الرئيسية / مقالات / الاستراتيجية الدولية والإقليمية… ما هي استراتيجية محور المقاومة؟

الاستراتيجية الدولية والإقليمية… ما هي استراتيجية محور المقاومة؟

السيمر / الثلاثاء 24 . 04 . 2018

بسام أبو شريف

الكتابة حول هذا الموضوع المهم، بل الأهم بالنسبة إلى الأمّة العربية، تحتاج الآن وأكثر من أي وقتٍ مضى وظرفٍ خلا إلى قاموسٍ باردٍ الأعصاب، ولا أقول هادئ الأعصاب. هذا القاموس لا يحتوي على مفردات الحلم «الذي لا بد منه» و«الأمل الضروري»، والشعور الصادق، والإيمان القاطع، بل يحتوي على مفرداتٍ باردة برودة السلاح الصامت. ففي هذا العالم، لا تسير الأمور إلا بالتناقض والصراع (يمكننا أن نستعير كلمة تنافس للتعبير عن ذلك
التنافس للاستحواذ على أكبر قدرٍ ممكن من المقدّرات والمواد، اللازمة للصناعة والسيطرة على أوسع مساحة من الأسواق الاستهلاكية للبضاعة المصنّعة والمنتجات الزراعية والصناعية، يسميه رأسماليّو الغرب، كما عرّفها الاقتصادي بول صامويلسون Maximization of profit، وهذا يعني أن «النظام الاقتصادي الرأسمالي يسعى لبلوغ أعلى قمّة في تراكم الأرباح». ومن دون أن يحدّد صامويلسون إلى من تذهب هذه الأرباح، فإنها تذهب ــ في مجتمعه الرأسمالي ــ لمصلحة الاحتكارات التي تستغل مقدّرات الشعوب والعمال في بلاده إضافةً إلى المستوردين الساعين إلى تحقيق أعلى نسبة أرباح.
والمنافس أو المصارع لهذا القطب الرأسمالي يسعى أيضاً للوصول إلى قمّة الربح والاستحواذ على أوسع الأسواق، وأضخم كميّة ممكنة من المواد اللازمة للصناعة والتطور، ولكن بطريقةٍ أقل احتكاراً ووحشية، لا بل يذهب الطرف الذي يقود هذا النهج إلى حدّ الشراكة مع الشعوب، وتبادل السلع، وتقليل نسبة الربح المضاف إلى أسعار المنتجات، لكنّه يبقى في إطار الصراع والتنافس الدوليين. هذا الطرف يسعى إلى الفوز بأكبر حصصٍ من مصادر الطاقة، والمواد الأوليّة، والأسواق.
ويتنافس القطبان في الارتقاء بقوتيهما العسكرية لحماية مصالحهما، ولوضع خطوط حمراء للمدى الذي يمكن تحمّله في الصراع والتنافس. هذا ما يسمّى سباق التسلّح، ويزوّد القطبان حلفاءهما، سواءً ضمن نظام التبعية والنهب الذي يتبعه القطب الأوّل (بقيادة الولايات المتحدة)، أو الشركاء وفق نظام القطب الثاني لحماية بلادهم والدفاع عنها، ومنع القطب الأوّل من الهيمنة عليها (بقيادة روسيا والصين).
المعارك التي دارت وتدور على أرض سوريا هي نموذجٌ كاملٌ لهذه العملية. فقد اصطفّ القائد الأميركي ومعه حلفاؤه وأتباعه ومرتزقته للهيمنة على سوريا، بعد أن احتل ودمّر العراق وجيشه العربي، بينما تصدّت دمشق مع حلفائها وقائد «المعسكر المنافس»، روسيا، للعدوان، وخاضت المعارك المعقدة والمتشابكة. ولا شك في أن معارك الطرفين على الأرض السورية هي الأعقد في تاريخ الصراع والتنافس العالميين، وسنذكر هنا بعض الأمثلة للاستدلال على ذلك.
ففي أوّل زيارة خارجية لرئيس الولايات المتحدة الأميركية، جمع من الجزيرة والخليج أكثر من تريليون دولار ثمناً لأسلحة واستثمارات في البنية التحتية للولايات المتحدة، ومليارات لاستثمارها في مؤسسات تطوير الأسلحة، وأوحى لأتباعه الذين يسيطرون على ثروات شعوبهم بإنفاق مئة وخمسين مليار دولار لشراء أسلحة من دول أوروبية تدور في فلكه.
ظنّ كثيرون في ضوء ما تناقلته وسائل الإعلام أن روسيا زوّدت الجيش العربي السوري بنظامٍ دفاعيٍّ جويٍّ جديد بعد غارة «الكروز» إثر مسرحية خان شيخون، لكن الضربة الأميركية ــ البريطانية ــ الفرنسية الأخيرة أثبتت أن «أس 300» لم يُسلّم للجيش العربي السوري، وأنّ الأخير يواجه ترسانة الإمبريالية الحديثة (بعضها يجرّب لأوّل مرّةٍ في تاريخ صناعاتهم الحربية) بأسلحة قديمة.
نظام «أس 300» مكلف وصاروخه مكلفٌ أيضاً، وسوريا لا تمتلك خزائن الجزيرة العربية، وروسيا لا تستطيع استنزاف موازنتها، لكنها تبحث بيع نظام «أس 400» بـ15 مليار دولار للملك سلمان، وباعته لإيران أيضاً ببئر نفط وقع تحت تصرفها حتى تستطيع طهران أن تسدد به ومن إنتاجه ثمن هذه المنظومة. لقد وصلت وقاحة الإمبرياليين في معركتهم للهيمنة على سوريا إلى حدّ شن حربٍ مباشرة على الجيش العربي السوري بعد أن فشلت جيوش المرتزقة التي موّلتها خزائن الجزيرة والخليج.
ويمكننا القول (استناداً إلى معلومات دقيقة) إن ولي العهد محمد بن سلمان دفع ثمن الغارة التي أطلق الغرب فيها 120 صاروخاً، التي بلغت 200 مليون دولار، فضلاً عن فاتورة الاستثمار، والإبحار، والتهيئة، والاستعداد. لقد دفع ابن سلمان في واشنطن، وباريس، ولندن، الفاتورة، ومن المضحك المبكي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يتمالك نفسه عندما طلب منه الأمير السعودي عدم سحب القوات الأميركية من سوريا، فقد قال ترامب ليتراجع عن قرار سحب قواته: «إذا طلب منا السعوديون عدم سحب قواتنا، فلن ننسحب». هل لاحظ أحد أنه أثناء قوله ذلك، كانت يده اليمنى تتحرك تلقائيّاً كأنّها تعد الدولارات؟! ارجعوا إلى الصورة أو الفيديو.
ما يهمّنا قوله هنا، رغم ذلك، إن لروسيا مصالح. فقد رمت بثقلها في سوريا في اللحظة التي وقّعت فيها دمشق وموسكو اتفاق منح الأخيرة احتكاراً للتنقيب واستخراج النفط والغاز من الساحل السوري، في الوقت الذي تجثم فيه القوات الأميركية وعملاؤها على آبار النفط والغاز في الشمال الشرقي السوري، حيث ارتكبت واشنطن مجازر في الرقة، التي لا يزال أهلها مدفونين هناك تحت الرماد؛ كل ذلك حتى تسيطر موسكو على مناطق النفط والغاز، وهذه ورقة مساومةٍ كبيرة. أما فرنسا، فتضرب كي يكون لها حصة، وتدخل نادي الحلّ السياسي، وبريطانيا كذلك، ولا ننسى «إسرائيل» التي ترى أن تطويع الموقف السوري سيأتي بدورها في الحل السياسي للحرب القائمة.
بين قوى التنافس والصراع، تدور الآن معركة مساومات على فاتورة إعادة إعمار سوريا! فرنسا قلقة لأنها تريد حصة، لذلك تشارك في العدوان، وتتّصل بموسكو لتشرح نياتها في المشاركة في الحل «أي حصتها من الغلّة»، وكذلك بريطانيا. ولا شك في أننا سنشهد تبادلاً بين صراخ الدعوة إلى الحل السياسي، وأصوات المدافع، إلى أن تصل المفاوضات المعلنة وغير المعلنة إلى معادلةٍ ما! هذا من جانب الحصص والأرباح، وجني نتائج الاستثمارات.
هل ينهي هذا صراعاً قام لأهدافٍ أبعد من الحصص في الساحة السورية؟ فالمخطّط وضع أساساً لتطويع سوريا (دفعها عبر «المعارضة» التي تخيّل الغرب في بادئ الأمر أنها ستربح المعركة وتبرم اتفاق سلام تعترف بموجبه بإسرائيل)، ثم الاتفاق على شراكة في الجولان (الجولان غنيّ بالنفط). فالشركة الإسرائيلية التي تنقّب عن النفط في الجولان هي الوحيدة التي أصرّ روتشيلد على أن يكون في مجلس إدارتها (راجع غوغل). فالمخطط بهدفه الأساسي كان شطب قضية فلسطين، وحسم أمر إسرائيل وتمدّدها على كامل الأراضي الفلسطينية، على أن تكون القدس عاصمتها، وأن يوطّن الفلسطينيون (وفق مشروع كوشنر ــ محمد بن سلمان) في الدول المحيطة، وفي أرض تمتد من «رفح إلى العريش»!
ضمن هذه الاستراتيجيا، كيف تفكر قوى المقاومة التي رفعت شعارات المواجهة ولواء التحرر ودحر العدوان وتحرير فلسطين؟ لقد اتخذ محور المقاومة، إلى جانب مشاركته الفعالة في إسناد الجيش العربي السوري، مواقف واضحة، أهمها:
ــ رفض مخطط ترامب.
ــ رفض موقف ترامب من القدس.
ــ الإصرار على مقاومة الاحتلال الصهيوني.
ــ تحرير فلسطين.
مثل هذه المواقف الصائبة، في ظل صراع وتنافس استراتيجي دولي «شرحنا باختصار حدوده»، تحتاج إلى رسم استراتيجية تمكّن محور المقاومة من الاستفادة من ظروف وفرص الصراع والتنافس الدوليين. الإطار الواسع لهذه الاستراتيجية يبرز من الحرب التي بدأت إسرائيل شنّها على إيران. فالرد الإسرائيلي على الموقف الاستراتيجي الإيراني الرافض للاحتلال والمؤيد للحق الفلسطيني هو إعلان الحرب على إيران، بدءاً بقواعدها، ومجموعاتها، وخبرائها الموجودين على الأراضي السورية (الدلائل ظاهرة رغم أن نشاط إسرائيل العدواني بقي خارج إطار الضوء في معظمه). فإذا كانت إسرائيل قد بدأت ترجمة استراتيجيتها الخاصة بالحرب على إيران، وهي تعلم مدى توافق وانسجام ذلك مع استراتيجية الإمبرياليين وعملائهم في المنطقة، فإن من واجب محور المقاومة رسم استراتيجيةٍ للهجوم الدفاعي، مستندين إلى تناغم ذلك مع الحرب ضد الإرهابيين والإرهاب. إسرائيل هي أكبر قوّةٍ إرهابية على وجه الأرض، وليس إيران (الاستراتيجية الأميركية ــ الإسرائيلية ــ السعودية، وعملاؤهم، يحاولون شنّ الحرب على إيران تحت تهمة الإرهاب، فحريّ بالمقاومة أن تصحّح الصورة عملياً بالتصدي لأكبر قوى إرهابية ــ إسرائيل، وفلسطين هي الدليل الأكبر على إرهاب إسرائيل، وهو معلن ولا داعي لفرق تفتيش وتحقيق).
قتل الأطفال، وقنص المدنيين العزّل، وارتكاب مجازر كلّها من أفعال إسرائيل. استراتيجية المقاومة يجب ألا تقوم على «حرب صواريخ»، فهذا سلاح يستخدم للردع، بل عبر كفاح شعبي مسلح في الجبهة الداخلية لفلسطين المحتلة. هذه الاستراتيجية ترتبط مباشرة، من دون إعلان، مع الاستراتيجية الدولية للقوى المناهضة للإمبريالية في الصراع والتنافس ضد العدوان، والبطش، والعنصرية، ومصادرة أراضي الغير، وشنّ الحروب على شعوب بأكملها. الخطورة تكمن في أن عدم التقاط اللحظة الراهنة، قد يعني في حال التوصل إلى هدنة بين القوى العظمى، أن استراتيجية محور المقاومة ستكون صعبة التنفيذ. فلماذا نقول جبهة فلسطين المحتلة من الداخل؟ لأسباب عدة.
أهم تلك الأسباب أن هذا التركيز سوف يخلّص قوى محور المقاومة من محدودية الحركة التي ستسود، حتى من جانب الحلفاء، إذا ما اتفق على حل سياسي في سوريا. هذا سيكون أفضل بكثير، وأكبر تأثيراً في إسرائيل التي لن تستطيع استخدام طائراتها وصواريخها داخل فلسطين المحتل. سيكون التأثير في المجتمع الإسرائيلي مباشراً، رغم ما تقوم به إسرائيل من اعتداء، وبطش، وتدمير. والآن يبدو هذا للإسرائيليين بعيداً جداً عنهم، وأنهم في مأمنٍ من مخاطره.
وإذا افترضنا أن هذا التخطيط الاستراتيجي بدأ يعطي ثماراً، فسنرى أن المعادلة التي تحكم العلاقات بين الإقليمي والتكتيكي بدأت العمل باتجاهين كما هو مفترض. تنامي قوّة الأطراف الإقليمية المواجهة والمتصدية للإمبريالية سيزيد بأس وقوّة ونفوذ قائد المحور المناهض للاستبداد والاستعباد والاستعمار الجديد «روسيا»، فيتنام، وكوبا، وكوريا الشمالية أمثلة على ذلك. وسيرتقي مستوى التصدي العالمي لمحور الإمبريالية وأتباعها عالمياً نتيجةً لارتقاء مستوى التصدي الإقليمي، ومن بين كل جبهات الصراع في الشرق الأوسط تبقى فلسطين الجبهة الجاهزة دائماً للتفعيل، وهذا ناتج من أن أخطر حلقات الهجوم الإمبريالي على منطقة الشرق الأوسط كان مشروع إقامة دولة الاستيطان الصهيوني، التي يريدون تحويلها الآن إلى إمبريالية إقليمية تتولى مهمات السيطرة وقيادة الشرق الأوسط.
إن أي انتصار فلسطيني على العنصرية الصهيونية الدموية يحمل دائماً الوجه الملازم له، وهو هزيمة للعدو الإمبريالي. وكلّما ارتقى مستوى الصراع وازدادت فعالية التصدي للمشروع الإمبريالي الاستيطاني الصهيوني، سجل التاريخ تراكم الهزائم للمشروع الإمبريالي، الذي سيؤدي في النهاية إلى النقلة النوعية التي لا شك في أنها ستكون إقليمية، وهي التحرر الوطني، وبداية التطور نحو مستقبل واعد.
قضية فلسطين هي القضية المركزية، ووضع الشرق الأوسط برمته يتمحور حول هذه القضية. هي ليست قضية الشعب الفلسطيني، بل هي قضية العرب وبلدان الشرق الأوسط. فالكيان الاستيطاني التوسعي الذي زرعه الاستعمار القديم، يستند إليه الاستعمار الجديد. له دوره الجوهري والأساسي في استمرار هيمنة الغرب على الشرق الأوسط. وعلى مدى سبعين عاماً زوّد، الغرب إسرائيل بأحدث الأسلحة والمعدات التجسسية، وكلّف هذا الكيان المزروع في المنطقة بمهمات تدميرية في الوطن العربي بأسره. فقد ضربت إسرائيل في الجزائر، وليبيا، ومصر، والسودان، واليمن، والأردن، وسوريا، والعراق، ولبنان، وزرعت عملاءها في دول الخليج، وتعاونت مخابراتها مع المخابرات السعودية لملاحقة وضرب المناضلين الفلسطينيين واغتيال القيادات. وخلال العقود الثلاثة الماضية، ركّزت على إيران، ونفّذت عمليات اغتيال لعلماء إيرانيين، ولضبّاط عسكريين إيرانيين، وتقوم من خلال غواصاتها ومحطاتها في الدول المحيطة بإيران برصد كل تحركات الأخيرة ونشاطاتها وأبحاثها.
قضية فلسطين التي تحاول إسرائيل وإدارة ترامب تصفيتها وإنهاءها أعقد كثيراً من أن يتمكنوا من تنفيذ مآربهم بصددها. وإذا كان الاتفاق السابق بين الغرب والشرق على إبقاء إسرائيل متفوقة عسكرياً على كل الدول العربية، من خلال تزويدها بتسليح هجومي مدمّر، ومن خلال عدم تزويد أي دولة عربية بأنظمة دفاعية قادرة على منع إسرائيل من تدمير الدول المحيطة بها، أو الدول المعادية لها، فإن الولايات المتحدة التي تزوّد إسرائيل على سبيل المثال بطائرات «أف 35»، التي لا تلتقط على شاشات الرادارات، تبقي إسرائيل متفوّقة إلا في حالة واحدة، وهي أن تزوّد روسيا دولاً عربية حليفة بالسلاح المضاد المناسب، فتفقد إسرائيل تفوّقها.
في هذه الأيام يهيمن القلق على الحكومة الإسرائيلية من ناحيتين:
ــ ناحية تزويد روسيا للجيش العربي السوري بنظام دفاعي يبطل مفعول التفوّق الجوّي الإسرائيلي، ويقضي على نسبة لا بأس بها من صواريخها الذكية.
ــ الناحية الثانية، التي تقلق إسرائيل، هي مواقف ترامب «الذي وفق تحليلاتهم» قال إن الضربات التي وجّهها العدوان الثلاثي على سوريا قد حقّقت الهدف المنشود من وراء الحرب التي شُنّت على سوريا، وإن اتفاقاً سياسياً يجب أن يتلو ذلك. إسرائيل تعتبر استمرار الحرب على أرض سوريا أمراً ضرورياً لاستنزاف سوريا، وإبقائها غارقة في بحر من دماء أبنائها. وبذلك لن تتمكن من توجيه أي جهد ضد إسرائيل، قاعدة الإمبريالية، وهي تسعى لتحويلها إلى ساحة حرب مع إيران. ويخشى الإسرائيليون ممّا يمكن أن تتوصل إليه واشنطن وموسكو من اتفاق على حلٍّ في الساحة السورية يضمن مصالح الدولتين من دون إشراك إسرائيل كطرفٍ في هذا الحل. فترة القلق هذه ضبابية الرؤية لإسرائيل ولواشنطن أيضاً.
الرئيس ترامب غارق في محيط الفضائح والاتهامات الموجهة إليه، وأخطرها تلك التي وجهها رئيس الـ«أف بي آي» الذي طرده ترامب من وظيفته قبل فترة قصيرة؛ فاتهامات كومي قد تضع ترامب في قفص اتهام «تعطيل أو عرقلة العدالة»، وهذا يقلق إسرائيل. أمرٌ آخر يقلق دوائر تل أبيب، إذ تغرق الحكومة الإسرائيلية في هذه الفترة في تقييم الضربة الجوية الثلاثية ونتائجها السياسية، وتغرق في قلق احتمال تزويد روسيا لسوريا بنظام الدفاع الجوّي «أس 300»، وقلق تنامي قوة محور المقاومة. ومن ناحية التجربة، نستطيع أن نتوقع أن تخطط إسرائيل، وتنفّذ ضربات للمؤسسة العسكرية السورية، لتظهر الفارق بين ضرباتها وضربات الغرب، ولتتابع حربها ضد إيران، وقد تشهد الأيام القريبة القادمة هذه الهجمات التي قد يشار إلى الطائرات التي نفذتها بصفة مجهولة الهويّة. وهنا تبرز أيضاً الفرصة لمحور المقاومة للبدء بتنفيذ استراتيجية الهجوم الدفاعي، وستنقلب كثير من المعادلات السابقة أمام ذلك.

* كاتب وسياسي فلسطيني

الاخبار اللبنانية

اترك تعليقاً