السيمر / الاثنين 01 . 10 . 2018
معمر حبار / الجزائر
نقل زميلنا الأستاذ الفلسطيني محمد شاويش عبر صفحته بتاريخ: الأحد 23 ذو الحجة 1439 هـ الموافق لـ 2 سبتمبر 2018 عن الأستاذ سليمان الشيخ مقال بعنوان: “ناجي العلي: ملامح ومحطّات ومراحل”، يؤرّخ لسيرة الفنان “الرسام الكاريكاتيري” الفلسطيني رحمة الله عليه، مادفعني لاستحضار أيامي مع رسام أسبوعية الصح – آفة:
زرت سنة 1991-1992 فيما أتذكر مقر أسبوعية “الصح – آفة”، لأسباب تتعلّق بمقالاتي التي كنت أكتبها يومها وأنا الشاب النشيط المتحمّس الذي يحمل جمرا ولهيبا وكلّه حركة ونشاطا، والتقيت حينها بصاحب الحبر الذهبي حبيب راشدين، وصاحب “السوط الذهبي” عمار يزلي حفظهم الله ورعاهم، والرسام “الكاريكاتيري” الذي لا يحضرني الآن اسمه، لكن شكله لم يغب عنّي أبدا، خاصة طريقة تسريحة الشعر المبعثرة.
دخلت غرفة الفنان المبدع الرسام وأراني أقلامه وأوراقه، وكيف يحوّل المقالات التي توجّه له إلى “رسم كاريكاتيري”، ومما قاله لي: “الرسم الكاريكاتيري” ليس رسما ينقل الصورة كما هي بل هو روح المقال، ونحن لا نرسم الشخصية إنّما ننقل روحها عبر “الكاريكاتير”، ثمّ أعطى مثالا عن رئيسين جزائريين كانا يومها على قيد الحياة، فقال: الرئيس الجزائري الأوّل يعبّر عن الحمق والسّذاجة والبلادة لذلك أقدّمه بالصورة التي يراها القارىء، والرئيس الجزائري الثّاني يعبّر عن المكر والخبث، لذلك أنقل المكر والخبث عبر “الرسم الكاريكاتيري” الذي يراها الجميع عبر رسوماتي.
بعد مرور 27 سنة على اللّقاء، أقول: أبدع الرجل في رسوماته وأعترف أنّ رسوماته كانت من أبرز أسباب نجاح أسبوعية “الصح – آفة” التي تعدّ من أعظم الجرائد التي أنجبتها الجزائر والدول العربية والدول الاسلامية قاطبة.
كان رسام الجريدة يضيف لمسة إبداعية للمقال عبر ريشته الساحرة ولمسته البارعة، وأعترف أنّ عددا كبيرا من القرّاء كانوا يطالعون المقالات الطويلة منها والقصيرة بسبب الرسومات التي يلحقها الرسام ويزيّن بها المقال والجريدة.
إنّ المقال كالجريدة يعتمد في نجاحه على جملة من الأسباب والمتغيّرات، لعلّ أبرزها “الرسم الكاريكاتيري” الذي يزيّن المقال والجريدة معا بدقّة متناهية فيزيد المقال وضوحا ويبرز الجريدة أكثر ويظهرها في ثوب أحسن.