السيمر / الأربعاء 31 . 10 . 2018
اسعد عبدالله عبد علي
هنالك كلام يجب ان يطرح في الساحة المليئة بالصخب, وهنالك اقنعة يجب ان نقوم بتعريتها, كي يتضح الصالح من الطالح, وتنتهي قصة الخلط التي تسببت بانتشار الجهل والخرافة بين المجتمع, وهنا نتكلم عن اعداء افكار الامام الحسين في عصرنا الحالي, فلا يغريك كمية الصخب, بل انظر بشكل اعمق للموضوع, عندها سنجلي العتمة وتعرف من هو عدو الامام الحسين في حاضرنا, في البداية يجب ان نطرح سؤال مهما وهو: لماذا قام الامام الحسين بثورته, وضد من خرج؟ فالتحديد والتشخيص هنا شيء مهم, كي نعرف الان نحن مع الحسين ام اننا ضد الحسين؟
ان الامام الحسين قام ضد الظلم والفساد طالبا لتحقيق العدل, وضد طبقة تتحكم بأموال وتجارة البلاد الاسلامية متمثلة ببني امية والمتزلفين لها وراسها يزيد, أي انها طبقة رأسمالية تحارب العدل والحرية, فكانت حركة احد اهم اهدافها اعادة روح العدل والمساوة بين افراد المجتمع.
سأذكر هنا اربع اصناف من الجيوش العظيمة التي تقف في خندق واحد لحرب الامام الحسين, وهذه الاصناف هي:
اولا: الفاسد عدو للأمام الحسين
من اهم شعارات ثورة الامام الحسين هي طلب الاصلاح, والاصلاح ضده الفساد, وهنا يتوضح امر هام وهو ان الفاسد في عداد اعداء الامام الحسين, ويجب توضيح ماهية الفاسد فيعصرنا, انه الرئيس الفاسد, والوزير الفاسد, والبرلماني الفاسد, والمدير الفاسد, والاستاذ الجامعي الفاسد, والضابط الفاسد, والقاضي الفاسد, والموظف الفاسد, …الخ, فهؤلاء كلهم يدعمون الفساد ويحاربون الاصلاح, مما يجعلهم مع يزيد والشمر في مركب واحد.
فمن علامات اهل النفاق ان يحاربون الحسين في السر ويذهبون لزيارته في العلن! الا لعنة الله علة الفاسدين.
ثانيا: الخائن عدو للأمام الحسين
وهل للخائن مكان قرب الامام الحسين؟ سؤال جوابه من الواضحات, فالخيانة في مفهومها البسيط تعني نقض العهد أياً كان نوعه، والخيانة هي تصرُف مذموم ولا أخلاقي لدى جميع الأديان وجميع الثقافات, لأنها تنعكس بشكل سلبي على المحيطين بالشخص الخائن، ولأنه يُعتبر شخصاً غير جدير بالثقة والأمانة.
ويمكن تشخيص وتعريفه بانه : هو شخصٌ أنانيّ لا يُراعي مشاعر غيره، فهو يتصرّف تبعاً لمصلحته التي يُفضلها على كُل من حوله, مهما كانوا مقربين منه، ولا يضع اعتباراً للثقة التي قد يمنحه الشخص إياها.
فانظر لقافلة الخائنين في بلدي, فان جهلتهم اعرفك بهم: اولا خيانة الامانة والمسؤولية, وهي تشمل كل مسؤول يعمل في سبيل تحقيق مكاسبه الخاصة, فيخون الامانة والمنصب ويبيع الوطن والقانون مقابل الدولارات! وهذا الامر يشمل الالوف من الوزراء والبرلمانيين والوكلاء والمدراء ورؤساء الهيئات المستقلة ومعاونيهم وزبانيتهم,
ويمكن القول ان اهم الاسباب التي تدفع الشخص للخيانة, هو بُعده عن الدين والأخلاق، كما أن غياب الخوف من الله عزّ وجل سببٌ رئيسي لدفع الشخص نحو خيانة العهد، كما أن انتشار الرذيلة وعدم الشعور بالذنب عند ارتكاب الأخطاء لهو من أهم الأسباب التي تُؤدّي إلى قبول الشخص بالخيانة, وهذا الامر يوضح لنا حقيقة من يدعي الموالاة وهو بالحقيقة عدو للأمام الحسين.
ثالثا: المنافق عدو للأمام الحسين
النفاق هو المصيبة الاكبر التي اصيب بها البلاد, فالأحزاب تنافق, والساسة ينافقون, والاعلام ينافق, وفئة واسعة من الجماهير تمارس النفاق, حتى تحول النفاق الى حالة عامة يصعب ايقافها, ويمكن معرفة المنافق من انه دوما يحاول ان يستر انحرافه ويخفيه, فهو ينطق بلسانه ما ليس في قلبه، المنافقون لا يمتلكون الشجاعة لتحديد موقفهم، فهم جبناء فإنّ قلوبهم مريضة مرضاً يبقيهم في دائرة من التقلب والكذب.
فالمنافقون يدّعون الإصلاح في الأرض بينما هم المفسدون, الذين يثيرون في الأرض فساداً وظلماً، ويعملون على تخريب كل خير وكل طيبة موجودة في الأرض, وصفهم الله بأنهم سفهاء وزائفون, فهم منحرفون وكاذبون وفي ذات الوقت يتعالون على الناس، يمتلك المنافق من صفات الخسة والخداع الكثير, فهم متآمرون وماكرون مكر السوء، يتصرفون بخبث حسب الظروف التي يقعون فيها, وهم أناس لا عهد لهم ولا وعد، ويعمل على تغيير الحقائق ونشر الشائعات والأخبار الكاذبة.
فهل توضح لديك جيش المنافقين في حاضرنا, ممن نعيش معهم وندرك خطر وجودهم.
الرابع: البرجوازي عدو للأمام الحسين
سؤال اولي من هي الطبقة البرجوازية؟ فنقول هي الطبقة المتحكمة براس المال, وتتكون من تجار وقيادات العسكر وقادة الاحزاب, وتحصر كل مقدرات الوطن بها وحدها, فهي صاحبة القرار, وهو ما متواجد اليوم في العراق بنمو طبقة برجوازية, منتفعة من اموال العراق, وتسير امور البلد بما يسهم بدوام رفاهيتهم, فالبرجوازي هو شخص غير منتج يهيمن على اموال البلد ويدعم الظلم ويحارب العدل, لان العدل وتوزيع الثروات الوطن بالعدل يعني تفتيت كيان البرجوازيين, لذلك البرجوازيين العراقيين عدوهم الاول العدل.
فلا تصدق تلك الصور التي تنشرها جيوشهم الالكترونية ومواقعهم وهم يظهرون ولائهم للحسين! فينافقون عبر ممارسة طقوس الزيارة, وكذلك كي يرضوا انفسهم بانهم حسينيون, لكن بحسب اعمالهم هم العدو الاول للأمام الحسين.
الخاتمة: الان اتضح للقارئ اصناف من يحارب الامام الحسين في عصرنا الحالي, بعيدا عن الخلط والاقنعة وافلام التقرب, فمن يحارب للوصول للكرسي وبكل الطرق الممكنة والمشروعة والغير مشروعة, ثم يعيث فساد بالبلاد لا يمكن ان يخدعنا بزيارته لقبر الحسين, والمدير العام الذي ينهب اموال التخصيصات ويوقع على مستندات الصرف المشبوهة, هو احد اعداء الامام الحسين, والبرلماني الذي يقبض الدولارات الصفراء مقابل التصويت على القوانين, هو عدو للأمام الحسين, والاستاذ الجامعي الذي يبيع ضمير مقابل رشوة, او يجبر الطالبات على الانصياع لشهواته! فهو منافق وفاسد ومخرب وعدو للأمام الحسين, فاحذروا اعداء الامام الحسين ولا تقفوا معهم ولا تدعموهم, بل يجب البراءة منهم ومقاطعتهم.