الرئيسية / مقالات / وتُسْرقْ الأسلامية !؟

وتُسْرقْ الأسلامية !؟

السيمر / الثلاثاء 26 . 06 . 2018

عبد الجبار نوري

توطئة/وهذا مظفر النواب وهو يقول : أنا لستُ خجولاً حين أصارحكم بحقيقتكم ، ولا أظلم العظماء حين أقارنهم بالأقزام ، فمن خلفهم أبا رغال وأقصد بهم سرّاق الوطن وسياسيي الصدفة .
حزنتُ عند سماع خبر تسريب أسئلة مادة الأسلامية للصف السادس الأعدادي كتربوي أحرقتُ شمعة شبابي ل35 سنةٍ عجاف ولم أندم عليها ، أين حفظ جهد الطلبة ؟ واين رصانة العملية التربوية ؟! وأسفي الشديد أن تصل العملية التربوية إلى هذا الدرك المظلم ، لعمري أنّها ظاهرة مخجلة وفضيحة مدوية وبشكلٍ غير مسبوق أذ أنها ترقى لجريمة فسادٍ كبرى أنّها ضيّعتْ على ابنائنا جهودهم وأرّقتْ عوائلهم ، وهو ليس سهلاً حين يقول نابليون : ” ساحة حرب لا ساعة امتحان ” .
قررت وزارة التربية يوم السبت الماضي ألغاء أمتحان مادة الأسلامية للصف السادس الأعدادي بعد ثبوت تسرّبْ الأسئلة ، وحسب تصريح عضو الأمن النيابي : أنّ التسريب لم يكن محدوداً بل على أوسع نطاق ، أن الأسئلة وُزعتْ على الطلبة عبر الهواتف النقالة في برامج الفايبر والواتس ، وأشارت وزارة التربية وبالأدلة على أن هناك مسؤولين كبار متورطون بتسريب الأسئلة وبيعها ./أنتهى
وبقناعتي يظهر أن واضعي الأسئلة يتم تعينهم -على ما أرى – بآليات غير مهنية ، والمضحك أن يكونوا غير معنيين أصلاً بالعملية التربوية ، وليس من حق وزارة التربية تحميل التلاميذ أخطاءها القاتلة في الحرص الوطني والمهني على سرّية حماية الأسئلة .
التعليم – يا سادة ويا كرام – هو من أهم ركائز الدولة القويّة بملفها الداخلي والخارجي ، وأساس بناء نظام تربوي رصين هو الضمير الحي والولاء للأمة والوطن ، وأسس سليمة في أختيار حواضن الأمتحانات في كونترول مهني موضوعي تربوي لا بوليسي وأختيار واضعي الأسئلة والمصححين حسب الكفاءة ومدى الأخلاص لمهنته المقدسة ، أن هذه الزوبعة التي هي جزء من مواسم الأزمات المتلاحقة للحكومة العراقية لا أقول دولة لغياب هذا المصطلح بعد الأحتلال ، ولم تمر مرّ الكرام أذ أدت إلى أرباك العملية التربيوية وأهتزاز مصداقية وزارة التربية وصدمة نفسية للشباب الممتحن أرباك وضع الأسرة التي تواكب أمتحانات أولادها بقلقٍ شديد وهي تعلن حالة طواريء مدى أيام الأمتحانات ويبدو جلياً أن دافعي ثمن هذا النكوص التربوي التلاميذ وأسرهم وللأسف أن النتيجة معروفة {سوف نعلن لاحقاً نتائج التحقيق !؟ } .

* كاتب عراقي مقيم في السويد
في 25-6-2018

اترك تعليقاً