السيمر / الأربعاء 10 . 01 . 2018 — اثار كتاب الصحفي الأمريكي مايكل وولف الذي كتب عن فترة الــــــ 100 يوم الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحياته الخاصة وعلاقاته بمساعديه الكثير من الضجة في الأوساط الإعلامية الامريكية ، حيث بين الكتاب الكثير من الادعاءات الخطيرة التي طالت الرئيس الأمريكي والدائرة المقربة منه بل حتى فيما يتعلق بسلوكه الشخصي وتصرفاته التي اعتبرت في بعض الأحيان طائشة ومتهورة ولا تدل على وجود مؤهلات عقلية كافية لدى شخصية الرئيس بحيث يمكنه قيادة اقوى دولة في العالم بكل مؤسساتها واجهزتها الأمنية والاستخبارية والعسكرية ونفوذها في العالم .
ان هذه الحلقات التي تنشرها وكالة (وان نيوز) تباعا ستحاول من خلالها تبيان بعض الاحداث الهامة والكشف عن تلك الادعاءات قدر الإمكان حيث ان الكتاب المكون من 237 صفحة لا يمكن تغطيته بشكل كامل وربما سنشهد في المستقبل القريب ترجمة كاملة بكل التفاصيل التي تتعلق به بعد كل هذه الضجة التي أحدثها في داخل الولايات المتحدة وفي العالم.
الحلقة الاولى : برج ترامب وروبرت مردوخ
في يوم السبت بعد الانتخابات، استقبل ترامب مجموعة صغيرة من الراغبين جيدا في الانضمام لفريقه الرئاسي في شقته الثلاثية في برج ترامب. حتى أصدقائه المقربين كانوا لايزالون يشعرون بالصدمة والذهول (من فوزه في الانتخابات) في اجتماعهم، لكن ترامب نفسه كان معظم الأوقات ينظر في ساعته.
وعلى الرغم من أن روبرت مردوخ امبراطور الاعلام الشهير كان يشك في ان ترامب دجال وغبي، لكنه قال إنه وزوجته جيري هول قد اتصلوا بالرئيس المنتخب حديثا، وفي جلسة الحضور كان متأخرا قليلا عن الضيوف الذين ينتظرون.
كان ترامب يؤكد لضيوفه أن مردوخ في طريقه الى القدوم، وحينما هم بعض الضيوف بالمغادرة، تملق لهم ترامب في ان يبقوا فترة قليلة أطول بعد قائلا ” انتم سوف بالبقاء لرؤية مردوخ أو كما فسرها احد الضيوف ( انتم تريدون رؤية ترامب ومردوخ معا) . كان مردوخ وزوجته آنذاك ويندي قد اجتمعوا كثيرا مع صهر ترامب جاريد كوشنر وزوجته ايفانكا ترامب وفي الماضي كان مردوخ يبذل القليل من الجهد لإخفاء عدم اهتمامه بترامب.
لقد كان اهتمام مردوخ بكوشنر قد خلق قطعة غريبة من دينامية السلطة بين ترامب وصهره ، احدها مكن كوشنر ببراعة من ان يستفيد منها لصالحه ، وغالبا ما كان كوشنر يسقط اسم مردوخ في المحادثات بينه وبين صهره .
في عام 2015 حينما اخبرت ايفانكا مردوخ أن والدها ينوي الترشح للرئاسة رفض امكانية حدوث ذلك، ولكنه الان اصبح الرئيس المنتخب حديثا، بعد الاضطراب الأكثر اثارة في التاريخ الأمريكي وهو الان مربوطا ينتظر قدوم مردوخ اليه قائلا لضيوفه ” حقا انه واحد من الاعاظم وآخرهم ” عليكم ان تبقوا لتنتظروه ، لقد كانت واحدة من الانتكاسات الغريبة والتماثل المثير للسخرية فالرئيس لم يقدر بعد الفرق بين ان يصبح رئيسا وبين ان يرفع من مكانته الاجتماعية .
لقد وصل مردوخ أخيرا الى الحفلة وكان متأخرا بأكثر من طريقة، حيث كان مكبوتا ومرميا كالجميع، ويكافح لكي يضبط لسانه ووجهة نظره تجاه رجل، كان يعتبره لأكثر من عقد ليس أكثر من مهرج بين الأغنياء والمشاهير.
لم يكن مردوخ بالكاد الملياردير الوحيد الذي رفض ترامب ، ففي سنوات قبل الانتخابات ، كانت هناك صداقة تربط ترامب مع كارل كان ، والذي كان ترامب يستشهد به كثيرا في الصداقات ، وقد اقترح ان ينصبه في منصب رفيع ، لكنه سخر علنا من صديقه الملياردير قائلا أنه ” لم يصبح بعد مليارديرا” .
قلة من الناس كانت لديهم أوهام عن ترامب ، لكنه حين اصبح الان الرئيس المنتخب غير في الواقع كل شيء ، لذا يمكن ان يقال أي شيء بحقه ، فقد فاز بذلك وتمكن من سحب السيف من الحجر وهذا ما يعني ان بعض الشيء قد غدا كل شيء ، لذا كان على الملياردير ان يفكر ، وكذلك فعل الجميع في دائرة ترامب .
بحكم التعريف الرئاسي ، لم يكن احد يرى من الجميع أن ترامب سيكون رئيسا ، لكن الان الجميع قد تم تجنيدهم ، وقاموا على الرغم من انطباعاتهم الواضحة تجاه الرجل بالموافقة على التوقيع له ، من ضمنهم جيمس ماتيس اكثر الشخصيات العسكرية احتراما في الولايات المتحدة ، وريكس تيلرسون الرئيس التنقيذي السابق لشركة اكسون موبيل وكل الموالين في جيب بوش ، على الرغم من وجهة نظرهم كانوا يركزون على حقيقة واحدة انه بينما يعتبر ترامب من الشخصيات الغريبة ، وحتى شخصا سخيفا لكنه انتخب كرئيس ، وكانوا يقولون يمكننا القيام بهذا العمل ، الجميع في مدار ترامب يقولون فجأة ان هذا الامر يمكن ان يعمل …. يتبع
المصدر : كتاب النار والغضب / مايكل وولف
ترجمة: وان نيوز