السيمر / الاحد 09 . 12 . 2018
نعيم الهاشمي الخفاجي
هناك حقيقة مرة علينا ان نعترف بها لم يعانِ شعب من الأزمات والمحن والكوارث كما عانى منها الشعب الشعب العراقي عبرتاريخه القديم والمعاصر، وكان اشدها تاريخنا الحديث وولادة العراق المشوه الذي رسم حدودة الانكيليز والفرنسيين، شعب يتوارث الحروب والمعاناة وراثة، الجد يورث المظالم الى ابنه والابن الى الحفيد، والحقيقة مشاكلنا ليس بفعل كوننا كعراقيين ميالين لإثارة العنف وافتعال وخلق المشكلات وإنما نحن ابتلينا بقيادات سياسية ودينية فاشلة وغير مؤهلة لقيادة وادارة العائلة الصغيرة وليس لقيادة بلد ومجتمع متعدد الاعراق، هذه القيادات الغبية مجرد إن تصل إلى السلطة حتى تفقد صوابها وتغرق في ممارسة الفساد وإثارة الفوضى، والنزوع إلى التسلط والاستحواذ وإفقار وتجويع الشعب …….الخ مشكلتنا تكمن في الساسة قبل غيرهم، من الغير المعقول يقتل شبابنا منذ عام ١٩٦٣ وليومنا هذا، العراق لايمكن ان يحكم بالطريقة السابقة، لايمكن اقامة دولة مدنية مع شركاء يبغض بعضهم البعض الاخر الانكيليز جمعوا ثلاث مكونات غير متجانسه فلنبحث عن حل دائم يضمن للجميع حقوقهم بعيدا عن القتل والتهميش والاذلال، بعد كل التجارب المريرة التي طبقت بالعراق بالعهد الملكي او بالعهد الجمهوري المظلم والذي فتح القتل على ابناء هذا الشعب من انقلاب رمضان الاسود الذي اطاح في عبدالكريم قاسم وبدأت التصفيات الوحشية من يوم قتله نفذها البعثيون من خلال عصابات الحرس القومي وسيطرة الخائن عبدالسلام عارف الى هلاكه ومجيء شقيقه عبدالرحمن عارف والذي كان انسان ليس بدموي وتحين ضباع البعث الفرصة ودبروا انقلابهم الثاني في ١٧ تموز عام ١٩٦٨ واذاقوا شعبنا وبالذات الشيعة والاكراد انواع العذاب والقتل وادخلونا بحروب داخلية ومع الجيران قتلت ملايين البشر، وسقط نظامهم في ٩نيسان عام ٢٠٠٣ وللاسف بسبب سذاجة قادة احزاب الشيعة استمر فلول البعث بمواصلة هوايتهم بقتل ضحاياهم من ضحاياهم السابقين بفترة حكمهم الاسود للبلد، بعد سقوط الصنم جرب الاخوة في الاحزاب الاسلامية الشيعية وبشكل خاص الاخوة في حزب الدعوة كل نظرياتهم والتي تجلت في انبطاح قل نضيره بالتاريخ، مهمة رئيس حكومة يجمع ملفات القتلة والذباحين دون ان يردعهم ويطلب من ابناء الشعب بسحق رؤوس القتلة، وبعد ١٤ عام من سقوط نظام صدام اضطرت الجماهير وبالذات الشيعية بالخروج بمظاهرات تطالب بالاصلاح، تجد المتظاهرون يطالبون لحكومة اصلاح البنى التحتية والانظمة الادارية والمالية والتعليمية والصحية وتقديم الخدمات الضرورية ووضع الحلول لمشاكل الكهرباء والماء والصرف الصحي وغيرها، هذه المشاكل يفترض لم تكن موجودة في بلد مصدر للبترول مثل العراق، والعجيب وهو امر بغاية الغرابة ان يطالب خبراء ومحللون سياسيون ومثقفون وصحفيون الحكومة بكل ذلك، رغم انهم يحللون بشكل يومي طيلة الاربعة او الخمسة عشر السنة الماضية، يفترض بهؤلاء المحللين ان يعترفون في اخطائهم وخطأ تحليلاتهم، ويجدون ماهي اسباب تعثر الاصلاحات وغياب الخدمات واستعصاء حل المشكلات عبر تاريخ الدولة العراقية الحديثة، فيتم التركيز في اصلاح النظام السياسي الفاشل القائم على اسس فاشلة، في الازمة الاقتصادية في امريكا الخبراء والمثقفين والمختصين والدارسين لم يضعوا سبب انهيار الاسواق العالمية وافلاس الخزينة الامريكية كان بسبب الادارة الامريكية او سوق العقارات وانما قالوا انها بسبب الاسس التي قام عليها النظام الرأسمالي وان اية معالجات تضمنتها خطة الانقاذ كانت مجرد مسكنات وان الحل يكمن في اصلاح ذلك النظام، وفعلا تم اصلاح النظام الاقتصادي،
ان الداء الذي يشل مفاصل الحياة العراقية لا يحتاج الى فحوصات مختبرية او كشوفات سريرية فهو واضح ومشخص، وما على النخب والخبراء سوى اختيار العلاج الناجع، لا علاج بدون اعادة النظر في طريقة حكم العراق، لايمكن بناء دولة مستقرة مع فلول البعث ومع شريك كوردي يطالب اما في الاستقلال او بنظام كونفدرالي او بالقليل نفس طريقة حكم الامارات العربية وهو نموذج يصلح لحل مشاكل العراق بشكل خاص.
نعرف جيدا ان الجميع يعلم