السيمر / الأربعاء 12 . 09 . 2018
حسن حاتم المذكور
1 ـــ يمكن لرماد التضليل ان يغطي جمرة الحقيقة الى حين, لكنه لايستطيع اطفاء وهجها حتى لحظة الأشتعال, فالرماد تمسحه الريح, وانتفاضة الجنوب العراقي, جمرة التاريخ التي اشعلت معها الوسط, كانت نقطة البداية التي انتظرتها الأرض والأنسان, حتى وان توقفت عند حدود ثلج التطرف الطائفي القومي للمحافظات العراقية في الشمال والغرب, لكنها ستخترق المستحيل, وتحرك سلبية الأشقاء وتسحبهم من نوبات سوء الفهم واعراض الكراهية, المحتالون ككل اللصوص, لا ينجزون فعلتهم إلا متخفين خلف ضباب الخديعة والوقيعة, لكنهم دائماً ينتهون الى السقوط في قبضة الضحايا, ويكون الأنتقام مختصراً للعدالة.
2 ـــ الأحزاب الأسلامية, مجاميع لصوصية لا تتقن عملاً شريفاً, غير الأحتيال والتزوير وسرقة الحقائق من بيت التاريخ, يخونون بعضهم ويغدرون بغيرهم ويخدعون شعبهم, والوطن محطة استمتاع تسبق الآخرة بالنسبة لهم, بدم وارواح ضحاياهم, يبحرون الى مرضاة الله وغفرانه, كيانات ما اغربها واعجبها واكذبها, يتبادلون الأدوار على حبلي امريكا وايران, واكثر من دور على حبال الجوار, ويواصلون رقصة الأحتيال على اضلاع العراق.
3 ـــ لو تحرر الجنوب والوسط من محتالي الأحزاب الشيعية, وشعوذاتهم الطائفية, وتحررت المحافظات الغربية من محتالي احزابهم السنية وتشكيلاتهم التكفيرية, وتحررت المحافظات الشمالية من محتالي احزابهم الكردية ومليشياتهم العشائرية, لزالت كل اسباب سؤ الفهم والكراهية بين المكونات العراقية, وعرفت طريقها الى مشتركاتها الوطنية وتوحدت ارادتها وانسجم قرارها في اعادة بناء دولتها واصلاح مجتمعها وحماية وطنها, واتخذت من الوطنية العراقية هويتها, والحريات الديمقراطية نهجها, حينها ستُحل جميع الأشكالات, القومية والدينية والمذهبية, ولأصبحت المحبة والصداقة ووحدة المصير والتعايش الطوعي, نهجاً لحاضر سعيد ومستقبل آمن عصياً على الأطماع والأختراقات الخارجية.
4 ـــ العراقيون بألف ارادة لا تنكسر, وألف روح لا تموت, يهيئون لكل محتال وخائن حفرة لنهايته, ويستمر العراق راسخاً على ارضه, لا نقص في جغرافيته والرافدين, وفي شرايين نخيله يجري الدبس, وظله يحتضن الحياة والندى, وجباله لا تحمل السلاح ولن تنفصل عن ذاتها, والليل فيه يعيد على خاطر النهار آخر الأغنيات معطرة بالنص التراثي, هذا هو العراق, وستمر كما مرت جميع عواصف الغزو والأحتلالات والحصارات والخذلان, ويبقى على ارضه, بألف ارادة وألف روح, مغتسلاً من اوحال اليأس والأحباط, وتكتب عراقة الأنسان فيه, تاريخ اجداده, له الجنوب وله الشمال, وشرقه له وغربه, ومنه القلب بغداد, وتباً لمن لا يحترم الحقيقة, والف (تباً) لمن ينزع ثوب العراق ويهتف لحكومة مزورة, تشكلها امريكا او ايران.
11 / 09 / 2018