السيمر / الأحد 19 . 11 . 2017
أياد السماوي
قبل بضعة أيام صنّف تقرير نشر على الموقع الرسمي للكونغرس الأمريكي , حركة النجباء الشيعية التابعة للحشد الشعبي في العراق بأنّها جماعة إرهابية , داعيا الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى حظرها والشخصيات المرتبطة بها خلال فترة 90 يوما , ويأتي هذا التقرير ضمن ما يسّمى بقانون الكونغرس للحظر على ( عملاء إيران ) في المنطقة ,ومن المؤكد أنّ هذا التصنيف سوف لن ينسحب على فصيل النجباء فحسب , بل سيمتّد ليشمل جميع فصائل الحشد الشيعية المتّهمة بالارتباط بإيران , سواء كانت بدر أو العصائب أو الكتائب أو رساليون أو غيرها من فصائل الحشد الشعبي الأخرى التي قاتلت وسحقت داعش في العراق وسوريا وأجهضت المشروع الأمريكي الإسرائيلي السعودي في المنطقة , والتي ترتبط بعلاقات كفاحية وجهادية مع الجمهورية الإسلامية في إيران وحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن , ومن المؤكد أنّ المحوّر الأمريكي السعودي سيبذل بكل ما يمتلك من إمكانات ووسائل ودعم باتجاه منع هذه الفصائل المقاومة للمشروع الأمريكي في المنطقة من الدخول إلى العملية السياسية والمشاركة في صنع القرار الوطني العراقي , ووفق هذا التوّجه الأمريكي السعودي بدأت الضغوطات تتصاعد على الحكومة العراقية وعلى رئيس الوزراء تحديدا باتجاه منع ما تعتبره أمريكا والسعودية بذراع إيران في العراق من المشاركة بالانتخابات النيابية القادمة في العراق تحت أسباب ومبررات عديدة يأتي في مقدمتها ما تدّعيه أمريكا والسعودية بأنّ هذه الفصائل هي جماعات إرهابية ترتبط بإيران وينبغي حظرها ومنعها من دخول قبة البرلمان العراقي والمشاركة في صنع القرار الوطني العراقي وتشكيل الحكومة القادمة .
ويبدو أيضا أنّ معركة أمريكا والسعودية القادمة في العراق ستترّكز حول الانتخابات النيابية القادمة وكيفية إقصاء ما تعتبره أمريكا والسعودية بذراع إيران في العراق من المشاركة بهذه الانتخابات بأي شكل من الأشكال ومنعها من الدخول لقبة البرلمان العراقي القادم , سيّما أنّ أمريكا والسعودية تعتبر أنّ عدوهم الأول في العراق نوري المالكي هو رئيس الجناح السياسي لهذا الذراع الإيراني , ولا بدّ من عدم عودته أو من يمّثل خطه السياسي إلى حكم العراق مجددا , ولهذا السبب أوعزت أمريكا إلى أبن سلمان أن يقدّم كل أشكال الدعم لرئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي من أجل ضمان فوزه في الانتخابات القادمة والاستمرار في الحكم لدورة ثانية , وأمريكا تدرك تماما أنّ عدم فوز رئيس الوزراء الحالي بالانتخابات القادمة تعني هزيمة المشروع الأمريكي السعودي في المنطقة بأسرها وانتصار إيران , وبدون أدنى شّك أنّ المعركة الانتخابية القادمة ستكون بامتياز معركة بين المحوّر الأمريكي السعودي ومن يسانده من أحزاب وقوى سياسية عراقية وبين الحشد الشعبي والقوى والأحزاب السياسية العراقية غير المعادية لإيران وللحشد الشعبي , ولا استبعد أن تستخدم في هذه المعركة الانتخابية كلّ الوسائل الشريفة وغير الشريفة والقذرة وغير القذرة , وسيستخدم المال السياسي بشكل واسع لشراء الذمم والأصوات , وستدفع أمريكا والسعودية رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي بإعلان الحرب على خصومه ومنافسيه تحت يافطة إعلان الحرب على الفساد , ومن المتوّقع أن ينتهج رئيس الوزراء ذات المنهج الذي سلكه أبن سلمان في الحرب على الفساد , وهذه الحرب ستكون بدعم أمريكي وسعودي مباشر , وكأنّ أمريكا غير متورطة في إشاعة الفساد في العراق , علما أنّ أول من أشاع الفساد في مؤسسات الدولة العراقية هي أمريكا وحاكمها في العراق بول بريمر , ولولا فساد من جاءت بهم أمريكا وبريطانيا , لما انتشر الفساد بهذا الشكل المرعب في مؤسسات الدولة العراقية , ومن المؤكد أن رئيس الوزراء الحالي المدعوم أمريكيا وسعوديا سيشن حربا ضروسا ضد الفساد , لكن على طريقة ( المقصود صاحبنا وليس أنتم ) التي قالها لأسامة النجيفي , فمن يعرف رئيس الوزراء حيدر العبادي وأغواره النفسية سيدرك أن حرب الفساد التي يهلل لها اتباعه سيكون المقصود فيها ( صاحبنا فقط ) .