السيمر / الثلاثاء 13 . 11 . 2018
نعيم الهاشمي الخفاجي
المجتمع المتعدد الطوائف عامل قوة وليس ضعف، خلال حياتي نشأت في بلد وفي فترة حكم صدام يعتبر كتاب تعليم الصلاة للسيد محمد باقر الصدر جريمة تحلب الإعدام ويتم اعتقالك وتعذيبك ويجبرونك على توقيع اعترافات انك قيادي في حزب الدعوة وعميل الى ايران، وفي الحقيقة في الانظمة العادلة والتي تحترم شعوبها لا توجد مشكلة بالجمع بين المواطنة والطائفة، ولا بين المواطن والاعتقاد، خلال وجودنا بالغرب عشنا كبشر مع أديان وطوائف ومذاهب اخرى بحيث على أرض الواقع لا يوجد أي تعارض بين المواطنة والطائفة في الحقيقة، وذلك بسبب وجود انظمة تحكمها قوانين عادلة اما بالشرق للاسف انتشار اللاوعي عند كثير من أبناء المجتمعات بسبب الجهل الديني والتخلف، الجهل الديني يمثل المشكلة الحقيقية التي تؤزم وتؤجج الحالة الطائفية وتحولها إلى ظلامية، في ظل بلدان وحكومات عربي الوعي والتوعية مغيب بحيث كل شخص يجهل مفهوم المواطنة والطائفة، أبسط الأشيا المواطن لا يعرف حقوقه ولا واجباته، ونرى فتاوي تكفيرية وهابية تعمل على عدم قبول الآخر كما مواطن، هذه التصرفات وخاصة ان كانت مدعومة من الحاكم مثل مافعلها صدام ويفعلها اﻵن حكام السعودية بشكل خاص سوف يؤدي إلى التعصب لطائفته او مكون بالسر، تعرض الشيعة والاكراد بالعراق للقتل والظلم، بعد سقوط صدام وبسبب تدخل الدول العربية والاسلامية في شؤن العراق ﻷسباب طائفية قام قادة المكون السني العربي وبغالبيتهم هم من اجهزة صدام القمعية في اطالت لحاهم واصبحوا ائمة مساجد مستغلين عدم وجود ساسة حاكمون اقوياء يستعينون بالجماهير المليونية في التصدي للقتلة المحرضين على القتل والكراهية، وفي نفس الوقت الاعلام العربي ينقل اخبار غير صحيحة تصور الضحية جلاد والجلاد بريء، خلال الخمسة عشر سنة الماضية فجرت الاف العجلة المفخخة وسط اسواق مدن الشيعة المزدحمة لقتل اكبر عدد من المواطنين، استهدفت المساجد والمراقد المقدسة، بل حتى قادة فلول البعث يتبنون العمليات الارهابية بشكل علني، في زيارة الامام الكاظم ع تم مهاجمة الزائرين من خلال اشاعة خبر وجود انتحاريين سبب ارباك على جموع الزائرين على جسر يعبر نهر دجلة المسمى في جسر اﻷئمة تسبب بغرق 1300مواطن شيعي وكانت الغالبية من النساء الطاعنات بالسن، احد شباب السنة انقذ حياة عدد من الاشخاص وغرق في نهر دجلة ومات، نحن لاننفي وجود نسبه من المواطنين السنة انهم ناس مسالمون، سبب ماحدث من قتل وذبح بسبب الخطاب الديني والسياسي لقادة المكون السني، الحكومات العربية حاولت الضغط على الادارة الامريكية لابعاد الشيعة من المشاركة في حكم بلدهم العراق، الانظمة العربية القمعية تتبع أسلوب القمع والاضطهاد مع المكونات والاقليات لذلك بسبب الظلم والاضطهاد يضطر الكثيرون الى اخفاء حقيقة ارائهم تجاه النظام الحاكم لذلك تنشأ أجيال تمارس الكذب فيقعون في ازدواجية القبول بالنظام الحاكم في العلن والنفاق، وينتج لدينا مجتمعات تمارس الكذب، ويرفعون شعارات منادياً باللاطائفية دون قناعة، والنظام يرفع شعارات وطنية وهي في الحقيقة قمعية تعزز الانقسامات القومية والطائفية في اول يوم جمعة تلت سقوط صدام رفع رؤوس الإرهاب حارث الضاري ومن لف لفه شعار اخوان سن وشيعة وهذا الوطن ما نبيعة، هذا الشعار ظاهره الرحمة وباطنه النفاق والارهاب، تم تسويق هذا الشعار على الجهلة والسذج ﻷن أفعال حارث وهيئته تخالف هذا الشعار الجميل، شعاراتهم تكرس الطائفية وتنشر ثقافة الكذب على الذات، وكان الأجدى أن يقولوا تعالوا لنبحث عن طريقة لحكم البلد مقبولة من الجميع ، وكل عراقي هو أخ في الوطن حتى لو اختلفت طوائفنا، ويجب على كل عراقي حق احترام الآخر وتقديره ونشر ثقافة الإخاء والاعتذار من أخطاء الماضي، لنكون صريحين فمفهوم الطائفة والقومية والدين موجود أصلاً لم نخلقه نحن، بعد عملية اسقاط صدام دول اوروبا وامريكا رفعوا شعارات دعم الديمقراطية وبغض النظر سواء كانت صادقة ام كاذبة، حضرنا جلسات وندوات لدعم الديمقراطيات في الشرق الاوسط، للأسف نشطاء المنظمات الحقوقية بغالبيتهم هم اعضاء لاحزاب يسارية وقومية سابقة، لايمتلكون رؤية واضحة لمعالجة اسباب عدم وجود ديمقراطيات في الوطن العربي، المشكلة الاساسية الحكام العرب في الجمهوريات وصلوا في انقلابات عسكرية وتمسكوا بالكرسي وحكمبعضهم 30 او 40سنه وسلم المنصب الى ابنه او قريبة، الانظمة الملكية الملك بيده كل شيء، قبل اكثر من 16 عام قلت لايمكن انجاح الديمقراطية في العراق وسائر الدول العربية إلا في ايجاد حل جذري لكرسي الحكم، اقترحت اعادة النظام الملكي للعراق سواء من الاسرة المالكة السابقة او انتخاب ملك عراقي من ابناء الشعب ويكون نظام الحكم ملكي دستوري ويتم وضع دستور والشعب ينتخب رئيس حكومة بطريقة ديمقراطية، ويتم نقل التجربة للدولة العربية الانظمة الجمهورية يتم تحويلها الى انظمة ملكية دستورية، الانظمة الملكية الحالية يتم الضغط عليهم للقبول في الملكية الدستورية والسماح للشعوب في الانتخابات الحرة واقامة حكومات اقليمية وكونفدرالية مثل باكستان، بعد انقضاء 100 عام على نهاية الحرب العالمية الاولى عجزت الدول العربية في اقامة ديمقراطيات استفحلت الصراعات القومية والمذهبية داخل الدول العربية، غالبية الدول العربية بها تنوع مذهبي وقومي والنتيجة صراعات داخلية داخلية، الدول العربية الاساسية العراق والسعودية واليمن والجزائر والمغرب وسوريا والسودان عانت من الصراعات الداخلية الداخلية، وباتت الدول الكبرى في استطاعتها التدخل بشؤون تلك الدول بسبب ظلم الانظمة المذكورة للقوميات والمذاهب، لذلك أصبح التعدد القومي والمذهبي عامل ضعف، ويفترض التعدد المذهبي والقومي يكون عامل قوة، الهند تضم 500 قومية واثنية ولغات متعددة لكنها من الدول المصنفة من الدول الصناعية والنووية، العقليات العربية تفتقر الى انتهاج السبل المعتدلة والوسطية يرفعون شعارات قومية انفعالية والنتيجة خسرنا ثرواتنا وقتل الملايين وشعوبنا تعيش في التخلف والفقر والظلم.