الرئيسية / مقالات / الدين لله وليس لرجال الدين

الدين لله وليس لرجال الدين

السيمر / السبت 03 . 11 . 2018

جراخان رفيق عمر

كثيرا مانسمع المقولة الشهيرة: الدين لله والوطن للجميع.. وهي فكرة صحيحة لأن كل واحد منا يحمل في نفسه عقيدته الخاصة ولكنه يعيش في وطن يشترك فيه مع آخرين.. في البلد الذي أعيش فيه لبعض الوقت وأغادره ثم أعود إليه توجد عديد الديانات والمذاهب والقوميات، ومن الديانات ( الإسلام، المسيحية، اليهودية، الايزيدية، الصابئية) ومن الطوائف (السنة، والشيعة كمسلمين، وعديد الطوائف من المسيحيين) ومن القوميات ( الكورد، والعرب، والتركمان، والداغستانيين، والشبك) وهناك ماهو خليط من القومية والدين والمذهب.
لو دعونا عشرة أشخاص، وكل واحد منهم يعتقد بمذهب، أو دين، وجلسوا على طعام وشراب واحد، وتكلموا بقضية واحدة قد لانعرف الفرق بينهم إلا إذا سألناهم عن إنتماءاتهم. وهكذا فإن العالم الذي نعيش فيه تتعايش فيه قوميات وديانات ومذاهب، ومجموعات بشرية متعددة تحتفظ بولاءات وإنتماءات وافكار لاتقف عند حد، ولايمكن حصرها بعدد، ومطلوب منها أن تتعايش، وأن لايتم إقصاء أحد منها لأن أحدا بعينه لايملك الحق في إمتلاك كل شيء، فالحياة شراكة وتعاون وتبادل أفكار وثقافات.
يتحدث رجل دين متنور لضيوفه عن التعايش فيقول لهم : يجب أن يكون الحوار بين الأشخاص المختلفين من أجل الإقتراب والفهم والتعاون، وليس لتغيير القناعات. فعلى المسلم واليهودي والمسيحي أن يتحاوروا من أجل التفاهم ونشر التسامح، وليس لتغيير القناعات، فما فائدة أن نقنع يهوديا بإقتناع الإسلام، بينما يبقى العداء بين الملايين والأفضل أن يتفق الملايين على التسامح والمحبة والرحمة والتعاون.
في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، وبعد التفجير الإرهابي الذي أصاب المبنى في 11 أيلول 2001 عمدت الإدارة الى ترميم موضع التفجير، وجعلته مصلى بعدة أقسام للديانة المسيحية ووضعت الإنجيل، وللديانة الإسلامية ووضعت القرآن، ولليهودية ووضعت التوراة. هذا يعني أننا يجب أن نتعايش، ولانتعامل مع الناس بحسب دياناتهم ومذاهبهم، بل بحسب إنسانيتهم التي تنتصر في نهاية الأمر لأنها الحقيقة الراسخة في النفس البشرية.

اترك تعليقاً