الرئيسية / مقالات / «إسرائيل» والسعودية… علاقات تاريخية

«إسرائيل» والسعودية… علاقات تاريخية

السيمر / السبت 16 . 12 . 2017

زياد منى / فلسطين

التسريبات الأخيرة عن تطور علاقات الصداقة والتعاون بين الرياض وتل أبيب تستدعي العودة إلى التاريخ الحديث. فكلا الكيانين نشآ، كبقية كيانات المشرق العربي، نتيجة جانبية لاتفاقيات سايكس بيكو وصلح باريس حيث شكل تصريح بلفور الحجر الأساس الذي وضعته الدول المستعمِرة لمستقبل المنطقة. ولم يسمح الاستعمار الغربي، وبريطانيا على رأسه، وأحياناً بالتعاون مع واشنطن، لأي قوة بتسلم قيادة أي من الكيانات إلا بعد الموافقة التامة وغير المشروطة على الخطط الاستعمارية.

دور الخونة من فيصل بن الحسين وأبنائه من بعده، وأبنائهم وأحفادهم من بعدهم، أبطال «ثورة» الجواسيس والعملاء، وإن اخترقها مؤقتاً بعض الوطنيين، معروف وموثّق، وليس ثمة داعٍ لتأكيد المؤكد. أولئك الخونة وقّعوا «شيك» على بياض للمستعمِر وخططه الخسيسة.
الأمر المسكوت عنه في المشرق العربي هو دور آل سعود الذين كسبوا دعم لندن أولاً، ومن بعدها واشنطن.
صراخ أحفاد مسيلمة الكذاب «حماة الحرمين» الحاليين، مع أنه مكتوم إلى حد كبير، حول القدس واستنكارهم خطوة الرئيس الأميركي «دونالد داك» بتشريع احتلال أراضي الغير بقوة السلاح وضمها، ما هو إلا دخان لمحاولة إخفاء تاريخ طويل من التعاون بين تل أبيب والرياض.
لنعد إلى ستينيات القرن الماضي إبان حرب الدولة السعودية على اليمن، بعد ثورة المشير عبدالله السلال ورفاقه على نظام المتوكلين الذي تاه في التاريخ وبقي متمترساً في مرحلة ما قبل الحضارة وتحول الإنسان من قرد إلى بشر! معلوم أن جمال عبد الناصر أرسل قواته لدعم تلك الثورة التي كانت تتعرض لتهديد قوى الرجعية العربية. وتدخّل السعودية في الحرب إلى جانب الإمام المخلوع البدر أمر معروف، وقصص فرار الطيارين الفلسطينيين والأردنيين و«السعوديين» إلى مصر بعدما رفضوا تنفيذ أوامر ضرب قوى الثورة معروفة.
لكن هذا جانب من الحقيقة التاريخية التي تقول إن آل سعود تعاونوا مع بريطانيا التي كانت تحتلّ جنوب اليمن، في نقل السلاح إلى أتباع البدر. والحقيقة الأهم تقول إن السعودية تعاونت مع العدو الصهيوني وسهّلت مرور طائرات النقل العسكرية التابعة لسلاح الجو الصهيوني في أجوائها وهي في طريقها إلى اليمن لإلقاء شحن أسلحة وذخائر لقوات البدر [الشيعة الروافض الكفار عملاء الفرس المجوس!].
عملية نقل الأسلحة والذخائر تلك، التي امتدت من عام 1964 إلى 1966، على ما يرد في ما اطّلعنا عليه من وثائق، دخلت تاريخ العدو الصهيوني العسكري تحت اسم «عملية النيص/ روطب»، ومن بعد ذلك «دربن». طائرات النقل التابعة للعدو الصهيوني كانت تمر في أجواء المملكة السعودية التي كانت تنسق معه على نحو كامل. المؤرخون الصهاينة يؤكدون توافر تبادل للرسائل بين الطرفين تؤكد التنسيق والتعاون الكاملين في محاربة الثورة اليمنية. الإمام المخلوع البدر وأتباعه كانوا طبعاً على علم بأمر التعاون مع العدو الصهيوني حيث عقدت لقاءات عديدة بين الطرفين، بل إن الإمام المخلوع البدر زار فلسطين المحتلة في ذلك الوقت. ومن الأمور المعروفة أنّ ضابط الاستخبارات الإسرائيلي زئيف ليرون قضى نحو شهر في مقر البدر للتخطيط لعمليات إسقاط الأسلحة والذخيرة ــ إضافة إلى ويسكي للمرتزقة البريطانيين وكونياك للمرتزقة الفرنسيين مع قوات البدر المخلوع، وكذلك رسائل من زوجات المرتزقة أو عشيقاتهم.
من الأمور الواردة في التقارير الرسمية ذات العلاقة أن السلطات السعودية طلبت من سلاح جو العدو الصهيوني تفادي المرور في أجواء مدينة جدة كي لا يكتشفها أهلها، متذكرين حقيقة أن طائرات النقل العائدة إليه في ذلك الوقت لم تكن متطورة وقادرة على التحليق عالياً.
التقارير ذات العلاقة تقدم تفاصيل عديدة عن العملية، ومنها أسماء طياري العدو الذين قادوا الطائرات ومن كان معهم، ونوع طائرات النقل وفترة الرحلة إلى اليمن والعودة ومطارات التوقف واسم السرب… إلخ. كما تذكر أن الأسلحة المرسلة لقوات البدر كانت تلك التي غنمها العدو الصهيوني من الجيش المصري في العدوان الثلاثي، إضافة إلى أسلحة بريطانية من أيام احتلالها فلسطين.
كما تذكر التقارير أن عملاء «الموساد» كانوا يدعمون قوات البدر على الأرض في داخل اليمن، وأن أحدهم وقع أسيراً في قبضة الثوار اليمنيين الذين سلّموه للقوات المصرية في اليمن، وتم تبادله مع الأسرى في أعقاب حرب 1973.
المعلومات التي جمعها ضباط الموساد في اليمن في مقر الإمام البدر ساعدت العدو الصهيوني في معرفة تكتيكات الجيش المصري واستراتيجياته الدفاعية والهجومية، والتي كان لها أثر بالغ في هزيمة القوات المصرية عام 1967.
لا شك في أنّ حقائق تعاون أحفاد مسيلمة مع الصهاينة وغيرهم من أعراب محميات الخليج الفارسي أكثر بكثير مما أوردناه سابقاً، وأنه أعمق وأقدم بما لا يقاس مما تسرّب إلى يومنا، وتعود إلى بدايات الحركة الصهيونية، والأيام المقبلة ستشهد على ذلك.
ومن المعروف أيضاً أن العدو الصهيوني دعم سلطان عمان قابوس عسكرياً في حربه على ثوار مسقط وعمان. أما تعاون ملك المغرب الأسبق مع العدو الصهيوني فغنيّ عن الذكر، وخصوصاً عندما ساعده الموساد في قتل المغدور المهدي بن بركة.
المهم هو وجوب عد كل أنظمة سايكس بيكو مذنبة بجرم التعاون مع العدو الصهيوني ضد شعوبها وضد الحركات الوطنية والقومية العربية حتى تثبت براءتها. أما براءتها من التعاون مع الاستعمار البريطاني والأميركي في فلسطين وتسهيل اغتصابها فأمر لا يمكن تبرئتها منه.

التسريبات الأخيرة عن تطور علاقات الصداقة والتعاون بين الرياض وتل أبيب تستدعي العودة إلى التاريخ الحديث. فكلا الكيانين نشآ، كبقية كيانات المشرق العربي، نتيجة جانبية لاتفاقيات سايكس بيكو وصلح باريس حيث شكل تصريح بلفور الحجر الأساس الذي وضعته الدول المستعمِرة لمستقبل المنطقة. ولم يسمح الاستعمار الغربي، وبريطانيا على رأسه، وأحياناً بالتعاون مع واشنطن، لأي قوة بتسلم قيادة أي من الكيانات إلا بعد الموافقة التامة وغير المشروطة على الخطط الاستعمارية.
دور الخونة من فيصل بن الحسين وأبنائه من بعده، وأبنائهم وأحفادهم من بعدهم، أبطال «ثورة» الجواسيس والعملاء، وإن اخترقها مؤقتاً بعض الوطنيين، معروف وموثّق، وليس ثمة داعٍ لتأكيد المؤكد. أولئك الخونة وقّعوا «شيك» على بياض للمستعمِر وخططه الخسيسة.
الأمر المسكوت عنه في المشرق العربي هو دور آل سعود الذين كسبوا دعم لندن أولاً، ومن بعدها واشنطن.
صراخ أحفاد مسيلمة الكذاب «حماة الحرمين» الحاليين، مع أنه مكتوم إلى حد كبير، حول القدس واستنكارهم خطوة الرئيس الأميركي «دونالد داك» بتشريع احتلال أراضي الغير بقوة السلاح وضمها، ما هو إلا دخان لمحاولة إخفاء تاريخ طويل من التعاون بين تل أبيب والرياض.
لنعد إلى ستينيات القرن الماضي إبان حرب الدولة السعودية على اليمن، بعد ثورة المشير عبدالله السلال ورفاقه على نظام المتوكلين الذي تاه في التاريخ وبقي متمترساً في مرحلة ما قبل الحضارة وتحول الإنسان من قرد إلى بشر! معلوم أن جمال عبد الناصر أرسل قواته لدعم تلك الثورة التي كانت تتعرض لتهديد قوى الرجعية العربية. وتدخّل السعودية في الحرب إلى جانب الإمام المخلوع البدر أمر معروف، وقصص فرار الطيارين الفلسطينيين والأردنيين و«السعوديين» إلى مصر بعدما رفضوا تنفيذ أوامر ضرب قوى الثورة معروفة.
لكن هذا جانب من الحقيقة التاريخية التي تقول إن آل سعود تعاونوا مع بريطانيا التي كانت تحتلّ جنوب اليمن، في نقل السلاح إلى أتباع البدر. والحقيقة الأهم تقول إن السعودية تعاونت مع العدو الصهيوني وسهّلت مرور طائرات النقل العسكرية التابعة لسلاح الجو الصهيوني في أجوائها وهي في طريقها إلى اليمن لإلقاء شحن أسلحة وذخائر لقوات البدر [الشيعة الروافض الكفار عملاء الفرس المجوس!].
عملية نقل الأسلحة والذخائر تلك، التي امتدت من عام 1964 إلى 1966، على ما يرد في ما اطّلعنا عليه من وثائق، دخلت تاريخ العدو الصهيوني العسكري تحت اسم «عملية النيص/ روطب»، ومن بعد ذلك «دربن». طائرات النقل التابعة للعدو الصهيوني كانت تمر في أجواء المملكة السعودية التي كانت تنسق معه على نحو كامل. المؤرخون الصهاينة يؤكدون توافر تبادل للرسائل بين الطرفين تؤكد التنسيق والتعاون الكاملين في محاربة الثورة اليمنية. الإمام المخلوع البدر وأتباعه كانوا طبعاً على علم بأمر التعاون مع العدو الصهيوني حيث عقدت لقاءات عديدة بين الطرفين، بل إن الإمام المخلوع البدر زار فلسطين المحتلة في ذلك الوقت. ومن الأمور المعروفة أنّ ضابط الاستخبارات الإسرائيلي زئيف ليرون قضى نحو شهر في مقر البدر للتخطيط لعمليات إسقاط الأسلحة والذخيرة ــ إضافة إلى ويسكي للمرتزقة البريطانيين وكونياك للمرتزقة الفرنسيين مع قوات البدر المخلوع، وكذلك رسائل من زوجات المرتزقة أو عشيقاتهم.
من الأمور الواردة في التقارير الرسمية ذات العلاقة أن السلطات السعودية طلبت من سلاح جو العدو الصهيوني تفادي المرور في أجواء مدينة جدة كي لا يكتشفها أهلها، متذكرين حقيقة أن طائرات النقل العائدة إليه في ذلك الوقت لم تكن متطورة وقادرة على التحليق عالياً.
التقارير ذات العلاقة تقدم تفاصيل عديدة عن العملية، ومنها أسماء طياري العدو الذين قادوا الطائرات ومن كان معهم، ونوع طائرات النقل وفترة الرحلة إلى اليمن والعودة ومطارات التوقف واسم السرب… إلخ. كما تذكر أن الأسلحة المرسلة لقوات البدر كانت تلك التي غنمها العدو الصهيوني من الجيش المصري في العدوان الثلاثي، إضافة إلى أسلحة بريطانية من أيام احتلالها فلسطين.
كما تذكر التقارير أن عملاء «الموساد» كانوا يدعمون قوات البدر على الأرض في داخل اليمن، وأن أحدهم وقع أسيراً في قبضة الثوار اليمنيين الذين سلّموه للقوات المصرية في اليمن، وتم تبادله مع الأسرى في أعقاب حرب 1973.
المعلومات التي جمعها ضباط الموساد في اليمن في مقر الإمام البدر ساعدت العدو الصهيوني في معرفة تكتيكات الجيش المصري واستراتيجياته الدفاعية والهجومية، والتي كان لها أثر بالغ في هزيمة القوات المصرية عام 1967.
لا شك في أنّ حقائق تعاون أحفاد مسيلمة مع الصهاينة وغيرهم من أعراب محميات الخليج الفارسي أكثر بكثير مما أوردناه سابقاً، وأنه أعمق وأقدم بما لا يقاس مما تسرّب إلى يومنا، وتعود إلى بدايات الحركة الصهيونية، والأيام المقبلة ستشهد على ذلك.
ومن المعروف أيضاً أن العدو الصهيوني دعم سلطان عمان قابوس عسكرياً في حربه على ثوار مسقط وعمان. أما تعاون ملك المغرب الأسبق مع العدو الصهيوني فغنيّ عن الذكر، وخصوصاً عندما ساعده الموساد في قتل المغدور المهدي بن بركة.
المهم هو وجوب عد كل أنظمة سايكس بيكو مذنبة بجرم التعاون مع العدو الصهيوني ضد شعوبها وضد الحركات الوطنية والقومية العربية حتى تثبت براءتها. أما براءتها من التعاون مع الاستعمار البريطاني والأميركي في فلسطين وتسهيل اغتصابها فأمر لا يمكن تبرئتها منه.

الاخبار اللبنانية

اترك تعليقاً