السيمر / الثلاثاء 13 . 11 . 2018
ستار الجيزاني
اغلب المجتمع العراقي منذ قديم الزمان وإلى الآن يتميز بصفة عادة ما تكون محببة لكن في بعض الأحيان سيئة، وهي الطيبة ومن خصائصها تصديق الشخص لكل ما يقال له بغض النظر عن صحته أو عدمها.
انتشار الأخبار غير الصحيحة، بحيث تصبح دعاية نتيجة المشاركة للخبر دون البحث عن المصدر، وهل هو صادق إم مزيف، أصبح ظاهرة مرعبة تهدد الامن القومي للبلاد،- وكما يقال-” فالحرب نصفها إعلام”.
انعدام الثقافة الإلكترونية في المجتمع العراقي، يجعل منه صيدً سهل للمغرضين وأصحاب المشاريع الخارجية، ألتي تسعى إلى خلق حروب داخلية أو خارجية لخدمة مصالحها الاقتصادية أو السياسية.
يكاد يكون مرتادي المواقع الإلكترونية كألةالكترونية وظيفتها مشاركة الخبر، من غير معرفة حيثيات ومحتوا المنشور والهدف منه.
التطور الالكتروني وعدم السيطرة الكترونية من الحكومة، جعل من السهل جدا على الجيوش الإلكترونية التابعة لدولة ما أو حزبا ما، أن تبث الإشاعات التي تخدمها لضرب مصالح الدولة أو الأحزاب الأخرى.
الخميس ٢٠١٨/١١/١ حدثت كارثة ضربت الثروة السمكية في نهر الفرات، وبالأخص في مدينة المسيب، لمشاريع الاحواض العائمة في النهر، مما خلف خسائر كبيرة جدا تقدر ب ١٠٠ مليون دولار.
اشاع الطابور الخامس، دعاية تقول: أن الكارثة حدثت بفعل فاعل، واشاروا بصابع الإتهام إلى الجارة إيران، بادعائهم أن المخابرات الإيرانية دخلوا مع الزائرين واستغلوا انشغال القوات الأمنية والمواطنين بمراسيم الزيارة ووضعوا مبيدات قاتلة للأسماك في النهر، وهذا ما دحضته التحاليل المختبرية التي أجريت على الأسماك النافقة.
موت الاسماك بهذا الشكل وبصورة مفاجئة يعزى الى عدة عوامل بحسب مختصين وكالاتي:
وجود بكتريا مشخصة منذ ثمانينيات القرن الماضي تسمى ب” عفن الغلاصم”، والإعداد غير المناسبة من الأسماك في الحوض الواحد، والاجتهاد الشخصي وعدم الدقة في إعطاء الغذاء، وخصوصا البروتين “كلٌ يغني على ليلاه”، مما سبب الزيادة السريعة في وزن السمك، وهذه الزيادة عباره عن كتلة من الشحوم والدهون، التي بدورها تضغط على الأعضاء الداخلية وتقلل من فعالياتها الحيوية، ومن ثم تفاقم الوضع بسبب الزيادة المفرطة بالوزن، الذي لا يتناسب مع حجم السمكة، يؤدي الى توقف بعض الأعضاء ومن ثم الموت المفاجئ.
عدم وضع الأسماك التي تتغذى على الفضلات، كلكارب سلفر أو غيرها، لكل ١٠٠٠ سمكة كارب سمتي ٢٥٠ سمكة كارب سلفر، إضافة إلى تجديد الوسط المائي بزيادة الاطلاقات المائية، يعمل على تقليل نسبة المواد السامة المتحللة من الفضلات كالامونيا.
المعروف عن تلك المنطقة من نهر الفرات ذات مياه شبه راكدة،بسبب ضعف الاطلاقات المائية من المنبع، وكثافة نبات القصب والبردي على ضفاف النهر، يجعل من المنطقة ساكنة، لعمله كمصد لتيارات الهواء، مع قلت الملاحة النهرية بسبب زيارة الأربعين للأمام الحسين، كل هذا يعمل على تقليل نسبة الاوكسجين في الماء، مما يجعل المياه بيئة غير مناسبة للأسماك وخصوصا هذه النوعية”الكارب سمتي” لا تستطيع العيش لمدة طويلة مع قلت الاوكسجين.
تلوث مياه النهر، بسبب مياه الصرف الصحي غير المعالج، ومخلفات المصانع ومحطات توليد الكهرباء، يجعل من تركيز المواد السامة كبيرا، لا يقتل الاسماك فقط وانما يدمر البيئة النهرية، وعند استخدامه للشرب يسبب الأمراض السرطانية، وهذا ما حدث في محافظة البصر.
يجب على الحكومات المركزية والمحلية، مراقبة المشاريع الخاصة والعامة لثروات الوطنية، سواء السمكية أو غيرها من الثروات، في سبيل الوقاية، وتطبيق الشروط الخاصة بكل مشروع، لتجنب مثل هكذا كوارث.
تقصي الحقائق، وعدم تصديق الأخبار من مواقع التواصل الاجتماعي، والقنوات الفضائية المغرضة الأ بعد التأكد التام من مصادر موثوقة، حفاظا على الأمن الوطني، وحماية مصالحنا القومية مع الدول الأخرى.