السيمر / الاثنين 17 . 12 . 2018
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
رسالة الغنوشي لاحبائه في مؤتمر حركة الاخوان الذي عقد برعاية اردوغان، في الاجتماع الاخير الذي تم عقده في شهر نيسان الماضي في تركيا لم تكن مفاجئة، وهناك حقيقة حركة الاخوان اليوم باتت واصبحت منظمه عالميه تنتشر بكل اصقاع العالم، تتبع للسلطان لعثماني اردوغان والتي جمعت مابين الفكر الوهابي والادعاء في اتباع المذاهب الاربعه والمدنيه، الرساله نفتها الجهات المقربة من راشد الغنوشي وسواء ان صحت ام لم تصح فهو لم يأتي بجديد
الرسالة سبق أن وجهها عبر رسالة سابقة لجريدة الحياة الجديدة في فلسطين، وايضا نشرتها مواقع اخوانية وغير اخوانية، ورغم ذلك مكتب الغنوشي قد نفى بعد ساعات من نشرها ولربما كلامهم صحيح رغم ان الرسالة أكدت صحتها قيادات في حزبه حركة «النهضة»، وقد نشر الخبر في وسائل الإعلام في الكثير من المواقع ووكالات الانباء كتبت الخبر بالصيغة التاليه: «أثارت رسالة لراشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، وجهها إلى قيادات التنظيم الدولي للإخوان، ايضا نشرتها مواقع تابعة للإخوان، واثارت جدلاً واسعاً داخل حركة الاخوان وكوادرها وانصارها وقياداتها، بعد أعلن الغنوشي أنه اقترب من الانفصال الكامل عن التنظيم، فيما أصدر المكتب الإعلامي بياناً نفى فيه ذلك».
ادعى الغنوشي تأكيده على أن إخوان مصر وسورية واليمن لم يسمعوا نصائحه، وأنه يرفض سياساتهم في المنطقة ولن يسمح لتونس أن تصبح مثل العراق وسورية، وقالت رسالة الغنوشي التي وجهها إلى قيادات الإخوان في إسطنبول خلال انعقاد مؤتمر «شكرا تركيا»: «لا أسباب صحية ولا غيرها حالت دون حضوري، ولكنني أرى يوما بعد يوم أن لحظة الافتراق بيني وبينكم قد اقتربت، أنا مسلم تونسي، تونس هي وطني، وأنا مؤمن بأن الوطنية مهمة وأساسية ومفصلية فلن أسمح لأي كان أن يجردني من تونسيتي، لن أقبل أي عدوانٍ على تونس حتى لو كان من أصحاب الرسالة الواحدة، أنا الآن أعلن أمامكم أن تونسيتي هي الأعلى والأهم». كلام شيخ راشد الغنوشي لم يكن محض صدفه فهو قرأ الواقع السياسي التونسي وعرف وايقن ان حركة النهضه بطريقها الى الانحدار وفقدت تعاطف الكثير من الشباب التونسي بسبب دعم حركة النهضه للارهاب في سوريا والسماح لهجرة الاف من الشباب والشابات التونسيات للالتحاق بداعش في سوريا بعد مؤتمر التنظيمات الارهابية بقيادة ورعاية مرسي المعزول في مصر حيث سمحوا لانصارهم الذهاب الى سوريا لمجاهدة وقتل الشعب السوري وفق الانتماء المذهبي والقومي ،
الغنوشي ايقن خسارته للشعب التونسي و قرأ الموقف العالمي ونظرته للحركات الاسلاميه الاخوانية ومواقف مرشد التنظيم الشيخ اردوغان من الغرب ومغازلته الروس بل وحتى وزير الخارجيه التركي اعلن موافقة تركيا بالتعامل مع بشار الاسد، لذلك رسالة الغنوشي لمنظمة الاخوان المسلمون المنعقد في انقره وقرأ الوضع السياسي وأيقن ألا مستقبل لهذه التيارات، تحالفات الغنوشي مع حزب السبسي الغاية استدراج التيارات العلمانية والقضاء عليهم وتم اعتقال تنظيم تابع للنهضه متورط بعمليات اغتيال لقادة في التيار العلماني التونسي، الغنوشي تربطه علاقات جيدة مع حزب الدعوة وسائر الشخصيات الشيعية الذين كانوا يقيمون بالقرب من داره في لندن لكنه ولاسباب طائفية رفض ان يحضر لحوار سني شيعي عبر قناة المستقلة التي يديرها احد اتباع حزبه محمد الحامدي الهاشمي حتى لايضطر ان يقول الشيعة مذهب من مذاهب الاسلام لا اكثر.