الرئيسية / مقالات / العودة الى المستقبل -X / ( ما قبل المنطق )

العودة الى المستقبل -X / ( ما قبل المنطق )

السيمر / الجمعة 01 . 06 . 2018

عبد الصاحب الناصر

تجري الاحداث بغرابه متسارعة في عراق اليوم! تتاثر و تاثر بعمق تغير الحقائق و كان نظرية كوبلت عادت بقوة لتثبت قوة تاثيرها على ;ثير من الناس و ربما على اكثرهم قدرة على التمييز.عن الاعلام ، مقولة شعبية عادة في بريطانيا تتداول و تثبت صحة تاثير الاعلام الواسع الموجه الذي يصر يقلب الاكاذيب الى حقائق و يثبتها و يوسع نشرها ثم تداولها ،( believe me , you believe any thing any way )

استنجد بمنطق سقراط
طريقة سقراط هي نوع من أنواع الجدل بين أفراد متعارضي المواقف تقوم على تبادل الأسئلة والأجوبة لإثارة التعليل العقلي وإنارة الأفكار الجديدة [1]. وتعتمد بالعادة على تحويل الدفاع عن فكرة معينة إلى هجوم على نقيضها كما تتم بمحاولة جر الخصم إلى مناقضة نفسه.
انا كنت و مازلت من اشد الكتاب فاضحا لتصرفات الجاهل مقتدى.فتتوالت علي النصائح و الشتائم . ان لي ثقتي الكاملة بما تعلمت عن المنطق مع ذلك اخذت اتوقف عن الكتابة عن مقتدى، ليس خوفا او نفاقا بل لاتاكد من صحة تحليلي لهذا الرجل الطارىء على الوضع و السياسة في العراق .
قالو تغير و تطور و تثقف و تبدل مقتدى . طيب ! ليناقشني ولو عن بعد احدهم . مثلا عن ما قال مقتدى مؤخرا ( الذي تعلم و تطور فاصبح ديمقراطيا )

صرح اول امس
“( إذا بقي الفاسدون المسؤولون و الحصص، ، انه “سيتم إسقاط الحكومة بأكملها ولن يُعفى أحد )
لنفسر هذا المنطق بدء من كلمة ( الحصص) يلف يتباحث مع القادة و الكتل ليتفق على مذا ؟
ثم هذه الجملة “سيتم إسقاط الحكومة بأكملها ولن يُعفى أحد “.
من اعطاه الحق ، من خوله ، من انتخبه او شيمه ، هل خولته المرجعية العراقية ؟ ام المرجعية الايرانية ؟
هل هذه منطق من تطور و تعلم و تثقف و درس ؟ فاصبح راعيا للعملية الديمقراطية في العراق ، جامعا ” كل ” الفرقاء ليشكلوا حكومة ” ابوية ”
ليست هذه هي المرة الاولى ان يسحب مقتدى رجاله من الحكومة و من مجلس النواب ” لذا و ليس كما يعتقد البعض ” مع الاسف “ان الرجل لم يتطور و لم يتغير و لم يتثقف و لم يتمدن . بل كبررأسه و طغا و حشْر نخاعه (بخزعبلات ) ذو صبغة اعلامية جديدة براقة و باهره للبسطاء.
و هناك حقيقة اخذت تتبلور و تتوسع في الايام الاخيرة ، بطلها رجلان .
احداث ستفرض على الشعب العراقي ( المغلوب على امره ) هذان الرجلان يجرون العراق الى انتماءات محورية بعيدة عن الحياد
احداث يقودها شخصان ، رجل دين مكهرب و تاجر مغترب عاد توا الى بغداد لتغير الخارطة السياسية في العراق . كما صرح التاجر ( غير المثقف ) في مطار بغداد امس . كلا هذان الشخصان لا علاقة لهم بالمسيرة الديمقراطية التي يسعى الشعب العراقي للوصول الى بداياتها كما تصور يوم ساهم في الانتخابات الاخيرة ١٢/٥/١٨ . رجل دين كان الى الامس مشاكس و معاد لكل ما هو طبيعي ناهيك عن المنطق و العرف الاجتماعي ، و شخص تاجر اسس منصات الاعتصام في غربي العراق التي سمحت للدواعش باحتلال تلك المناطق فاهانت و هجيرت و قتلت كثير من شعوبها لثلاث سنوات خلت وكان يصرح باسقاذ الحكومة في السنوات الثلاث تلك. ما يجمع هذين الشخصين هو تبادلهم للمواقف و القيادة مع تغيير الانتماء . كان الخنجر من يؤجه الناس لمقاومة الاحتلال الامريكي و اليوم جاء مندوبا للامريكان لجر العراق لمعاداة ايران و الانتماء الى الخط العربي الامريكي للاعتراف باسرائيل ، اما رجل الدين و وهو كذلك كان معاد للامريكان و يتبع سياسة ايران كما كان يدعي ، فقد بدل فروته و اصبح معاد لها و منادي للتقارب مع السعودية و امريكا ، الامر الذي سيودي الى الاعتراف باسرائيل من منطلق ” حشر مع الاسلام عيد ”
لم تكن السيده “ساندرا” موجودة اليوم لمراقبة الانتخابات العراقية بل جاء بدلها السيد كورك مكدورمك و معه سغير امريكا ، فحدث كما حدث في انتخابات سنة ٢٠١٠ و بعدها سنة ٢٠١٤
كانت كل التحليلات و تقاريرها تتوقع فوز السيد العبادي باصوت اكثر مما ذكر بكثير لمواقفه المعتدله غير المنحازة و محاربته للارهاب و الفساد و هدوء اعصابه و تانيه و تصريحاته السياسية العقلانية مما جمع حوله كثير من العراقيين من كل الفئات و الطوائف حتى من الموصل ، فمن يا ترى قد استنفر و ارسل مكدورمك الى العراق مسرعا و مشرفا على الانتخابات . كما جاء الخنجر مسرعا ايضا حاملا راية بيضاء معترفا و راضيا بل مهللا باكثرية شيعة العراق ، في الواقع جاء ليختار رجل شيعي كرئيس للوزراء شرط ان يكون مستعد ليقف معاديا لايران ؟ كما هي مهمة مقتدى اليوم .
و نقيض الشىء هو الشىء نفسه كما يقول منطق ارسطو والكلام المتناقض هو الذي ينفى بعضه بعضاً
هذان الرجلان يجرون العراق الى انتماءات محورية بعيدة عن الحياد الذي يحتاجه العراق ليتمكن من اعادة بنائه دون تدخلات خارجيه .و لحسن الخظ مازال هناك احتمال ربما سينقذ العراق و شعبه اذا اتفق العبادي مع السيد العامري و ربما مع الحميم او مع المالكي سيحصلون على اصوات تاهلهم ليكونوا الائتلاف الاكبر في مجلس النواب الجديد. و هذا ما اخاف رجل الدين مقتدى الذي صرح اول امس “(( إذا بقي الفاسدون (المسؤولون) والحصص ،” أعلن الصدر ، بانه “سيتم إسقاط الحكومة بأكملها ولن يُعفى أحد” )) و هرول الى الكويت يتباحث ، لكن على ماذا ؟
ليست هذه هي المرة الاولى ان يسحب مقتدى رجاله من الحكومة و من مجلس النواب ، لذا و ليس كما يعتقد البعض ” مع الاسف “ان الرجل اخذ يتطور و يتثقف و يتمدن .
بينما سافر مقتدى الى الكويت ليبحث مستجدات الوضع في العراق مع الكويت و ليشرح للكويتيين شكل الحكومة الابوية التي يدعون لها نيابة عن المستنقع ، هذه نظرية جديدة في التطورالديمقراطي ، عن اهوائه و تطلعاته الديمقراطية من الطرف الثاني قالت النائب عن تحالف القوى العراقية محاسن حمدون نيابة عن ( الخنجر) بعد وصوله (امس ) ، ان ( اتحاد القوى الجديد ) الذي تم تشكيله (امس) ، من كتلة الحل و ائتلاف الجماهير الوطنية يضم ٣١ عضوا ، جاء ليكون نواة مهمة للدفاع عن حقوق جماهيرنا و السعي لتحقيق متطلباتهم ( المرحلية )، كما اضافت ان هناك حوارات و تفاهمات مع باقي الكتل السنية ، و سنعمل منذ البداية بالانفتاح على باقي الكتل السنية لتوحيد الخطاب.
لنعود الى المستقبل، لكن خارج مفهوم المنطق هذه المرة . ماذا تغير اذا في العراق ؟ من قال ان المحاصصة بقد قبرت ؟ و من قال ان الديمقراطية في العراق في صحة و عافية يوم تلغي المفوضية اكثر من الفو عشرون محطة انتخابية ، اي ١٠٢٠ ضرب ٥٠٠ ثوت يعني تقريبا ٥٠٠ الف صوت انتخابي ، لنفرض ان نصفهم لم يصوت ، اي الغاء صوت ٢٥٠،٠٠٠ انسان عراقي
جاء تصويت العراقيين بنسبة ٤٤،٥٢ بالمئة من ٢٥ مليون انسان يحق لهم التصويت ، اي ١٢ مليون ناخب الغيت منها ٢٥٠،٠٠٠ صوت ، الا تشير هذه الالغاءات الي خلل ما او تدخل ما قد حدث في الانتخابات ؟

حتى بعض الصحف الغربية انتبهت الى هذا التناقض في النتائج
كتب السيد مايكل ج توتن على صحيفة (الشؤون العالمية ) هكذا مع صورة لمقتدى ، الرباط في ادناه
http://www.worldaffairsjournal.org/blog/michael-j-totten/populist-revolt-reaches-iraq
The worldwide populist revolt toppling conventional politicians in the United States, Europe and even the Philippines has now reached Iraq. Most Westerners still following Iraqi politics assumed that incumbent Prime Minister Haider al-Abadi’s Dawa Party would handily win the parliamentary election, but nope. Dawa came in third. Firebrand cleric Moqtada al Sadr’s Sairun party came in first.
لقد وصل الانقلاب الشعبوي العالمي الذي أطاح بالسياسيين التقليديين في الولايات المتحدة وأوروبا وحتى الفلبين إلى العراق الآن. معظم الغربيين الذين لا يزالون يتبعون السياسة العراقية افترضوا أن حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي سوف يفوز بسهولة في الانتخابات البرلمانية ، لكن (كلا ) . جاء الدعوة في المركز الثالث. و جاء رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الصدر في المقدمة .

June 1st. 2018

اترك تعليقاً