السيمر / الثلاثاء 23 . 10 . 2018
علي هادي الركابي
موسوعة غينيس للأرقام العالمية؛ موسوعة يدخلها كل من يقوم ببلوغ عمل او رقم او اي فعل لم يصل اليه احد غيره؛ ويتم تسجيل ذلك الانجاز باسمه حتى يتمكن احد غيره من كسره وبلوغ اعلى مما سجل لذلك الشخص .غينيس سجل كل انجاز او فعل غير متوقع من البشر او اعجاز رقمي او كمي؛ الانه قبل الشروع بموسوعته الموسومة؛ نسي ان يدخل في اوراقه شخصا اسمه الحسين ومئات الملايين من احبابه في كل العالم ؛ حيث سيقوم هؤلاء بنسف كل ارقامه الموجودة في الكرم والمشي والسهر والعشق وبذل الغالي والنفيس في سبيل الهدف وهو الحسين .
يحج الملايين من كل أصقاع العالم الى الحسين في يوم اربعين شهادته واهل بيته واصحابه في واقعة كربلاء المعروفة ؛ يستقبلهم العراقيون على الحدود وفي داخل المدن بكرم قد لا يفهمه من يراه فقط بل يجب ان يحتاج الى ولوج في داخل القلوب؛ فكلمات العشق والكرم والاخلاق قد لا يطيقها عقل غينيس نفسه ان كان موجودا في ظل العولمة الحديثة حيث اصبح العالم قرية صغيرة .
ففي كل العالم؛ الغني يطمع الفقير الا في زيارة الاربعين الفقير يطعم الغني ؛ الكل يبذخ الاموال ؛ الكل يتساوى في العطايا والعطاء ؛ الكل يسير في نفس المسافات ؛ مارثون كبير يبلغ مئات الكيلو مترات الكل يقطعها بذكر الله ؛المواد تنصب على طول طريق المشي؛ ما لذ وطاب من تشهى الموائد ؛ اما السكن فكانه فندق خمس نجوم كل شيء جديد ونظيف ؛ الفراش والحمامات وغيرها من وسائل الراحة .في مسيرة الاربعين اخرج العراقيون الحسين من دينه ومذهبه واصبح رمز للحرية في كل انحاء العالم فحج له العالم اجمع واصبح منارا لأصحاب الكرامة والمنادين بالحرية . في طريق الحسين تجد المسلم سنيا وشيعيا ؛ المسيحي واليهودي والصابئي والايزيدي ؛ الجنسيات على اختلاف تنوعها اكثر من 80 دولة سنويا ؛ في طريق الحسين تجد الخادم والزائر من مختلف الطبقات العلمية والاجتماعية ؛ تجد اكبر الشهادات في العالم وتجد ايضا من لا يقرا ويكتب في نفس الطريق الى الحسين يأكلان من نفس القدر وينامان في نفس السكن . صغار ، كبار ، الكل نذرت من أجل خدمة زائري الإمام الحسين،
صرخات تعلو من هنا و هناك صوت طفلة صغير و شيخ كبير؛ وامرأة طاعنه وبنت شابه؛ ومراهقين صغار ؛ الكل يهتف ياحسين ؛ وهذا بحد ذاته تسجيل رقم قياسي لأعلى معشوق في العالم يعشقه البشر ؛ فكل ما يحصل يوميا في تلك المسيرة المليونية هو اعجاز اني يحصل في كل تفصيل من تفاصيل ذلك المارثون الكبير
لذلك فان ما يحصل في العراق من تسجيل اعلى الارقام القياسية على مر التاريخ ؛ يجب ان تسجل ببراعة وفي كل الموسوعات العالمية وفي مقدمتها سجلات الدوائر والمنظمات التابعة الى الامم المتحدة وموسوعة غنييس لأرقام القياسية ؛ من اجل ان يعرف العالم اجمع وتدرس في كل المناهج العالمية ؛ واثبات حقيقة واحدى مفادها ؛ ان لاغينيس مع وجود المارثون العالمي الشهير بزيارة الاربعين ؛ ومعها ايضا ان السجلات والاقلام قد كفت عن الكتابة وربما قد توقفت عجلات الاعجاز بعد العشرين من صفر …. لان كل شيء قد توقف فعلا .