السيمر / الأربعاء 31 . 10 . 2018
أحمد إبراهيم
اختفاء غامض لسعود القحطاني.. ابحث في أبوظبي!
لعل من أهم ما خرج به العلم البيطري هو مشروع تسمين الخراف والعجول، حيث يعتمد المشروع على اختيار نوع الخروف المُراد تسمينه بشكل أساسي على دراسة الظروف المحليّة في نشأته وتربيته، ويتم التركيز أيضاً في اختيار الخروف على متانته الجسدية وكثافة اللحم في جسمه، بالإضافة إلى التدقيق على الخرفان ذات السّيقان القصيرة وهي تعتبر من الأنواع المُفضّلة للخروج بمشروع تسمين ناجح ومثمر، حيث تدر هذه الخرفان والعجول التي يتم تسمينها أموالاً كثيرة عند بيعها والأضحية بها في الأعياد والمناسبات السعيدة.
مقدمة ربما تعتبر طويلة نوعاً ما، إلا أنها يمكن اعتبارها مناسبة وتصف وصفاً علمياً لما يحدث اليوم لسعود القحطاني مستشار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي جاء بالقحطاني ومنحه السلطات والمهام والمناصب والصلاحيات وسمنه ليتضخم الرجل ويسمن ويتحول إلى صاحب نفوذ واسع وشأن كبير بكل مكان في المملكة العربية السعودية، إلا أن الأقدار تجعل منه بعد قضية قتل وتقطيع الصحفي جمال خاشقجي إلى أضحية يضحى بها بمناسبة عيد ميلاد تبرئة بن سلمان من دم خاشقجي وقتله..
ليكثر السؤال اليوم أين اختفى سعود القحطاني؟ هل اختفى أم تم إخفاؤه؟ وهل مازال ملك الذباب الإلكتروني هو ذلك الرجل ذو النفوذ والسلطات الواسعة في الديوان الملكي السعودي؟.. جميعها أسئلة يتداولها مراقبون وصحفيون ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي..
بيد أن القحطاني “المختفي” والذي يعرف بعنجهيته ونرجسيته من الصعب أن يغيب عن المشهد السعودي بهده السهولة دون ترك أثر وتأثير فاعل في القرار السعودي الرسمي وغير الرسمي، فدليم تحول بين ليلة وضحاها إلى الرجل المقرب والمحبب جداً من محمد بن سلمان وذراعه اليمنى التي يضرب بها سمعة قطر عبر الذباب الإلكتروني.. ويعتقل بها رئيس وزراء لبنان سعد الحرير ويهينه بحسب ما كشفت وكالة رويترز.. ويقتل ويقطع بها جسد جمال خاشقجي.. وينفذ أي القحطاني كل ما يؤمر به مطيعاً خاشعاً راضياً كما يقول هو نفسه ويصرح..
إلا أن الجديد في مسالة اختفاء القحطاني هو أن الرجل تم تغييبه من قبل أبوظبي وذلك لعدة أسباب، لعل أهمها أن القحطاني هو رجل أبوظبي المدلل وعينها في الديوان الملكي السعودي… إخفاء أبوظبي للقحطاني يرى فيه مراقبون أختراقا ناجحا لمحمد بن زايد ورجاله للديوان الملكي السعودي متخطياً بذلك سلطة الملك سلمان ونجله محمد، حيث كشفت تقارير رغبة الأخير في تقديم القحطاني ككبش فداء لجريمة قتل وتقطيع الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
فقد قال حساب “العهد الجديد” الشهير بتسريباته من داخل الديوان الملكي السعودي، إن سعود القحطاني مستشار “ابن سلمان” المقرب لم يحضر إلى الديوان منذ أيام عديدة وأن تواصله صار منقطعاً مع مسؤولي الذباب الإلكتروني.
ووسط أحاديث منتشرة عن إمكانية التضحية بـ “القحطاني” ككبش فداء لابن سلمان في قضية خاشقجي، تحدث مسؤولون سعوديون عن شخصية لها ثقلها في القرار الرسمي بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في البلاد، في يونيو 2017، والمقصود هنا القحطاني بأنه لم يعد يظهر او يتواجد في الأماكن التي كان يتردد عليها وهي ربما فرضية يمكن أن تؤكد اختفاء القحطاني عن المشهد تحضيراً ربما لقتله أو تسليمه بعد تسمينه..
وأكدت مصادر دبلوماسية غربية في تقارير نقلتها وسائل إعلام عن محادثات سعودية إماراتية على “تقديم أكباش فداء”، من المرجح أن يكون على رأسهم القحطاني، واتهامهم بالإشراف على عملية قتل جمال خاشقجي دون علم القيادة السعودية أي محمد بن سلمان.
الفرضية تشير أيضاً إلى أن فكرة تصدير القحطاني في صورة مشهد قضية قتل خاشقجي هي من بنات أفكار محمد بن زايد الشيطانية، ليكتمل المشهد بجلب القحطاني إلى أبوظبي وإبقائه فيها إلى أن يسلم على طبق من ذهب لكل من يسأل ويتساءل من قتل خاشقجي؟ لتوجه أصابع بن زايد وبن سلمان مشيراً إلى وجه رجلهم الوفي سعود القحطاني.
ربما من الصعب إخراج سعود القحطاني من جريمة قتل خاشقجي، ولكن من الصعب أيضاً القول بأن القحطاني خطط وأمر ونفذ الجريمة لوحده من دون توجيه وايعاذ من محمد بن سلمان، إلى أن التاريخ يؤكد بأن الديكتاتور بفطرته يربي حوله رجالا ويغذيهم بالصلحيات والسلطات ويسمنهم ليكبروا ولينتفخوا، ومن ثم يتم التضحية بهم في عيد الأزمة فداء للديكتاتور تحت شعار أن التضحية لمصلحة الوطن والشعب والأمة!..
ومن الصحيح اليوم القول وداعاً سعود القحطاني.. ذهبت ولم تترك خلفك إلا سمعة قائمة على الشتم والسب والقذف والقدح.. ذهبت ولن يتذكرك القطريون والسعوديون والخليجيون عامة إلا بأنك سليط لسان ضارب في الأعراض مثير للفتن تم تسمينك وحان الوقت لإخفائك وربما ذبحك على ما اقترفت تغريداتك وتصريحاتك.. وهي ربما رسالة واضحة لمن هو أعلى وأكبر منك سلطة ونفوذاً.. “أيحسب أن لن يقدر عليه أحد”..
الشرق القطرية