الرئيسية / مقالات / التآمر التآمر …. إحذروه يا أولي الألباب/ 2 !!!
الكاتب القدير الأستاذ محمد ضياء عيسى العقابي

التآمر التآمر …. إحذروه يا أولي الألباب/ 2 !!!

السيمر / الثلاثاء 09 . 01 . 2018

محمد ضياء عيسى العقابي

كم أثلجت صدري ضحكة أياد علاوي الساخرة وهو يجيب الصحفيين عن سبب غياب رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي عن إجتماع الرئاسات الثلاث وممثلي الكتل لبحث مسألة المضي من عدمه في عقد الإنتخابات البرلمانية التي تم تحديدها من قبل مجلس الوزراء لتكون في 12/5/2018 – إذ أجاب علاوي الصحفيين بتهكم مصطنع وهو يقترب من قاعة الإجتماع الرئاسي: “منشول … منشول” !!
أثلجت صدري الضحكة التهكمية لأنها ظاهرية لكنها أخفت حنقَ علاوي ورفاقه وحنق من يدعمهم في أمريكا والسعودية من عدم إمكانية تغيير قرار مجلس الوزراء المصمم على إجراء الإنتخابات البرلمانية في موعدها الدستوري.
وهذا، أي اليأس من إمكانية تأجيل الإنتخابات، بالضبط ما أريده شخصياً ويثلج صدري لأن محاولة تأجيل الإنتخابات حتى ليوم واحد (نعم حتى ليوم واحد وسأشرح ذلك لاحقاً) هي، ظاهراً لحد الآن، آخر ما تبقى في جعبة التآمر من محاولات كيدية تأمرية خطيرة جداً جداً لتدمير النظام الديمقراطي العراقي لأنها خطوة يائسة من جانب يائسين مستميتين خسروا الرهان بعد الرهان بخذلان على مشاريعهم المحلية في العراق والإقليمية والعالمية الإمبريالية الشريرة والشيطانية وقد تكسرت مجاذيفهم؛ وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل والسعودية وذلك من أجل تسليم أمريكا مقدرات العراق بالتعويل على عملائها في الداخل والمنطقة وهم تحديداً الطغمويون(1) والإنفصاليون وذيولهما وحكام السعودية والإمارات مقابل عودة العملاء للسلطة وردِّ الإعتبار للإنفصاليين وزعيمهم مسعود برزاني من أجل منع قيام دولة ديمقراطية تناصر القضية الفلسطينية والقضايا العربية المحقة كالتضامن العربي وقضايا شعوبسوريا واليمن وليبيا والبحرين.
لقد أضاف غياب العبادي المتعمَّد، بتقديري، عن الإجتماع تأكيداً جديداً على التأكيدات التي سمعتها من نوري المالكي وإبراهيم الجعفري وهادي العامري وعمار الحكيم وفالح الفياض وخلف عبد الصمد ومن رفاقهم العديدين في قيادة التحالف الوطني – للرفض القاطع لـ “تأجيل” الإنتخابات لفترة “مناسبة”. قرأتُ في صيغ الرفض وحدّتها بأن قادة التحالف الوطني واعون كل الوعي لما يُخطط تآمرياً وواعون لخطورة الكيد المدمر ولو أنه يُقدم من قبل الطغمويين بغلاف براق إنساني ناعم بهدف الخداع والإستغفال؛ كما إن مشغِّلتهم أمريكا منافقة تقول علنا غير ما تخفيه وتوجّه عملائها به؛ لكنها تخذل عملائها إذا إقتضى الموقف كما فعلت مع البرزاني عند إجراء الإستفتاء فخافت من الموقف العراقي الحازم فالحديدة حارة وليس فيها “هزار”.
كم أعجبني النائب هشام السهيل القيادي في إئتلاف دولة القانون حينما حذر الجميع وفي مقدمتهم المتآمرون على الديمقراطية العراقية قائلاً إن العراق سيغرق بالدماء للركاب لو جرى تأجيل الإنتخابات، وذلك في فضائية الحرة عراق / برنامج “بالعراقي” بتأريخ 11/12/2017. إن الرجل يدرك ما يُبيّت للشعب العراقي بجميع أطيافه من قبل أعداء الديمقراطية الطغمويين والإنفصاليين المنبوذين من الجميع وخاصة ممّن ذاقوا ويلات حياة المخيمات وعانوا ويلات مفخخاتهم وقاسوا ويلات السلاح الكيميائي في حلبجة الكردستانية العزيزة.

الإجتماع الرئاسي:
أول ملاحظة لي حول مسـألة الإنتخابات تتعلق بالإجتماع المنوه عنه أعلاه في المقر الرئاسي. لماذا ذلك الإجتماع الفاشل وقد سبق لمجلس الوزراء أن حسم أمره وإتخذ قراره وحدّد الموعد وتأكد من توفر جميع المستلزمات لإجراء الإنتخابات؟ هل جاء الإجتماع كخطوة إحراج يائسة أخيرة للمالكي والعبادي من أجل تأجيلها بعد أن تبين أن محاولة الإبتزاز عبر مجلس النواب بتأخير المصادقة على موازنة عام 2018 وتأخير إصدار تعديلات لقانون إنتخابات مجلس النواب هما محاولتان فاشلتان ولا تجديان نفعاً لأن تمويل العملية الإنتخابية التي تتجاوز (150) مليون دولار قد تعهدت الحكومة بصرف سلفة لمفوضية الإنتخابات لتداركها إذا ما أصروا على عرقلة إقرار موازنة عام 2018، أما قانون انتخابات مجلس النواب فيمكن التعويل على القانون النافذ إذا ما أصر المتآمرون في مجلس النواب وعلى رأسهم رئيس المجلس سليم الجبوري على إعاقة تمرير قانون معدل جديد؟
أليس هذا الإجتماع محاولة جديدة لإحياء قاعدة اتخاذ القرارات وفق قاعدة “قرار أهل الحل والعقد” أي بـ “لبس” مجلس النواب الممثل الحقيقي للشعب رضي من رضى ورفض من رفض.

النفاق الأمريكي:
ثاني ملاحظة لي بشأن موضوع الإنتخابات تتعلق بالنفاق والخداع الأمريكيين. فالأمريكيون عبّروا عن “تأكيدهم” على إجراء الإنتخابات في موعدها حتى أنهم رصدوا أموالاً طائلة إفتخر بها المأجور من قبل فضائية (الحرة – عراق) أحمد الهاشم في برنامج “بالعراقي” إذ رصدوا مبلغ (1.7) مليار دولار لدعم الإنتخابات.
ولكن موقفهم الحقيقي غير ذلك إذ لا يكاد يمضي يوم واحد، منذ أن طُرح موضوع الإنتخابات لحد هذا اليوم، دون أن تطرح الفضائية المذكورة مسألة تأجيل الإنتخابات والمسوِّغات لتأجيلها بمناسبة أو غير مناسبة فهي تفتعل المناسبة علماً أن مجلس الوزراء كان قد حسم الموضوع وحدد المواعيد وإنتهى الأمر ولكن الفضائية تبالغ بالإلحاح.
كما إن الأموال المرصدة للإنتخابات من قبل أمريكا التي إفتخر بها الهاشم وقبله السفير الأمريكي هي مخصصة لـ “منظمات المجتمع المدني” وتصرفها السفارة مباشرة للمنظمات دون المرور بالقنوات الرسمية كوزارة الخارجية. شخصياً أنا لا أحترم كثيراً من هذه المدعوة منظمات “مجتمع مدني” بل أصنّفها في خانة المروِّجين للسياسة الأمريكية الإمبريالية وأحياناً عملاء عن وعي أو غير وعي. إن معظم الدول ومنها مصر تحظر عمل هكذا منظمات إذا كانت تتلقى أموالاً من أية جهة خارجية وعلى رأسها أمريكا للدور التخريبي الذي تلعبه حسب الشواهد التأريخية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): للإطلاع على “الطغموية والطغمويون وجذور المسألة العراقية الراهنة” برجاء مراجعة هامش الحلقة الأولى من هذا المقال على أي من الروابط التالية:

http://www.alqosh.net/mod.php?mod=articles&modfile=item&itemid=39986

http://www.qanon302.net/?p=98431

http://saymar.org/2018/01/44729.html

http://www.akhbaar.org/home/2018/1/239116.html

 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=585117

اترك تعليقاً