السيمر / الخميس 01 . 11 . 2018
حسن حاتم المذكور
1 ـــ لا جديد في عتيق عادل عبد المهدي, كأي جرح في الذاكرة العراقية, او فضيحة فجرها مجلس نواب غير منتخب, توافقت عليه (بكامل شطحاته) كتلتي صدفة التزوير, (الفتح) لهادي العامري و (سائرون) لمقتدى الصدر, كلاهما تمتلكان ماض مليشياتي, جعل من الدولة العراقية, غابة تتجول فيها اللصوص وقطاع الطرق, وكيانات فسادة تمتص دماء العراقيين وتجفف ارواحهم, وبشروط امريكية ايرانية, توج عادل عبد المهدي, رئيساً لحكومة تشكلت من مستهلكات العملية السياسية, او ما تبقى على مشاجب نظام المحاصصة, ليوزع فضلات (الكعكة) بين كتل المستوطنين, هكذا سيقطع العراقيون مسافة الأربعة سنوات القادمة, في مواجهات غير متكافئة مع مليشيات عاقة, خرجت من اوجاع بيوت اهلها ومأساة محافظاتها, ثم عادت بوحشية شديدة التمذهب.
2 ـــ العراقيون طيبوا القلب, يبحثون عن (حبة) صدق في مزابل الأكاذيب, مرة اخرى صدق بعضهم, وعد وعهد من لا وعد ولا عهد لهم, واخذوا من علف التصريحات والمواعظ ما يكفي صبرهم, ليضمدوا جراح السنوات القادمة, خياراتهم صعبة, شوارع وساحات ومحافظات ومؤسسات دولتهم, مفخخة بمستوطنات ومقرات ونقاط حراسة, وثقيل ومتوسط وخفيف اسلحة الأبادة الجماعية, في بيوتهم وقلوبهم وارواحهم, تراكمت اثقال الشعوذات والتخريف وشرائع الأستمتاع الشللي, هناك من خذل العراقيين, وسار مع السائرين, على طريق المكاسب السريعة, ومثلما العراق وحيداً, يقف العراقيون على ابواب تاريخهم وحيدون.
3 ـــ العراقيون في منتصف الطريق, بين نهايتين ومصيدتين, لهم كربلاء في كربلاء, وفي بيوتهم وقلوبهم الف الف كربلاء, يضحكون احياناً على ذقونهم, واحياناً على ذقن حكومة تحرس الدخلاء والوكلاء من شعب ينتفض, امريكا لها منها ما لها ولأيران ايضاً, في وطن ذاته جريحة, حكومة شكلتها ارادات خارجية, لتستغفل الشعب او ترغمه على السكينة وراحة البال, في غيبوبة الصبر الجميل, تضحك من نفسها عندما تعتقد انها حكومة, ولا تخجل من شعب يرفضها عندما تصرح بعيداً عن وظيفة تبعيتها, حكومة اشبه بتحالف اللصوص, تجمعها اهداف دنيئة, وهي آخر من يدعي بقضية محترمة, وان صرحت بعكس ذلك, فتلك صفاقة.
4 ـــ هناك خلف اطراف البعيد عراق آخر, قادم عبر منافذ تاريخ يملك ضميراً, قد يجهله ممن سقطوا من ارحام الفضائح, الأغبياء لا يستذكرون نهاية من سبقوهم, غيرهم سحقوا العراق ومروا, يلف نهاياتهم تاريخ اسود, والعراق لا زال العراق, بثرواته وجغرافيته وتاريخه وارثه الحضاري, ما هُرب من ثرواته سيعود, وما استقطع من جغرافيته سيعود, وسيستعيد الأنسان العراقي كامل حقيقته ويضمد ذاته ووحدة مكوناته, ويمسح عن وجه الوطن تشويهات الأقلمة والتقسيم, ثم يقول كلمته الأخيرة, انا الذي كنت انا سأكون, ليس عدواً لأمريكا وايران, ولا لأية دولة اخرى, ليردوا التحية بمثلها ويصافحوني, سوف لن نخسر مثلما نخسر الآن, وما ينفعهم اليوم, سوف لن ينفعهم غداً, ومن يتعمد افساد صميم مقدسات ومعتقدات ومذاهب وثقافات مكوناتي, دنائة سيلوم انفسه عليها, حتى ولو الى حين.
30 / 10 / 2018