتابا عن السعودية سأقرأه لاحقا بإذنه تعالى، وطلبت منه أن يبلّغ تحياتي لإخوانا في السعودية متمنين لهم النجاح.
وبحثت عن دار “الأزهرية” المختصة بنشر الكتب القديمة ذات الورقة القديمة التي تربينا عليها في الصغر فلم أعثر عليها إلى أن أخبرني أحد القائمين على دور النشر أنّها غابت عن المعرض الدولي دون أن يعرف أحد الأسباب.

 

 

 

اترك تعليقاً