الرئيسية / مقالات / (اليد بيد) السفير والوزير… مطالعة في ردود الافعال

(اليد بيد) السفير والوزير… مطالعة في ردود الافعال

السيمر / الأربعاء 28 . 02 . 2018

محمد صادق الهاشمي

يوم السبت المصادف 26-2-2018، تجول السيد قاسم الاعرجي مع السفير السعودي في العراق في عدد من مولات العاصمة بغداد واثار هذا الموضوع جدلا في الاوساط العراقية وتناقلته صورا وتعليقا كل مواقع التواصل الاجتماعي وهنا ننقل عدد من الملاحظات التي ذكرت وهي :

الراي العام المعترض
1- ان تلك الخطوة وهذا التجوال في الاسواق لم يكن بصفة رسمية ووفق بروتكول رسمي بين مسؤولين لبلدين , وانما بصفة شخصية وهذا يعني ان ثمة اشارة من الاعرجي الى عمق العلاقة بينه شخصيا وبين السفير، حدا انها تجاوزت الاطر الرسمية وتحولت الى استئناس تام وانشراح وتجول في الأسواق، ومن الطبيعي ان تلك الرسالة واضحة جدا من انها سوف تصل الى اعماق الشعب العراقي؛ لتزرع في اعماقه ثقافة التطبيع بين البلدين هكذا يراد لها سواء كانت مقصودة ام لا .
2- ان الزيارة التي قام بها (الوزير والسفير) تكشف عن عمق الحوار بين العراق والسعودية بما يشي ببلوغ الامور حدا انهم تجاوزوا الضوابط والاطر الرسمية وتحولت العلاقة الى علاقات مودة عالية، وعليه ان هذا المودة التي تعكسها هذه الجولة لم تحصل وهما يسيران في بغداد متماسكين يد بيد امام الراي العام والاعلام والكاميرات مالم يكن هناك خطوات واشواط تم قطعها مسبقا .
3- اعطاء الزيارة طابعا اعلاميا امام الراي العام وتحت علم ومراقبة وتغطية الكاميرات امر مخطط له؛ لاشعار الشعب العراقي ان وزارة الداخلية وهي الجهة الامنية (الحشدية البدرية) لم تعد ثقافتها نفس ثقافة جماهير الحشد المتألمة من الموقف السعودي الرسمي الداعم لداعش ـ حسب متبنيات جمهور بدر والحشد ـ وبما انها – الداخلية – حامية الامن الداخلي فهي مسؤولة عن حماية العلاقة المتطورة وهي القادرة عملا ومن خلال هذه الخطوة ان تترجم واقع التفاعل ومساحة الخطوات الحميمة عملا وكل من يعترض يعد كلامه ضربا من المخالفة لراي الثقافات الرسمية والتي تروج لها الداخلية وشخص السيد الاعرجي، هذا اذا نسبنا الاعرجي على الداخلية بصفته الرسمية اما اذا نسبناه لصفته السياسية البدرية والخط الجهادي فذات الامر يأتي، فهو ومن كل المواقع يعط بخطوته تلك ثقافة جديدة .
4- الاعرجي محسوب على خط المقاومة وبدر، فهذه الخطوة منه لايمكن تفسيرها بانها ضمن التطبيع الرسمي المبرر والذي تقتضيه مجريات العمل الوزاري الرسمي، وانما هي خطوة شخصية تنم عن استعداد وتطور وحوار داخلي خارج الحوار الرسمي العام، وتكشف على ان العقل الاعرجي لم يعد العقل الاول فان ثمة شي يلوح في افقه وافق آخرين من خلفه .
5- لم نسمع ان وزير داخلية العراق قد زار بمعية سفير لاي دولة اخرى سوقا او تجمعا او مكان عام الا مع السفير السعودي فما وهو يعلم ان عليه ان يراعي الموقع الاعتباري لانه موقع يمثل فيه الشعب العراقي قبل ان يمثل نفسه فهل يعقل ان الجبير او وزير الداخلية السعودي يتجول في اسواق الرياض مع السفير العراقي طبعا لا؟.
6 ـ تزامن الحدث مع الحملات الانتخابية فيه اكثر من رسالة للداخل والخارج في آن واحد ، لكنها رسالة لايمكن ان تعبر عن الموقف الحكومي، بل تعبر عن موقف أما شخصي اراد الوزير تأكيده او موقف حزبي كتلوي متعلق (ببدر) طلب من الوزير ان يمرره، وبكلا الحالتين فان الموقف يرصد حالة خطيرة وهي استعداد كل الاطراف للذهاب بعيدا جدا من اجل الوصول الى المكاسب الانتخابية.
7 ـ استغربت بعض الاطراف هذه المجاملات المبالغ فيها لسبب منطقي كان يجب على بدر ووزيرها ان تفهمه وهو ان السعودية ليست دولة هامشية او صغيره او يمكن ان ينطلي عليها مجاملات او علاقات وزير بل هي دولة محور في المنطقة ولديها مؤسسات ومراكز دراسات ولديها خبرة طويلة في التعاطي مع الاحزاب العربية والتشكيلات السياسية وميولها واهوائها وخلفياتها وانها بكل تأكيد لن تضع خطوة اليد بيد والتجوال في المولات في اكثر من سياقها المجاملاتي ان لم تحاول ان تكسب منها بدون ان يكسف الطرف العراقي شيء يذكر.

الرأي العام الموافق
7- لو احسنا الاعتقاد فيمكن القول ان الوزير اراد ان يثبت للسفير السعودي ومن ثم الى الشركات السعودية والى المستثمرين السعوديين والراي العام السعودي ان العراق وضعه امن ومستقر امنيا وكل شي مسيطر عليه وان جوله كتلك تعني الف رسالة الى الخليج الذي يعتقد ان الوضع الامني في بغداد مهزوم ومأزوم، وتلك الجولة تثبت العكس، فهذا وزير الداخلية ومسؤول امن القوى الامنية الداخلية يمسك بيد السفير السعودي المشكك بالامن العراقي ويتحدي معه الارهاب ويثبت له مدى سيطرة القوى الامنية والسلطات الرسمية الامنية؛ وليثبت له ان العراق تجاوز الارهاب.
8- لوكان السفير السعودي قد تجول مع وزير سني كما كان يفعل السفير الذي سبقه الا يثير هذا الموقف الراي الوطني وراي المكون الشيعي وتتعالى الأصوات حينها بالتأويلات من ان مؤامرة يقودها الخليج ضد العراق لذا وعلى العكس فمن الضروري ان نرحب بتلك الخطوة للمسؤول السعودي السني مع المسوؤل الشيعي العراقي، وبالمقابل ننتظر ان يتجول وزير الداخلية السعودي مع السفير العراقي في مولات الرياض، او مع مسؤول شيعي لتكتمل الصورة وتتم الرسالة والا تكون رسالة سلبية احادية وننتظر ان يتجول السفير الايراني مع المسؤول السني في العراق وفي المولات ايضا.
9- اخرين قالوا :ان هذه الزيارة لاتعني ثمة شي جديد في ظل السفارة التي فتحت والعلاقات الواسعة والزيارات المتبادلة والبروتكولات الموقعة والقنصليات المفتوحةبين العراق والسعودية فما الجديد؟، وان الوزير يؤدي دوره المنسجم مع موقف الحكومة الوطني حتى بدون ان يراعي خلفيته الحزبية المنسجمة مع محور المقاومة.
10 ـ البعض قالوا ان بدر والاعرجي تحديدا يمكن ان يكون افضل حلقة وصل متقدمة بين ايران والسعودية لاحقا وهي تبحث عن مثل هذا الدور ، او ان بدر والاعرجي ارادو ان يولدوا انطباعا سياسيا عاما لدى السعودية بان بدر ليست كباقي فصائل المقاومة المتقاطعة مع محور السعودية او المؤدلجة طائفيا ضدها بل هي كيان منفتح وعراقي ولديه آرائه الخاصة وهي تملك الشجاعة الكافية من اجل البوح بقناعاتها بهذا الشكل العلني وفي وسط بغداد بدون ان تحسب حساب للصديق الايراني القديم.

اترك تعليقاً