السيمر / السبت 17 . 11 . 2018
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
بطبيعة الحال هناك حقيقة العقلية البدوية هي عقلية صدامية لا تعرف الوسطية ولاتؤمن بحق الاخرين في الحياة فهي مستوحاة من نفس رأي زعيم القبيلة، وقد نجح الانكيلز بالجمع مابين رأي شيخ ديني متطرف بعقلية بدوية وبين زعيم سياسي اوجدوه لهدم الخلافة العثمانية من الداخل من خلال اضعافها داخليا ومن ثم اسقاطها عسكريا، وتم ذلك من خلال جمع محمد بن عبدالوهاب مع ابن سعود، والمتابع لسيرة الصراعات القبلية هي في الحقيقة صراع حياة أو موت لاثالث لهما، لذلك هذه قسوة طبيعية في نفوس وشعور العقلية المتحجرة جعلت رؤية البدوي للموت شيئًا اعتياديًا بل وفي اسم الدين وبسبب الكبت الجنسي جعلت الكثير من الشباب ومنهم متعلمون تجده خريج كلية مستعد ليفخخ ويفجر نفسه ولنا دليل لتفجير دكتور سعودي نفسه في الهجوم على مطار الطبقة العسكري السوري، الظروف التي نشأ عليها البدو كان ظرف جعلتهم يكونون مقاتلًين همهم الحياة بالقسوة وتحمل الجوع ، ولديهم انطباع راسخ بعقولهم أن استمرار حياتهم لا تكون إلا بموت غيرهم، لذلك فهم البدو الى الفقه الإسلامي تأثر بشكل جدا كبير بهذه العقلية المتخلفة المبنية على الغزو والسلب والسبي والاغتصاب واضطهاد الاخرين تحت مسوغ ديني لتبرير اعمالهم العدوانية، فجميع الفقهاء الوهابيون لا يمانعون من إعمال السيف في المسلم قبل غير المسلم من الامم الاخرى وخاصة ان كان مسلما شيعيا يوالي ال بيت رسول الله ص، العقلية الفقهية الوهابية التيمية هي استنساخ للعقلية البدوية الصحراوية، مبنية على الخلاف وإعلان الحرب على المخالف لأبسط واتفه الأسباب، فالمسعودي المؤرخ المسلم يقول (إن شهر صفر سمّي بهذا الاسم لأن بيوت العرب كانت تصفر أي تخلو من الناس لخروجهم جميعًا لغزو بعضهم البعض)! امتازت العقلية البدوية انهم كانوا يقتلون بعضهم البعض لمجرد أي اختلاف بسيط لربما على جمل او حمار او كلب ينهش شخص اخر ، فيكون السيف هو الحل الوحيد القادر على حسم المشاكل، ولنا في حرب «البسوس » خير مثال حيث تقاتلت قبيلتان عربيتان لمدة 40عام بين يساس والزير ولازال الكثير يطلقون تسمية يساس على ابائهم ليومنا هذا تبركا بالمقاتل المغوار جساس والذي يسمونه في يساس!
على المستوى الثقافي، العقلية البدوية متأثرة بتقديس الأشخاص والمبالغة في تبجيلهم، لذلك الوهابية تبنت منح كل السلف في السلف الصالح وان كان مجرما معاديا لله ولرسوله مثل معاوية والحجاج وبسر بن ارطأة لذلك عقلية «السلف الصالح» لم تظهر بظهور المذاهب الإسلامية، بللها جذورها البدوية تعود إلى الفترة ما قبل الإسلامية والتي يسمّيها المسلمون بالجاهلية،
ففي الجاهلية العقلية البدوية لديهم القداسة لرموزهم ويعتبرون ذلك من الامور الضرورية، ففي كتاب «الفتاوى الكبرى لابن تيمية» يقول: (والأفضل للناس أن يتّبعوا طريق السلف في كل شيء، فلا يقومون إلا حيث كانوا يقومون / ص 49)، واستطاع ابن تيمية ادخال هذه القداسة من خلال مفهوم البدعة فالبدعة عندهم ليست في الخروج عن الأطر العامة للاجتهاد في الإسلام، وانما البدعة هي أن تفعل ما لم يفعله السلف أو الخروج عن أقوال الأئمة الذين يؤمن بهم ابن تيمية، وقد كان النظام القبلي البدوي لا يسمح بوجود أي اختلاف بين رعيته والزعيم فكلهم تابعين وعليهم السمع والطاعة وخاصة بظل وجود احاديث وضعها معاوية والذي كان متمسك بجاهليته وحقده على محمد وال بيته لذلك طلب من ابي هريرة ان يحدث بعد ان كان الحديث قد منع بخلافة ابي بكر وعمر وعثمان، اوجد حديث يحرم الخروج على الحاكم وان سرق مالك وادمى ظهرك، لذلك تأثر الفقه الإسلامي بهذه العقلية، فلا اجتهاد يخرج عن اجتهاد الصحابة، ولا تأويل للنص يخالف تأويلهم، ومن يتجرأ في القبيلة البدوية على التمرّد على زعيمها يتم نفيه للصحراء وحيدًا حيث يموت وحيدًا، في وقت الوهابية يعيبون على الشيعة ان لديهم مجموعة من الاشخاص عددهم ١٤ شخص هم محمد ص وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين زين العابدين ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق وعلي بن موسى الرضا ومحمد بن علي الجواد وعلي بن محمد الهادي والحسن بن علي العسكري والامام محمد بن الحسن المهدي ورغم وجود ايات نزلت بعصمة ال البيت ع كما في اية التطهير او نفس محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين نفس واحدة وفق اية المباهلة قل تعالوا ندعوا ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ونبتهل ونجعل لعنة الله على الكافرين، رغم ان الشيعة لديهم عصمة الى ١٤ شخص ترى الوهابية يستكثرون عليهم ذلك بينما الوهابية يعصمون كل الصحابة ولديهم تعريف الصحابة مصطلح واسع يشمل كل شخص عاصر الرسول وسمع حديثه او ولد قبل وفاة النبي بساعة واحدة وعندهم صحابي الصحابي والتابعيين الذين عاصروا صحابة الصحابة وهذا امر لايمكن تصديقه وقبوله يعني هم يعصمون امة وهذا مستحيل ولايمكن قبوله وفق العقل والمنطق، لذا الوهابيون السلفيون زعموا أن العودة إلى أقوال وأفعال السلف كفيل بصنع المجتمع الأخلاقي، هناك حقيقة فالإنسان هو كائن ناقص غير منزه عن الخطأ لذا ما قاله أو فعله لا يصلح دائمًا لكل زمان أو مكان، لقد تناسى السلفيون أن الادعاء أنه بتقليد السلف سنعود إلى عصر المدينة الإسلامية الفاضلة، والتاريخ الاسلامي سجل لنا تاريخ اسود من الفتنة والاقتتال مابين الصحابة انفسهم قتل بها مئات الاف الصحابة،، فتصبح تصرفات السلفيين ضارة بالإسلام أكثر من نافعة، ففي كل مرة تصبح أفعالهم سببًا في تدمير أنفسهم وفي تشويه صورة الإسلام.، فإن الدارس لتاريخ المجتمعات العربية يخرج بنتيجة أن الظروف التي كان يعيشها العرب من بيئة بدوية صحراوية قاحلة واقتتال دائم بين القبائل العربية والنقص الشديد في الغذاء والماء لا تسمح أبدًا بأن يكون للعرب دور كبير في العلوم والاختراعات، فإنّ أغلب من ساهموا فى هذا المجال أشخاص غير عرب، نعم كانت العلوم عند ال البيت ع نفسه رسول الله ص قال انا مدينة العلم وعلي بابها، انفرد ائمتنا في تدريس علوم الطب والكمياء منهم الامام محمد بن علي الباقر والامام جعفر الصادق والذي درس جابر بن حيان الطب والرياضيات والكمياء والجميع يعلم ان قريش تمسكت بجاهليتها رغم اعلان اسلامها حسب قول الباحث الدنماركي واستاذ علم اللاهوت بدرسن صاحب كتاب علي ومعاوية حيث اشار ان الدين الذي جاء به محمد وقاتل لتأويله ابن عمه علي بن ابي طالب دين يحتوي على نصوص تصلح ان تكون قوانين ضمن دساتير بلدان العالم لخدمة البشرية، وقد خصّص ابن خلدون فصلًا لهذا الموضوع تحت عنوان (فصل فى أنّ حملة العلم فى الإسلام أكثرهم عجم)، وقد كتب أنّ السبب فى ذلك أنّ العرب لم يكن عندهم علم ولا صناعة، حتى إنّ علم النحو (العربي) وضعه سيبويه الفارسي.. إلخ، كما خصّـص أكثر من فصل عن أنّ العرب (أبعد الناس عن الصنائع) وهناك حقيقة ان العرب بدو لايعيرون اهمية لثقافات الامم الاخرى فلماذا أمر عمر بن الخطاب بمحو علوم فارس وعلوم الكلدانيين والسريانيين وأهل بابل وعلوم الاقباط، لذلك ابن خلدون صريحًا عندما وصف العرب بأنهم أبعد الناس عن العلوم والصناعات وأن همهم الأول هو السيف وغزو البلدان لأجل الطعام فقط، ولما فتح العرب -أي احتلوا- أرض فارس ووجدوا فيها كتبـًـا كثيرة، كتب سعد بن أبى وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه فى شأنها وتلقينها للمسلمين (العرب) فكتب إليه عمر: (أنْ اطرحوها فى الماء، فإنْ يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منها وإنْ تكن ضلالًا فقد كفانا الله، فطرحوها فى الماء أو فى النار (فى بعض الروايات)، فذهبت علوم فارس ولم تصل إلينا،
بعد الحرب العالمية الاولى وقيام بيت ابوناجي حسب اللهجة العربية في تقسيم اراضي الدولة العثمانية الى دول عربية مستقلة، شاهد العرب تطور الغرب، أدركوا مدى الفارق الحضاري بينهم وبين الغرب، فقامت مجموعة من النخبة العربية بترجمة الأعمال الغربية ونقل المفاهيم الجديدة التي لم يسمع بها المسلمون طيلة عزلتهم عن العالم في ظل الحكم العثماني، مثل الحداثة والتنوير والمواطنة، ومبدأ المواطنة من أحد أكثر المبادئ التي جوبهت بردّ عنيف من الفقهاء الوهابية بل قرأ لشخص يدعي انه مفكر اسلامي يكتب قبل اسمه الدال كتب مقال ونشر في صحيفة صوت العراق يقول من حقنا ان نشمت بما يصيب الامم الكافرة من كوارث طبيعية لأن الله ورسوله قد فرحوا وامرونا ان نفرح هههههههههههههههههههه ان شر البلية مايضحك، لننظر لقضية قتل جمال خاشقجي استدرجوه لمكان وفق العرف الدولي محترم ودخل خاشقجي بشر وخرج بشكل معلبات انها عقلية البداوة والتخلف والانحطاط عقلية لم ولن تفهم الرأي والرأي الاخر، اموال الخليج وبالذات اموال السعودية من خلال المؤسسات الخيرية نشرت الوهابية والسفارات في اموالها وهبت الشباب المسلم السني بالعالم ولننظر كيف كفر هؤلاء المجتمعات الاوروبية الحاضنة لهم ولننظر لعمليات الطعن والدهس للمواطنين الاوروبيون بالشوارع العامة والاسواق، بل حتى بثورات الربيع العربي السعودية ومن خلال وهابيتها حولت الثورات لمجرمين وقتله وذابحين بل آكلي قلوب البشر، للاسف واقعنا العراقي مرير نحن بحاجة اليوم لمراجعة حكم العراق الجديد لطيلة ال ٩٩ سنة من تاريخ الدولة العراقية وعلينا ان نطبق النماذج الرائعة في دول اوروبا الغربية في ايجاد نظام حكم دائم وثابت يجمع المكونات الثلاث الرئيسية التي تمثل الشعب العراقي اكراد وسنة وشيعية بعيدا عن اللغو والثرثرة والشعارات البائسة.