السيمر / الثلاثاء 24 . 04 . 2018
عمار الحر
( المجرب لا يُجرّب )! مثلما تستفزّني الى درجة الغثيان, بعض اللقاءات الصحفية, التي يتحدّث فيها المرشّحين, عن القضاء على المحاصصة الطائفية, وحكومة عابرة للقارات الطائفية, التي اصبحت محيطات وسلاسل جبال في ذلك الوطن, القريب كشريان والبعيد كشرك بالله, أستفزّتني هذه المقولة الممجوجة, حتى القيء وهي تصلني عبر هاتفي, في مشهد جهل وتجهيل مرعب.
وعندما تساءلت ما معنى هذه العبارة, في أفق سماء انتخابية, تمطر فيها الاموال الحرام, على الدعاية الانتخابية, ناهيك عن الاموال, التي اصبحت توزع, كورق أو كوجبات طعام, أو بطانيات ( عفواُ البطانيات اصبحت مكشوفة وقديمة) أو شعارات رنانة مغلّفة بالعصائر وغير ذلك؟ وكل ذلك في يد نفس الكتل الكبيرة ورؤساءها, اصحاب القرار!
ثم ان اكثر من جرّبه الشعب, لدهر من قرون أو عقود, هم اصحاب هذه المقولة ( المرجعية), التي جرّبناها في زمن صدام, حين كانت الشباب تقتل في الحروب والسجون غدراً وجبناً, والمرجعية دون قرار تحت غطاء التقية, ثم موقفها المخزي, أبان الأنتفاضة والذي لا يستطيع أي عاقل ان يدافع عنه, ثم الموقف من بعض العادات والتقاليد, التي تحوّلت الى عقائد, والتي نتاجها اليوم في الشارع, شباب تائه بين الالحاد والجهل.
لكن حين تعرض هذه العلامات من الاستفهام, ولا اريد الذهاب ابعد من هذه الوصف لحالة المرجعية. ودون أن يناقشك احدهم او يحاججك, في ما تطرح, إما ان تتلقى الشتائم, وهذا ليس بالامر العسير, وقد أعتدنا عليه, وإمّا يخرج عليك بعض الاخوة المتفلسفين, يرميك بهذه الجملة ( مرجعيتنا لا تؤمن بولاية الفقيه ) ثم يبدأ بفلسفة لا اقول انها فارغة, بل احترمها لكنها بعيدة كل البعد عن حالة الوضع العراقي.
فالفقيه (المرجع ) الذي يتدخّل في شؤون الانسان, من علاقته بزوجته حتى امواله وكل تفاصيل حياته, من باب أولى اليوم, وفي هذا الظرف العصيب, الذي يتقاذف الوطن والشعب, أن يتدخّل في السياسة, بل اكثر من ذلك الى درجة ان يقدّم قائمته الخاصة, التي يتحمّل كل أخفاقاتها ويبارك نجاحاتها, ويجعلها قدوة للسياسيين.
ثم من يقول أن المرجعية, لم تمارس دور الفقيه في العراق, إن كان تدخّلها في السياسة يعني ذلك؟ فمن الذي ساهم في كتابة دستور العراق, بغض النظر عن موافقتنا أو أعتراضنا عليه؟
ومن الذي أمر المالكي ( الذي يعتبر من أعمدة الفساد الاولى في العراق, مع بقية أحزاب الفساد في السلطة) بالتخلي عن السلطة, بعد فوزه في الانتخابات أليست المرجعية؟ ومع ان لي تحفّظي على تشكيل المرجعية للحشد, حيث خرجت الفتوى, بعد أيام على أحتلال داعش للمدن, لكن الجميع يجزم, على أن المرجعية هي التي شكّلت الحشد!
إذن ماذا نسمّي كل هذه الادوار للمرجعية, ومالذي يوجد في ولاية الفقيه, أكثر من هذا؟
اليوم نحتاج الى وعي الحاضر, المستمد من تجارب التأريخ, لنبني وطن على اسس صحيحة, لا يكون فيها مكان للبعث والفساد, وكل من جرّبناه وخذلنا.