السيمر / السبت 17 . 02 . 2018
صامد العكيلي
الفرد عندما يتأمل في حيثيات الحياة المرتبطة بأزمنة الشعوب وتقدمها وبناء الدول ومؤسساتها يجد فرقاً في هذا المجال بين بلد وأخر , وشعب ونظيره , هذا شئ طبيعي عندما يكون هذا التطور امتداد لحضارات خلت وشعوب وَلتْ.
هذا الأختلاف ولدّ تناقض فكري في مخيلة الانسان الساذج , قبل المفكر وتساؤلات تشوبها العديد من الاسرار المبهمة ! عند الاغلب الاعمّ من الشعوب والاسرار المعقدة !عند المتصدي لحقبة زمن الحكم الذي هو فيه .
السعي مقابل المراوحة في قفص السؤال ( هل البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة ) هو معنى الاختلاف الحقيقي بين فرد وأخر. بين من يسعى لليتقدم خطوة كل يوم , بل كل ساعة , بل كل لحظة , وبين من يستفسر عن سؤال طالما تعكز عليه في أيجاد حلول مأساته ! هكذا هم الافراد في أختلافهم وتنواعتهم الفكرية , والعملية التي تتأثر فيها الشعوب جزاء ماقدموه . فيؤثر على بلدانهم وبناءِ مؤسساتهم السياسية كانت, أو الاجتماعية ,أوالصحية وغيرها . أذاً حقيقة تقدم الشعوب مرتبطة بأبنائها.
الفرد العربي تراوده أفكار ذات صلة بالموضوعِ . حيث تتناثر أمام ناظريه العديد من الأسئلة التي أحياناً لايجد لها جواباً ! بل وحتى وأن عثر عليها فحيرة الفرد العربي مرهونة بأزمنة الماضي ! حيث يتخيل أجداده ما الذي حققوه من نهوض حضاري وفكري؟! نقيض ما صنع الاخرون وأورثوه أبنائهم من أرث فكري متقدم مئات السنين عن الاخرين ! يتساءل هل الارض الخصبة وجدها غيرنا ؟ أم نحن من لم يحرثها ؟ من ساعد هذه البلدان الهجينة أن تكون في قمة الرقي والازدهار ؟! رغم نشأتها الحديثة ! وأختلاط أجناسها المنسجم ! ولماذا هذه الاجيال التي ورثت هذا النجاح وحصدت ثماره لم تتأثر أفكارهم بالدخلاء ؟! ولم تتشوه صورتهم الوطنية ؟! عكس أفكارنا الخصبة لكل فكر متشضي ! ولكل ملامح عداوة بغيضة! ويتأثر بالثرثرة والعبثية ! التي تهاجم النظام ! فما فائدة الحضارات التأريخية (عكازة الاجيال).
هل نحن كأفراد عرب بشعوب متعددة وبأعراق وأجناس وديانات ومذاهب متعددة قادرون أن نغير واقع (أكل الزمن عليه وشرب) ؟ النضوج الفكري سلاح فتاك لقتل و ودّ أي فتنة فكرية قديمة , أو مستحدثة هذا النضوج الفكري يأتي بمعابر شتى منها حرية التعبير الحضاري, وعدم تكميم الافواه ذات الحلول الناجعة , ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب, وشعور الفرد بأنه فرد موجود وليس رقم تحصيل حاصل للعد فقط ! بل شعوره بأنه مكمل لكل نجاح ينهض به بلده.
حياة ,ونهوض ,ورقي ,وازدهار كل البلدان مرتبط بالعينة من أفراده ذات الوعي الرصين, والفهم الواسع , والمدرك لسبل التضحية من أجل إبقاء ديمومة حياة بلدانهم التي ناضلت من أجل وجود الاشياء الناجحة التي حققوها ,والحفاظ على سعة وتوسعة انجاحها , دون الرجوع خطوة واحدة الى الخلف .