السيمر / الاحد 04 . 11 . 2018
نعيم الهاشمي الخفاجي*
الفرق بين التطرف والارهاب الوهابي، فرق شاسع، التطرف في مفهومه العام يمكن وصفه بشكلا بسيط عندما يؤمن الشخص برأي أو فكرة أو عقيدة معينة سواء كانت دينية او مذهبية او حزبية، ويستميت في الدفاع عنها بكل مايملك من قوة دون قبول الرأي الآخر،او سماعه، وهذا النوع من التطرف لا يشكل في الغالب خطرا وإرهابا وخروجا على السلوك الاجتماعي المعروف أو انتهاكا لسلامة الآخرين، بل تجد هذا التطرف ضمن افراد العائلة الواحدة، وهذا النوع اقرب للجهل، الدخول مع هذا النوع في حوار لايجدي نفعا والامام علي بن ابي طالب ع ببلاغته وفصاحته قال ماغلبني الا جاهل، لكن هذا التطرف بسبب الجهل ارض خصبة للافكار المتطرفة قد يتحول إلى إرهاب في مرحلة لاحقة ضمن البيىة الحاضنة، هذا النوع من الجهل ان كان في بيئة سنية من السهولة ان تستقطبه الفئات الوهابية ويحولوه الى بهيمة مفخخة يكفر المجتمع الحاضن له. أما الإرهاب والذي يعني القتل وإيقاع الخوف والأذى بالآخرين، فهو أحد مخرجات وثمار التطرف ويأخذ شكل العنف بطريقة بشعة، لفرض فكر أو سلوك معين على طرف آخر، مستهينا بالأعراف والقيم الاجتماعية السائدة، بل يفسر النصوص الدينية حسب هواه، ورحم الله السيد محمد حسين فضل الله في كتابه عناصر القوة والضعف قال ان هؤلاء المتطرفين يدخلون في دائرة الكفر والمعصية وهم لايعلمون اعتقادا منهم انهم يسيرون في النهج والطريق الصحيح، شيوخ الوهابية يجندون فتيات بالمغرب العربي لتنفيذ عمليات ارهابية من فئة مرتكبات الموبقات بسبب الفقر، في عام ٢٠٠٥ الشرطة المغربية اعتقلت فتاة مغربية حاولت تفجير السفارة الامريكية وبعد التحقيق تبين ان هذه الفتاة تعرضت للاغتصاب من قبل اخوتها وانجبت طفل وتحدثت مع شيخ وهابي لهدايتها، قال لها انت ارتكبتي ذنب عظيم وانا ارشدكم لعمل يختصر المسافة فجري السفارة الامريكية خلال لحظات تكونين في الجنة، لكن العملية فشلت وتم اعتقالها وتم عرض اعترافاتها في التلفيزيون المغربي ونقلتها قنات ام بي سي السعودية، تم تشكيل عدة كتائب للجهاد النسوي منهن مفجرة كنيسة قبطبية في القاهرة قتلت العشرات من الاطفال الاقباط داخل مكان يعبد الله به وهي الكنيسة، مضاف لكتائب جهاد النكاح بالشام التي افتى بتكوين هذا النوع من الجهاد الشيخ السعودي الوهابي محمد العريفي وتسبب في التحاق المئات من الفتيات من دول المغرب العربي، ماحدث يوم امس في تونس العاصمة اقدمت فتاة لتفجير نفسها وتبين ان السيدة عمرها دون الثلاثيين وتمتاز في الفقر والبلاهة حسب قول تقارير الصحافة، التطرف يختلف عن الارهاب لكنه ارض خصبة لنمو الارهاب وازدهاره، لايمكن هزيمة الارهاب بدون الغاء عقائد التكفير الوهابية التيمية لأنها تزرع التطرف والارهاب معا.
*كاتب وصحفي عراقي مستقل