الرئيسية / مقالات / حواء القائد!

حواء القائد!

السيمر / الاثنين 20 . 11 . 2017

رسل جمال

مع السباق والتنافس بوسائل التحضر والتمدن، الذي بدأ بالزحف الى اغلب دول العالم، حتى تلك التي كان يغلب عليها طابع البداوة، نرى ان صحراءهم باتت تتقلص امام العمران والحضارة المادية، لكن في المقابل لم يشهد التطور العمراني للتعامل الانساني تلك القفزات او التطور الواضح، بل قد نشهد، انحدار واضح للمعايير الاخلاقية في بعض المناطق، التي ما زالت ترزح تحت وطئ الجاهلية، والعصور الحجرية للتأريخ الانساني.
مازلنا نحبو على طريق التطور، فلم نعتاد على صورة “حواء القائد” وقد اكون حالمة جدا، لو تخيلت ان امرأة في العراق ستلوح للناس يومآ ما بوصفها رئيسآ للجمهورية!
لدينا سؤال حري بنا ان نقف عنده قليلا، ترى لماذا لا نرى حواء وهي تقود دائما؟ لماذا اعتدنا ان نراها تابع؟ هل عقل المراة لا يؤهلها للقيادة؟ ام ان القضية بعيدة عن المادية العلمية البحتة، وان الامر لا يتعدى كونه تسلط ذكوري ليس الا، واقصاء متعمد للنساء النوعيات!
لكن لا يمكننا اغفال، ان التأريخ قد حفل بأسماء نسائية، تربعن على عرش القيادة بجدارة، مثل زنوبيا ملكة تدمر، وبلقيس ملكة سبأ، وغيرهن الا انهن شكلن شواذ القاعدة، اذ اكدت الاحصائيات ان نسبة النساء القياديات هي 1%فقط، اي ان نسبة النساء المؤثرات نسبة خجولة جدا، امام 99% من النساء المصنفات كتابعات.
ارى بصفتي حواء، ان هذه النسبة فيها ظلم بعض الشيء، فلا يمكن ان نختصر ما نملك من طاقات قيادية نسوية، بهذا الواحد الوحيد، واعلل السبب ان النسبة قد تكون غير دقيقة، لوجود العديد من النساء القياديات بعيدات عن بقعة الضوء، وقد اكتفت الاحصائية بتلك القلة التي تسلطت عليهن اضواء الاعلام!
وارجع عدم اقتناعي بتلك النسبة، الى تمتع المراة بشكل فطري بخصائص قيادية، تميزت بها عن الرجل، منها الابداع والابتكار الدائم، فالمراة تنشد الى التغيير والتجديد، واختراع طرق جديدة، بادارة الامور، ان دل على شيء يدل على المرونة العالية التي تميزت بها، اضافة الى قدرتها على انجاز الكثير من الاعمال والمهام، في آن واحد وبدقة عالية، كذلك تتميز بأتخاذ القرارات المهمة، بعد اخذ وقت كافي بالاستقصاء والمناقشة والمداولة ودراسة الموقف، اي انها اقل تهورا من الرجل في هذا الجانب.
كما اننا لا يمكن ان ننكر، ان للمراة مجسات استشعار عاطفية فعالة جدا، تساعدها على استباق الاحداث، وقراءة المشهد سواء كان الاجتماعي، او مكان العمل، وتوظيف تلك الخبرة بما يخدم المصلحة التي تراها مناسبة.
اذ مع امتلاك كل تلك الخواص التي حباها الله بها، لايمكن ان نرضى ونستكين، بذلك الواحد اليتيم من النسبة، الذي يحصر النساء القياديات ضمن اسواره، فقد جربنا ادم كثيرا في مواقع القيادة، لما لا نفسح المجال لحواء هذه المرة لتكون قائدا؟

اترك تعليقاً